الاخبار السياسية
نصر الحريري يكشف رؤية المعارضة حول "جيش سوري وطني"
كشف رئيس "الهيئة العليا" للمفاوضات المعارضة نصر الحريري، يوم الأحد، ان المعارضة السورية قدمت رؤية للأمم المتحدة، تتضمن تشكيل جيش وطني سوري، لا يضم المعارضة التي ارتكبت جرائم بحق الشعب السوري.
وقال الحرير في مقابلة أجرتها معه (دويتشه فيله) الألمانية, ونشرتها يوم الأحد, نريد "جيش وطني سوري" يتشكل من السوريين، مبينا أن الرؤية التي قدمتها المعارضة للأمم المتحدة تتضمن تشكيل جيش وطني يضم كل الفصائل المعارضة "التي لم ترتكب جرائم بحق الشعب السوري"، موضحاً أن هذه العملية صعبة جدا ومعقّدة وبحاجة الانتظار للمرحلة الانتقالية.
ورفض رئيس "هيئة التفاوض" أي حكم على "انتهاء المعارضة السورية" من المنظور العسكري، معتبرا أن النظام السوري فقد شرعيته بين السوريين، متحدياً قدرة الأخير على توحيد الجغرافيا السورية والديمغرافية البشرية دون القوى المساندة له .
وأفصح الحريري عن كون هدفهم اليوم من الحشد الدولي لـ "تفعيل مسار جنيف يهدف لقطع الطريق على أي مسار موازٍ"، في إشارة للمسار الروسي المعروف بـ "سوتشي".
وانتهت في 14 كانون الأول الماضي، جولة ثامنة من مفاوضات جنيف، وكانت بدأت في 28 تشرين الثاني, ولم تحدث أي مفاوضات مباشرة بين وفدي النظام والمعارضة كما كان متوقعا, فيما وصف المبعوث الأممي الى سوريا ستافان دي ميستورا، جولة جنيف الثامنة بـ"فرصة كبيرة مهدرة".
وكان الحريري، طالب الثلاثاء الماضي، كلاً من زعماء أمريكا والاتحاد الأوروبي بزيادة الضغط على النظام السوري وحلفائه، للعودة إلى المحادثات وإنهاء الحرب في سوريا.
وأشار الحريري إلى أن هناك عتب على المجتمع الدولي, معتبراً أن السوريين عانوا من إحباطات كثيرة بسبب عدم تطبيقه لمعظم الوعود التي قطعها (أي المجتمع الدولي) ما أثّر كثيرا على ثقة المعارضة السورية به، مستدركاً أن الهيئة رغم ذلك "باسم دماء الشعب السوري تحاول إيقاظه وتذكيره بمسؤولياته".
واستطرد قائلاً أن "الهيئة العليا للمفاوضات منفتحة منذ اليوم الأول للأزمة على الحوار مع روسيا وغيرها، دون شروط مسبقة إلا تنفيذ القرارات الدولية بما فيها قرار مجلس الأمن 2245، غير أن موسكو كانت دوماً الطرف المتمترس خلف خيار الوقوف مع النظام"، مضيفا "إذا كان لدى الروس نية حقيقية في الوصول للحل السياسي فيمكن لعمليات الحوار أن تنطلق لمستوى متقدم أكثر".
وتعد موسكو ابرز داعمي النظام السوري في المحافل السياسية الدولية، اضافة لتقديم الدعم العسكري الكبير الذي ساهم بتغيير موازين القوى على الارض لصالح النظامي، فضلا عن دعمها الاقتصادي بمختلف القطاعات.
وشكّك الحريري في حدوث مفاوضات حقيقية في فيينا، بقوله "نحن الآن نشارك مع الأمم المتحدة في وضع ملامح العملية الدستورية التي يمكن أن تتم خلال العملية الانتقالية، ونتأمل أن تكون هناك جلسة مفاوضات حقيقية ولو أني اشك في ذلك ".
وأوضح أن الهيئة تحفظت على مدّة محادثات فيينا المزمع عقدها في 25 و26 كانون الثاني الجاري، باعتبار مدة يومين لا تكفي للتفاوض، خصوصا مع وجود الكثير من التفاصيل الواجب بحثها، إلا أنها قد تشكل "فحصاً للنوايا" ما يقرر مصير مشاركتهم في مؤتمر "الشعوب" في سوتشي.
وكان المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، ستافان دي ميستورا، قال يوم الأربعاء, أنه قام بدعوة الحكومة والمعارضة السورية لحضور اجتماع خاص مع الأمم المتحدة في إطار العملية السياسية في جنيف، وذلك يومي 25 و26 كانون الثاني 2018 في مركز فيينا الدولي في فيينا بالنمسا ,حيث أعلن النظام السوري على لسان نائب وزير الخارجية فيصل المقداد أنه سيشارك في المباحثات .
وحول مؤتمر سوتشي، قال الحريري "لا نستطيع الحكم حتى اللحظة بسبب عدم وجود معلومات كافية حوله"، مضيفا انه نتيجة الرسائل السلبية والشروط المسبقة التي وصلته من الجانب الروسي حول سوتشي، والمعارك الدائرة والمفتوحة في سوريا والجرائم المرتكبة "بحق أهلنا" كان خروج الشارع السوري ببيان وبصوت واحد رفضا لمسار سوتشي.
ولفت الحريري الى أن الهيئة لديها قرار سابق بعدم المشاركة "لكن حتى اللحظة لا توجد أي معلومات جديدة وتفصيلية ولا توجد أي دعوات أصلاً لسوتشي".
ومن المقرر, أن يعقد مؤتمر "الحوار الوطني السوري" في منتجع سوتشي بروسيا يومي 29- 30 كانون الثاني الجاري، وسط رفض جهات معارضة سورية منها "الائتلاف الوطني"، و هيئة التفاوض" وفصائل سورية مسلحة المشاركة في المؤتمر، معتبرة أن روسيا تحاول تمرير صفقات تخالف قرارات المجتمع الدولي من خلال المؤتمر, في حين أعرب النظام السوري عن ترحيبه بعقد المؤتمر، وموافقته على المشاركة فيه.
وأبدى الحريري تحفّظه على المبادرة الأمريكية لتشكيل قوة حدودية قوامها 30 ألف مقاتل من قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، مضيفا "لدينا هاجس عميق من أن تكون هذه القوات المرتبطة بمجموعات ارهابية تهدد مستقبل سوريا"، موضحاً أنها قد تخالف المنطلق الأساسي للمعارضة المتعلق بوحدة الشعب السوري ووحدة ترابه وتمس بهذا المبدأ.
وكانت الولايات المتحدة أعلنت مؤخراً عن بدء تشكيل ما أسمته بـ"القوة الأمنية الحدودية" ومن المتوقع أن يضم قوامها 30 ألف مقاتل وتخضع لقيادة "قوات سوريا الديمقراطية", الأمر الذي قابلته الحكومة السورية وإيران وتركيا بالرفض, كما أكدت روسيا أنها ستتخذ الإجراءات المناسبة للرد في حال شكّلت واشنطن مجموعة مسلحة جديدة في سوريا.
سيريانيوز