الاخبار السياسية

موسكو: الأطراف التي تشكك بجنيف "تراهن" على مواصلة العنف.. والمطالبة برحيل الاسد "ضرب من الجنون"

الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا

17.03.2016 | 18:07

قالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، يوم الخميس، أن من يشكك في المحادثات السورية السورية المنعقدة حاليا في جنيف "يراهن على مواصلة العنف في البلاد"، معتبرة أن المطالبة الفورية برحيل الاسد "ضرب من الجنون".

ودعت زاخاروفا في مؤتمر صحفي، شركاء روسيا الاقليمين والدوليين للمساهمة القصوى في إنجاح المفاوضات السورية"، مضيفة "على الأرجح، لن تظهر، على المدى المنظور، فرصة أخرى لإحلال السلام والاستقرار أمام القوى التي تحاول وضع عملية السلام موضع الشك، فتراهن على مواصلة العنف في سوريا".

وأكدت الدبلوماسية الروسية على "ضرورة إشراك الأكراد في محادثات السلام الجارية بجنيف".

وتصر روسيا والولايات المتحدة الامريكية على أهمية مشاركة الاكراد المستبعدين عن مباحثات السلام المنعقدة حاليا في جنيف. بعد معارضة تركية الصارمة، وتخوفها من التمدد الكردي، في وقت اعتبر قادة أكراد أن استبعادهم سيفشل المفاوضات.

وانطلقت مفاوضات جنيف, يوم الاثنين, الماضي حيث قال الأخير أن "جوهر مفاوضات جنيف هو هيئة الحكم والدستور والانتخابات الجديدة" في سوريا, وذلك قبل أن يشير إلى أن المفاوضات ستركز على "إجراء انتخابات خلال 18 شهرا ودستور جديد", مشددا على أن لا بديل عن المفاوضات سوى "عودة الحرب".

وأشارت زاخاروفا إلى أن التباين الكبير في آراء المعارضين السوريين, قد يؤدي، من جهة، إلى ظهور عقبات جديدة في طريق المفاوضات، لكن من جانب آخر، من شأنه أن يجعل عملية التفاوض أكثر استقرارا، بالإضافة إلى ضمان اتخاذ قرارات تعكس طابع المجتمع السوري المتعدد القوميات والأعراق".

وشددت الدبلوماسية الروسية على أن "مسائل النظام الداخلي المستقبلي لسوريا تعد صلاحية حصرية للشعب السوري".

وتابعت، في معرض تعليقها على إعلان الأكراد عن فدرلة الأراضي الخاضعة لسيطرتهم في شمال سوريا:" النظام الداخلي لسوريا، الحالي والمستقبلي، مسألة داخلية سورية، ويجب اتخاذ القرار بشأنه في سياق العمل على صياغة الدستور، وفي إطار الحوار بين ممثلي دمشق وممثلي المعارضة على طاولة المفاوضات".

أعلنت مجموعات كردية، يوم الخميس، تطبيق النظام الفدرالي في مناطق سيطرتهم بشمال سوريا، خلال اجتماع عقدوه بمدينة رميلان بمحافظة الحسكة، الأمر الذي رد عليه كل من النظام والمعارضة بالرفض.

وتسيطر قوات كردية على مساحات كبيرة في شمال شرق سوريا، وكانت "أكفأ شريك" على الأرض لحملة القصف الجوي التي تقودها الولايات المتحدة ضد "داعش" على حد تعبير واشنطن، كما تسيطر على شريط طوله 400 كيلومتر على الحدود السورية التركية من الحدود العراقية حتى نهر الفرات، وأيضا على قطاع منفصل على الحدود الشمالية الغربية في منطقة عفرين.

 

وتابعت زاخاروفا أن "الدعوات لرحيل الرئيس بشار الأسد عن سدة الحكم في سوريا تتعارض مع القانون الدولي وتعد ضربا من الجنون"، معتبرة أن "سيناريو تغيير الأنظمة لم يؤد أبدا إلى أي نتيجة إيجابية".

ولا يزال مصير الأسد يشكل نقطة خلاف في مجمل اللقاءات والاجتماعات بخصوص حل الأزمة السورية, حيث تطالب أميركا ودول غربية ببدء عملية سياسية تنتهي برحيله, فيما تعتبر روسيا وإيران أن وضع شروط مسبقة للبدء بعملية انتقالية أمر خاطئ, مؤكدتين أن الأمر يعود للشعب السوري.

ويأتي ذلك عقب اتفاق لوقف "إطلاق النار" في سوريا الذي دخل حيز التنفيذ في 27 شباط الحالي، وبعد ساعات من تبني مجلس الأمن الدولي، بالإجماع القرار رقم 2268 الداعم لوقف "العمليات القتالية" في سورية وإيصال المساعدات إلى المناطق المحاصرة، واستئناف مفاوضات جنيف بين السوريين، والذي يصادق على اتفاق روسي– أمريكي مشترك بشأن وقف "الأعمال العدائية" في سورية.

 

سيريانيوز