الأخبار المحلية

نتيجة لتسريبات "وثائق بنما" .. تحريات لدول أوروبية للتحقق من حالات "تهرب ضريبي"

وثائق بنما

04.04.2016 | 20:37

بدأت السلطات في النمسا والسويد والنرويج وهولندا, يوم الاثنين, بالتحري في أمر عملاء محليين لمؤسسة قانونية تتخذ من بنما مقرا لها وردت أسماؤهم في تسريبات ضخمة للبيانات وذلك للتحقق من حالات تهرب ضريبي محتملة.

 وذكرت وكالة الأنباء الألمانية (د ب ا) أن جهاز مراقبة الأسواق المالية في النمسا يحقق فيما إذا كان بنك "رايفايسين" الدولي و "هايبو لاندسبنك فورارلبيرغ" قد التزما بقواعد مكافحة غسل الأموال بعد أن ورد اسماهما في تسريبات وثائق واسعة النطاق.

 وقال متحدث باسم الجهاز أنه "يتحرى الالتزام بإجراءات مثل فحص طبيعة التعاملات والمتورطين فيها. وأضاف أن الجهاز قد يحيل بعض الحالات إلى السلطات الجنائية إذا لزم الأمر".

 وفي السياق, اتصلت هيئة الرقابة المالية السويدية, بالسلطات في لوكسمبورغ لطلب معلومات ذات صلة بمزاعم أفادت بأن مجموعة نورديا البنكية ساعدت بعض العملاء على فتح حسابات في ملاذات ضريبية في الخارج, ووردت المعلومات بشأن نورديا ضمن تسريب أكثر من 11.5 مليون وثيقة من ملفات مؤسسة موساك فونسيكا القانونية ومقرها بنما.

  وكانت نورديا  غرّمت في أيار الماضي 2015 بمبلغ 50 مليون كرونة (6.14 مليون دولار) بسبب عيوب في تعاملها مع غسل الأموال.

 كما قالت هيئة الرقابة المالية في النرويج أن "الكشف عن مساعدة بنك ( دي.ان.بي ) النرويجي لعملاء في تأسيس شركات معاملات خارجية في جزر سيشيل قد يقوض الثقة في القطاع المالي بشكل عام.

و من جهتها, قالت وزارة المالية الهولندية في بيان أن هيئة الضرائب "ستحقق بهمة فيما إذا كانت هذه البيانات لها صلة بعمليات تهرب ضريبي".

 ومن جانبها، رفضت المتحدثة باسم رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون التعليق اليوم الاثنين على ما إذا كانت أسرة رئيس الوزراء لديها أموال مستثمرة في صناديق للمعاملات الخارجية (أوفشور) عن طريق والده قائلة إن هذه "مسألة خاصة".

 وجاء اسم الراحل إيان كاميرون والد رئيس الوزراء البريطاني ضمن مئات الألوف من العملاء المذكورين في الوثائق المسربة, وفي عام 2012 ذكرت وسائل إعلام بريطانية أن والد كاميرون يدير شبكة من صناديق الاستثمار في المعاملات الخارجية لتعزيز ثروة العائلة.

 وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن "تقارير إعلامية تزعم وجود صلات بين الرئيس ومعاملات خارجية (أوفشور) بمليارات الدولارات تهدف إلى تشويه سمعة زعيم الكرملين قبل الانتخابات الروسية", مضيفاً أن "الهدف الرئيسي لهذه المعلومات المضللة هو رئيسنا خاصة في سياق الانتخابات البرلمانية المقبلة وفي سياق منظور أطول أمدا- أعني الانتخابات الرئاسية التي تحل بعد عامين."

 وجاء ذلك عقب تقارير بشأن استخدام أفراد من الدائرة المقربة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين لاتفاقيات سرية خارجية لإخفاء مليارات الدولارات, ولم يذكر اسم بوتين بصورة مباشرة في تسريبات وثائق شركة "موساك فون".

 وكشفت تسريبات "وثائق  بنما" أنه في عام 2002 أسس الملياردير السوري رامي مخلوف شركة "سيرياتيل" الخاصة بخدمات الهاتف المحمول، حيث حصل على نسبة 10 % منها في سوريا ونسبة 63 % لشركة وهمية قام بتأسيسها في جزر العذراء البريطانية تحت مسمى "دركس".

كما تكشف الوثائق عن بيانات حول تورط رؤساء عالم حاليين وسابقين وشخصيات سياسية وعامة ورياضية معروفة ومشاهير في عمليات “إخفاء ثروات”، وتهرب ضريبي وغسيل أموال، عندما تعمدوا “إخفاء ثرواتهم” عن طريق حسابات سرية في شركات وبنوك لا تخضع لرقابة مالية أو دولية مشددة, كما تظهر صلات مع 72 شخصية من رؤساء الدول الحاليين والسابقين، بينهم حكام متهمون بنهب أموال بلادهم كالرئيس المصري الأسبق محمد حسنى مبارك، والزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، والرئيس بشار الأسد، وأمير قطر السابق حمد بن خليفة آل الثاني وغيرهم.

وتعتبر "وثائق بنما" هي محور تحقيق نشره أمس الأحد, الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين, وأكثر من 100 مؤسسة إخبارية أخرى في مختلف أنحاء العالم, وتغطي "وثائق بنما" المسربة فترة تتجاوز 40 عاما من 1977 وحتى كانون الأول الماضي, ويزعم أنها تظهر أن بعض الشركات التي توجد مقارها الرسمية في ملاذات ضريبية تُستغل فيما يشتبه أنها عمليات غسل أموال وصفقات سلاح ومخدرات إلى جانب التهرب الضريبي.

 سيريانيوز