تبنى البرلمان الألماني، يوم أمس الخميس, معايير صارمة تضبط منح اللجوء للوافدين، وذلك بهدف الحد من تدفقهم الغير المسبوق إلى ألمانيا.
وبحسب وسائل إعلام, فإن النواب الألمان أقروا جملة من القيود التشريعية، منها ما يحظر لم شمل أسر بعض طالبي اللجوء قبل انقضاء عامين على إقامتهم في ألمانيا.
وكانت الداخلية الألمانية قالت, الأحد الماضي، إن هناك مهلة أسبوعين لتطبيق تدابير أوروبية للحد من تدفق اللاجئين. فيما طالب وزير داخلية ولاية بافاريا الحكومة بوضع حد أقصى لاستقبال اللاجئين.
كما وافق النواب على قانون جديد لتسهيل ترحيل الأجانب ممن يتورطون في الجريمة، وذلك على خلفية اعتداءات تعرضت لها ألمانيات ليلة رأس السنة الجديدة أشارت أصابع الاتهام بارتكابها للاجئين.
ويذكر أن مدينة كولونيا شهدت ظاهرة "تحرش جماعي" بأكثر من 100 مرأة خلال ليلة رأس السنة, ما آثار ردود فعل غاضبة بعموم أرجاء ألمانيا, حيث تم تنظيم 516 بلاغاً، 40% منها كان عن اعتداءات جنسية.
وفي سياق متصل أعرب أحد مساعدي المستشارة الألمانية بيتر ألتماير، ، في تعليق على التشريعات الجديدة, عن رغبة برلين في الحد من تدفق المهاجرين، مشيرا إلى صعوبة التكهن بعدد اللاجئين الذين سيدخلون ألمانيا هذا العام، أو خلال الأعوام المقبلة، وأن التقديرات الصادرة عن مسؤولين وزاريين حول عدد اللاجئين لا يمكن الأخذ بها رسميا.
وأضاف "لا توجد تقديرات موثوقة بهذا الصدد، ولا نعلم إلام ستؤول الأمور على خلفية الحرب الأهلية في سوريا وما ستخلص إليه المفاوضات الأوروبية التركية التي يأتي عبرها كثير من اللاجئين بحرا إلى أوروبا".
وكانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أعلنت, في وقت سابق من الشهر الحالي, عن استعداد دول في الاتحاد الأوروبي لتقديم المزيد من المساعدات لتركيا في حال تمكنت أنقرة من الحد من الهجرة غير الشرعية بصورة أفضل، فيما توعدت وزيرة الدفاع الالمانية أورزولا فون دير لاين باعادة كل لاجئ ياتي عبر تركيا اليها.
وأكدت مصادر حكومية ألمانية صحة تقرير صحفي، أشير فيه إلى أن الوزارات الألمانية المعنية ترجح وصول 500 ألف مهاجر إلى ألمانيا سنويا، خلال الفترة الممتدة بين العامين 2016 و 2020.
وأوضحت هذه المصادر أن ألمانيا، استنادا إلى تسجيل 1,1 مليون مهاجر سنة 2015، قد تشهد تدفق 3,6 مليون مهاجر بحلول العام 2020.
وكان حلف شمال الأطلسي أعلن مؤخرا عن عزمه ارسال مجموعة سفن بقيادة ألمانية إلى بحر إيجه للمساعدة في "مكافحة تهريب البشر وانقاذ اللاجئين ومراقبة الحدود", في وقت أمهل الاتحاد الأوروبي اليونان مدة 3 أشهر لضبط وتعزيز مراقبة حدودها للحد من تدفق اللاجئين القادمين من تركيا, وهو وضع يرى فيه الاتحاد الأوروبي تهديدا لاتفاقية شنغن للحدود المفتوحة.
وبحسب بيان منظمة الهجرة الدولية الأخير فإن عدد اللاجئين، الذين وصلوا أوروبا عبر البحر، منذ بداية العام الجاري، فاق الـ 110 آلاف لاجئ، حيث تمكن 110.54 ألف لاجئ من الوصول إلى شواطئ أوروبا، منذ بداية العام الجاري.
ويذكر أن مفوضية الأمم المتحدة العليا للاجئين أدانت الثلاثاء الماضي دول عدة على "الممارسات المقيدة" التي فرضتها دول ومقدونيا حول دخول اللاجئين.
سيريانيوز