مسلم يتلقى "ضمانات" أميريكية تجعل "الديموقراطي الكردي" جزءا من مفاوضات السلام السورية

تلقى رئيس "الاتحاد الديموقراطي الكردي" صالح مسلم من أمريكا "ضمانات سياسية" بأن الاتحاد الديموقراطي سيكون جزءا من مفاوضات السلام التي أطلقها المبعوث الأممي الى سوريا ستافان دي ميستورا في جنيف.

تلقى رئيس "الاتحاد الديموقراطي الكردي" صالح مسلم من أمريكا "ضمانات سياسية" بأن حزبه سيكون جزءا من مفاوضات السلام التي أطلقها المبعوث الأممي الى سوريا ستافان دي ميستورا في جنيف.

ورفعت إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما مستوى اتصالاتها السياسية مع رئيس "الاتحاد الديموقراطي الكردي" صالح مسلم لدى تلقيه اتصالاً هاتفياً من نائب وزير الخارجية الأميركي طوني بلينكين بمنحه "ضمانات سياسية" بأن "الاتحاد الديموقراطي" سيكون جزءاً من مفاوضات السلام السورية في جنيف. لكن القرار عن موعد وطبيعة انخراط الحزب مرتبط بنتائج المؤتمر الوزاري لـ "المجموعة الدولية لدعم سورية" في ميونيخ ١١ الشهر الجاري، وسط تأكيد مسلم أن "وحدات حماية الشعب" هي "العمود الفقري لجيش سورية الديموقراطي الجديد".

وقال مسلم في حديث لصحيفة "الحياة" اللندنية يوم أمس الأحد, إن اتصال بلينكين جاء بعد لقائه المبعوث الأميركي الى سورية مايكل راتني مع مسؤول أميركي آخر في لوزان قبل أيام، لبحث احتمال انضمام "الاتحاد الديموقراطي" وحلفائه العلمانيين إلى مفاوضات جنيف.

وأوضح مسلم أن نائب وزير الخارجية الأميركي أبلغه "أن المسار السياسي لا يمكن أن يسير من دونكم ونضع كل جهدنا وثقلنا كي تكونوا إلى طاولة المفاوضات في أقرب فرصة".

وكان مسلم وصل إلى لوزان مع حلفائه السياسيين وقياديين في "مجلس سورية الديموقراطي". وأشار الى انه لم يتلق دعوة لسببين "الأول، الكوردفوبيا، إذ إن بعض الأطراف يخاف أن يكون للأكراد وضع قانوني. هذا يشمل النظام السوري وتركيا وايران، وهذه الأطراف تترأس هذا التيار. الثاني، الخوف من النموذج الذي يقدمه الأكراد. نموذج ديموقراطي يحترم كل المكونات والمساواة بين المرأة والرجل. نظام جذري في ديموقراطيته. بالتالي، فإن الديكتاتوريات تخاف من هذا النموذج."

ورغم انه لم يتلق دعوة إلى مفاوضات جنيف، فإن دولاً عدة والأمم المتحدة حرصت على الإبقاء على علاقة معه. اذ التقى به السفير رمزي رمزي نائب المبعوث الدولي، اضافة إلى مبعوثين غربيين آخرين. وأوضح مسلم أنه تبلغ من الجميع أن "الحل السياسي لا يحصل من دون الاكراد لأنكم قوة فاعلة على الأرض. لن تُدعون في المرحلة الحالية، لكن سيكون لكم دور في المستقبل".

ويشار الى أن أميركا تتعاون عسكرياً مع "وحدات حماية الشعب" في قتال تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش), كما تقدم دعماً عسكرياً وتسليحياً ومعلوماتياً لـ "قوات سورية الديموقراطية" التي تضم تحالفاً كردياً - عربياً وتقدمت على حساب (داعش) في شمال سورية وشمالها الشرقي. لكنها لم توافق بعد على الانخراط السياسي والدفع في مشاركتهم في العملية السياسية. وتجرى اتصالات عسكرية بين الاميركيين والأكراد لتحديد موعد معركة اقتحام الرقة معقل (داعش) وسط وصول خبراء عسكريين أميركيين إلى شمال شرقي سورية.

ويأمل مسلم في ترجمة ذلك سياسياً وقال "نريد وفدين متوازين، ولن نكون ضمن الوفد الآخر" في إشارة الى "الهيئة التفاوضية"، موضحاً "هناك أمور نتفق عليها، إذ إن مجلس سورية الديموقراطي أعد قائمة بإجراءات بناء الثقة وهي ذاتها التي أعدتها الهيئة التفاوضية، لكننا نختلف حول مستقبل سورية والنظام الديموقراطي وكيف ستكون سورية. نحن نريد سورية ديموقراطية وهم يريدون سورية إسلامية وبعضهم يريد خلافة إسلامية". وتابع "نريد تعميم النظام الديموقراطي والإدارات الذاتية على كل سورية. هم يريدون دولة مركزية ونحن نريد لا مركزية، ديموقراطية وفيديرالية".

وأشار مسلم إلى أن دي ميستورا اقترح والروس وافقوا على فكرة وجود ثلاثة وفود "النظام، الهيئة التفاوضية، القائمة الديموقراطية"، قائلاً انه ينتظر دعوة رسمية من دي ميستورا للمشاركة في المفاوضات وانه ليس مهماً ما إذا كان سيدعى باسمه أم باسم "الاتحاد الديموقراطي". وأضاف "المهم أن نجلس إلى الطاولة ونتحدث باسم مجلس سورية الديموقراطي. ولا نهتم بالشكليات".

وجدد نفيه "أي تحالف" بين "وحدات حماية الشعب" والجيش النظامي، قائلاً "لكن إذا جرى تشكيل جيش سورية الديموقراطي، فقواتنا المسلحة أي وحدات حماية الشعب، هي العمود الفقري لجيش سورية الديموقراطي". وقال مسلم أن الروس تدخلوا عسكرياً في سورية لـ "منع انهيار الدولة والحفاظ على وحدتها، هم ليسوا حريصين على النظام. يريدون أن يقرر الشعب كل شيء والأشخاص ليسوا مهمين عندهم".

ونفى مسلم علمه بأي معلومات عسكرية عن بدء القوات الجوية الروسية استخدام مطار القامشلي شرق سورية والخاضع لسيطرة النظام, واستخدام الاميركيين مطار زراعي قرب الرميلان الخاضعة لسيطرة "وحدات الحماية" على بعد عشرات الكيلومترات من القامشلي.

ويشار إلى أن التمثيل الكردي في وفد المعارضة السورية، يعتبر نقطة جدل، حيث تصر تركيا على موقفها المعارض لوجود حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، كما أكد وزير الخارجية الفرنسي  لوران فابيوس، عدم توجيه دي ميستورا دعوة للحزب، في حين يصر رئيس الحزب صالح مسلم على حضور المفاوضات.

وكان الرئيس المشترك لـ"مجلس سوريا الديمقراطية" هيثم مناع قال مؤخرا إنه لن يشارك في محادثات السلام المقررة في جنيف إذا لم تتم دعوة حزب "الاتحاد الديمقراطي الكردي", مشيرا الى أن المفاوضات "ستفشل" من دونهم.

بدورها قالت الخارجية الروسية في وقت سابق إن حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي يمكنه المشاركة في مرحلة لاحقة من محادثات السلام السورية في جنيف لكنه لم يدع للجولة الأولى من المناقشات.

سيريانيوز


المواضيع الأكثر قراءة

SHARE

close