سفير روسيا في باريس : مستعدون لتشكيل هيئة أركان موحدة تشارك فيها تركيا لمحاربة "داعش"
قال السفير الروسي في باريس ألكسندر أورلوف ,يوم الأربعاء, إن روسيا مستعدة لتشكيل هيئة أركان موحدة بمشاركة فرنسا والولايات المتحدة وحتى تركيا لمحاربة تنظيم الدولة الاسلامية "داعش".
وأضاف السفير في مقابلة مع إذاعة "أوروبا 1" "قد يكون للتحالف صيغ مختلفة. وعلى سبيل المثال التنسيق، أنه أمر ضروري، لكننا مستعدون للمضي أبعد من ذلك، لكي نخطط سويا للغارات على مواقع "داعش" ولتشكيل هيئة أركان مشتركة بمشاركة فرنسا والولايات المتحدة وجميع الدول المستعدة للانضمام إلى التحالف".
يأتي ذلك بعد إعلان موسكو قطع كافة الاتصالات العسكرية مع أنقرة على خلفية إسقاط الطائرة الروسية في سوريا , ليعيد للأذهان دعوة روسيا منذ أيام لتشكيل تحالف دولي ضد "الارهاب" , عقب ترحيبها مؤخرا بالتنسيق مع أي دولة حول العمليات في سوريا والإعلان عن مستويات من التنسيق مع كل من اسرائيل والأردن.
ومن جهته قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف ,يوم الاثنين, إن بلاده لا تعول على موضوعية حلف شمال الأطلسي "الناتو" في التعامل مع حادثة الطائرة لأنه سيتبنى مسبقا موقف تركيا.
وأعتبر ريابكوف إنه من الضروري اتخاذ جملة من الخطوات اللازمة "لدرء القوات والوسائل الروسية خطر التعرض لاعتداءات غير مسبوقة وإجرامية من هذا القبيل" , في إشارة لإسقاط تركيا للطائرة الروسية.
وكانت أنقرة دعت "الناتو" لاجتماع استثنائي بعد إسقاطها للطائرة الروسية , حيث أعرب الحلف عن رغبته بنزع فتيل الأزمة وتجنب أي تصعيد , وسط قلق الأمم المتحدة من احتمال أن تؤدي الحادثة لتعقيد الموقف.
وبدوره قال رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيدف إن إسقاط تركيا للطائرة الروسية زعزع علاقات حسن الجوار القديمة بين روسيا وتركيا، بما في ذلك في المجالين الاقتصادي والإنساني" , وأدى إلى تصعيد خطير في العلاقات بين روسيا والناتو
واعتبر ميدفيدف إنه "من الصعب تعويض الضرر التي ألحقته الحادثة بالعلاقات الثنائية بين موسكو وأنقرة، وتابع أنه من عواقبه المباشرة المحتملة التخلي عن عدد كبير من المشاريع المهمة المشتركة وفقدان الشركات التركية لمواقعها في السوق الروسية".
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال منذ شهرين في لقاء مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن روسيا بالرغم من بعض الصعوبات تعد ثاني أكبر شريك تجاري لتركيا , وبدوره توقع أردوغان زيادة التبادل التجاري بين البلدين إلى 100 مليار دولار.
وأعلنت تركيا, يوم الثلاثاء, إن قواتها أسقطت طائرة حربية روسية بعد "انتهاك" مجالها الجوي قرب الحدود مع سوريا و"تجاهلها التحذيرات", فيما نفت موسكو وجود أي "اختراق" للأجواء التركية , قائلةً إن الطائرة كانت عائدة إلى قاعدة "حميميم" باللاذقية.
وتعتبر هذه المرة الأولى التي تصل فيها العلاقات الروسية التركية إلى هذا المستوى من التأزم منذ بدء العمليات العسكرية الروسية في سوريا , إذ أسقطت تركيا الطائرة الروسية , بعد أن هدد رئيس الوزراء التركي داوود أوغلو بإن تركيا سترد على أي خطر يهدد أمن حدودها , متعهدا بحماية تركمان سوريا , في أعقاب تقدم القوات النظامية في جبل التركمان بريف اللاذقية بدعم من الطيران الروسي ,