-

مسلسل باب الحارة – إكرام الميت دفنه-.. بقلم: رضوان رحابي

02.07.2017 | 16:28

ان مسلسل باب الحارة وقد كتبت عنه منذ أكثر من خمس سنوات , المسلسل والذي يقدم احداثا من المفروض انها وقعت في ثلاثينيات القرن الماضي , يختلط فيه الحابل بالنابل.


ان سبب النجاح الذي لاقاه المسلسل في الجزء الأول والثاني كونه قد دراما تختلف عما اعتاده المشاهد في ذلك الحين من مسلسلات اجتماعيه تعالج قصص الحب أو المسلسلات البدوية , دفع أسرة المسلسل الى والاستمرار حتى جزءه التاسع وربما حتى جزءه العشرين .

ان ما قدمه المسلسل في جزءه الاول وحتى جزءه الثامن و بدايات للجزء التاسع منه نسخة مكرر , لشخصية المرأة بأسلوب جامد وسلبي أي أعدم شخصية المرأة وحصرها في الطبخ وتحضير الطعام وتقشير البطاطا وشرب الشاي وتردد كلمة ابن عمي وتاج راسي والتي تكررت بالحلقة الواحدة وأكثر من مرة , وتكرار مشاهد مثل (عصام يريد أن يطلق زوجته عصام رجع زوجته أبو بدر طلق زوجته أو بدر يرغب أن يرجع زوجته , شباب الحارة علقوا مع بعض كبارية الحارة صالحوهم ) السبب في تكرار هذه المشاهد هي الاستطالة ليكون المسلسل من ثلاثين حلقة في شهر رمضان المبارك وربما اكثير

ان مسلسل باب الحارة هدفه كسب جماهير ومشاهدين عن طريف خلق احداثا مثيرة لا علاقة لها بالواقع السوري ,لا في الماضي أو حتى اسقاطها على حاضرنا اليوم .

فالمسلسل لم يقدم أي شخصية نسائية واحد تسعى لتكون مؤثرة في بيتها وحارتها. ويكون بذلك قد حجب المسلسل كل النساء اللواتي كان لهن حضورا سياسيا وثقافيا في الشارع السوري وقتئذ وحتى على مستوى الشباب حارة بكاملها لا يوجد فيها مثقف واحد , وكل ما لديهم هو السكين والخنجر مع العلم أن سورية في ذلك الحين الزمان كانت عامرة بالمثقفين والمثقفات

صور المسلسل الرجال بصورة المتسلط فهو من يتكلم ويقرر عن الجميع ,وعلى أهل البيت السماع والطاعة والانصياع له مع العلم أنه في تلك الأيام كان الاحترام المتبادل بين الرجل وزوجته هو السائد وأكثر مما نتوقع.
لم نشاهد في المسلسل أي مدلول ثقافي عدا امام المسجد أو الزعيم والشيخ .

اعتمد المسلسل على اخفاء شخصية ما في كل جزء كما حصل مع أبو عصام والنمس ربما للفت الانتباه المشاهدين لا أكثر

لم يكن المسلسل قادرا على الارتقاء لمستوى القيم العميقة للبيوت الشامية وكل ما قدمه ليس له علاقة بالحارة الشامية القديمة , وكل الذي كنا نراه صحن الدار حيث مائدة طعام توضع وترفع , فهو إذا لم يقدم لنا أي مدلول ثقافي في أي من بيت من بيوت الحارة مثل مكتبة أو بعض الكتب.لقد قدم موروثا متخلفا من عادات وتقاليد فهو ليس مسلسلا وثائقيا ولا تاريخيا ولا واقعيا

هو ليس سوا مسلسلا إعلاميا لكسب المشاهدين عن طريق إحداث مثيرة لا علاقة لها بالواقع السوري في ذلك الحين .

ادخل الفتاة اليهودية على أن اليهود في سوريا كانوا مشاركين حقيقيين في الحياة الاجتماعية شأنهم شأن المسلمين والمسيحيين وكافة مكونات المجتمع السوري .ولا ارباط لأبنائهم بالحركة الصهيونية إطلاقا فهم من مكونات الشعب السوري قبل أن يكون يهود.

لقد صرح عباس النوري إحدى القنوات الفضائية (كنا نترجل حوارات المسلسل في نفس الحظة التي كانت بها الكاميرا تقوم عملها )فتصور الحلقات التي كانت بأمس الحاجة .أي لم يكن هناك نص معدود مسبوق وهذا يؤدي إلى عدم ترابط الاحداث في سياقها الصحيح علما بان اجزاء المسلسل اعتمدت على أكثر من كاتب وهذا أيضا ادى إلى طرح افكار وأحداث لا تتوافق أو تتواصل من الاحداث السابقة

وإما من الناحية الانتاج فان باب الحارة غير مكلف من الناحية المادية كون اللباس والديكور موجود منذ الجزء الازل
وفي النهاية

لنا أن نسأل ماذا قدم باب الحارة من ثقافة إلى المواطن السوري على مدى ثمانية سنوات السابقة وجزءه التاسع في هذا العالم ؟...........اسمع منك أنت أهل الرأي


TAG: