حملة الرقابة الصحفية

البحث عن فرصة عمل في الظلام ؟ محمد ليلا

31.12.2024 | 17:18

تشهد العديد من المناطق في سوريا أزمة خانقة في تزويد الكهرباء، حيث باتت ساعات القطع تصل إلى مستويات غير مسبوقة، إذ لا تتجاوز مدة توافر الكهرباء 2 ساعة في اليوم في أغلب الأحياء. هذه الوضعية السيئة تؤثر بشكل مباشر على حياة المواطنين، وتبدأ تداعياتها السلبية في الظهور العلني.

في جولة ميدانية أجريتها اليوم في إحدى المناطق الشعبية بدمشق، تفاعلت مع سكان الشارع، الذين عبروا عن تذمرهم واستيائهم من هذه الأزمة المستمرة محمد ، موظف في القطاع الخاص، يقول "أصبحنا نعيش حياة قائمة على الانقطاع، فلا نستطيع العمل بفعالية، كما أن العائلات تعاني في إعداد الطعام أو حتى الحفاظ على الأطعمة من الفساد."

أما السيدة عائشة، ربة منزل، فقد أكدت أن "الانقطاع يعكر صفو الحياة اليومية، فالكهرباء ضرورية لتشغيل الأجهزة المنزلية الأساسية، مثل الثلاجات والغسالات، كما أن الأطفال يواجهون صعوبة في الدراسة بسبب عدم توفر الإضاءة."

من جانبها، وضحت المؤسسات الرسمية أسباب هذه الأزمة، حيث ذكر مصدر من وزارة الكهرباء أن "الأزمة ناتجة عن نقص الوقود اللازم لتشغيل محطات التوليد، بالإضافة إلى الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية نتيجة الأحداث المأساوية التي شهدتها البلاد خلال السنوات الماضية."
 

ازمة الكهرباء ليست التحدي الوحيد الذي يواجه سكان دمشق اليوم


فمعاناة المواطنين تزداد في ظل تدهور الوضع المعيشي فالواقع يشير إلى أن معظم المجتمعات المحلية تواجه أزمات خانقة، لا سيما في ظل غياب فرص العمل وانخفاض القدرة الشرائية.

خلال جولة ميدانية قمت بها في إحدى المناطق الريفية في دمشق ، التقيت بعدد من الشباب الذين يبذلون جهودًا مضنية للعثور على أية فرصة عمل. حيث قال الشاب أحمد، 28 عاماً: "لقد قضيت منذ سقوط النظام أبحث عن وظيفة، ولكن دون جدوى. الوضع لا يطاق، وعائلتي تعتمد عليّ لتأمين لقمة العيش."

هذه المعاناة لا تقتصر على الشباب، بل تشمل أيضًا العائلات التي فقدت معيلها نتيجة الأحداث التي شهدتها البلاد.

السيدة ليلى، والدة لثلاثة أطفال، فقد عبرت عن قلقها الشديد، قائلة: "منذ سقوط النظام لم أستطع الحصول على أي مصدر دخل. أعيش حالة من القلق الدائم بشأن كيفية تلبية احتياجات أطفالي الأساسية."


الوضع المعيشي الحالي يفرض تحديات كبيرة على الشعب السوري، ويتطلب تضافر الجهود محليًا ودوليًا للتخفيف من معاناة المواطنين. نأمل أن نجد حلولًا عاجلة تدعم استقرار المجتمع وتوفر سبل العيش الكريم لجميع العائلات.

حملة الرقابة الصحفية سيريانيوز

محمد ليلا
 


TAG: