الخارجية الروسية: اتهامات واشنطن لروسيا بإفشال جنيف "خطوة خاطئة"
المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا
قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، يوم الأربعاء، أنه من المهم الآن الحفاظ على التوجه الحالي وبحث جميع المسائل المطلوبة لإعطاء زخم للتسوية السورية.
وأضافت زاخاروفا أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف سيلتقي نظيره الأمريكي جون كيري لبحث التسوية السورية في ميونخ، مؤكدة استعداد موسكو لتعزيز التعاون مع واشنطن في هذا الشأن.
ويأتي لقاء لافروف وكيري المرتقب، ضمن إطار اجتماع مجموعة دعم سوريا الذي يعقد الخميس في ميونيخ التي تستضيف في الفترة من الـ12 وحتى الـ14 من شباط مؤتمر الأمن الدولي.
وأكدت الدبلوماسية الروسية أن "موسكو نفذت بالكامل التزاماتها الخاصة بالتحضير للمفاوضات السورية السورية في جنيف"، معتبرة الاتهامات الأمريكية الموجهة إلى روسيا بشأن إفشال مفاوضات جنيف "خطوة خاطئة تماما".
وحملت الولايات المتحدة الأمريكية، وفرنسا وتركيا وألمانيا، والمبعوث الأممي ستافان دي ميستورا، ووفد المعارضة السورية، تقدم العمليات العسكرية للجيش النظامي مدعومة من الطيران الجوي الروسي مسؤولية تعثر مفاوضات جنيف3، حيث تم اعتبارها محاولة لـ"إذلال" المعارضة.
وأشارت زاخاروفا إلى أن "روسيا فعلت كل ما بوسعها من أجل تنظيم الحوار دون شروط مسبقة ودون ابتزاز"، كما بذلت الولايات المتحدة، من جهة أخرى، "جهودا هائلة" في محاولة لدفع "معارضة الرياض" للمشاركة في مفاوضات جنيف، مشيرة إلى أن "إظهار جماعات قائمة الرياض نزواتها أدى إلى الوضع الذي نحن عليه الآن".
وترفض المعارضة السورية الدخول في جلسات التفاوض مع وفد النظام قبل الاستجابة لمطالبها المتعلقة بوقف القصف وفك الحصار وادخال مساعدات والافراج عن المعتقلين.
وتوقعت زاخاروفا أن مؤتمر ميونيخ سيقوم بتحليل المواقف بشكل عميق، ومن الممكن أن يعيد الغرب النظر في موقفه من تطور الوضع، مشيرة إلى وجود "انعطاف كبير واضح" في الموقف الغربي، بما في ذلك بشأن الأحداث في سوريا.
واعتبتر زاخاروفا تجاهل الأكراد في تسوية الأزمة السورية هو "طريق مسدود"، مشيرة إلى أن موسكو كانت تدعو دائما إلى ضرورة إشراك كافة القوى غير الإرهابية على الأرض في العملية السياسية.
يشار إلى أن التمثيل الكردي في وفد المعارضة السورية، يعتبر نقطة جدل، حيث تصر تركيا على موقفها المعارض لوجود حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، كما أكد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، عدم توجيه دي ميستورا دعوة للحزب، في حين يصر رئيس الحزب صالح مسلم على حضور المفاوضات، إذ تلقى "ضمانات سياسية" من واشنطن بان حزبه سيكون جزءا من مفاوضات السلام السورية في جنيف. لكن القرار عن موعد وطبيعة انخراط الحزب مرتبط بنتائج المؤتمر الوزاري لـ "المجموعة الدولية لدعم سورية" في ميونيخ 11 الشهر الجاري، وسط تأكيد مسلم أن "وحدات حماية الشعب" هي "العمود الفقري لجيش سورية الديموقراطي الجديد".
وأضافت أن استعداد واشنطن لدعم الأكراد في مكافحة الإرهابيين في سوريا يمثل "خطوة" نحو تسوية الأزمة السورية، قائلة: "الدبلوماسية والسياسة تتعلقان بمسألة حلول وسط، لكنه يجب في مرحلة معينة القيام بخطوات مبدئية وخيارات مبدئة، وإلا فإن المضي قدما سيكون مستحيلا".
وكشفت زاخاروفا إنه "من غير المرجح أن تتوصل موسكو وواشنطن إلى اتفاق كامل حول سوريا، إلا أن هناك توافقا بشأن الهدف النهائي المتمثل في تحقيق تسوية سياسية في سوريا وكذلك وجود الخطر الإرهابي في هذا البلد".
يذكر ان كلاً من روسيا والولايات المتحدة الأمريكية، تقود تحالفاً ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا والعراق، إلا أن أياً من التحالفين لا يعمل مع الآخر، حيث يوجه التحالف الدولي بقيادة واشنطن ضربات للتنظيم في سوريا والعراق، بينما تقتصر الضربات الجوية الروسية على التنظيم و"الإرهابيين" في سوريا فقط.
سيريانيوز