" من الصعب التوصل إلى تقدم في التسوية السورية من دون مشاركة الأكراد في المحادثات"
قال نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف، يوم الثلاثاء, أن "موسكو مستعدة للتنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية للتوصل إلى وقف إطلاق النار في سوريا", مشيرا إلى أن "التسوية في سوريا تتطلب بدء المحادثات في جنيف من دون طرح أي شروط مسبقة".
وأضاف غاتيلوف في تصريح صحفي أدلى به في جنيف, أنه من "المهم تحديد الأطراف التي سيشملها وقف إطلاق النار في سوريا"، مشيرا إلى أنه إذا كان الحديث يدور عن منظمات إرهابية "فإن موقفنا واضح تماما وهو أننا سنواصل كفاحنا ومساعدتنا المقدمة للحكومة السورية في مكافحة المنظمات الإرهابية".
وكان مبعوث الامم المتحدة الى سورية ستافان دي ميستورا، قال إن دوره لا يتضمن مناقشة وقف إطلاق النار في مفاوضات السلام في جنيف ودعا القوى الكبرى إلى البدء فورا في محادثات بشأن كيفية فرض وقف إطلاق النار في أنحاء البلاد.
واشار غاتيلوف الى أن "موسكو لا ترى تقدما يذكر في مسألة وضع قائمة للمنظمات الإرهابية في سوريا", موضحا أنه "يجب الاعتراف بأن لدينا خلافات في هذا الموضوع مع أطراف أخرى ضمن المجموعة الدولية لدعم سوريا", مؤكدا أن "موضوع مكافحة الإرهاب يجب أن يكون من أولويات المحادثات، إلى جانب القضايا الإنسانية والنظام الدستوري المستقبلي لسوريا".
وفي رد على سؤال حول إمكانية إنجاز التسوية في سوريا خلال الأشهر الستة القادمة المقرر لها، قال "الدبلوماسي الروسي أن الأهم اليوم هو الحصول على نتيجة ملموسة وليس المواعيد المحددة".
وبدأ جنيف 3 مساء يوم الجمعة 29 كانون الثاني, بلقاء بين رئيس وفد النظام إلى محادثات السلام السورية بشار الجعفري والمبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا في مقر الأمم المتحدة بمدينة جنيف, حيث من المتوقع أن تستمر المحادثات لستة أشهر.
وتابع غاتيلوف أن الحديث لم يعد يدور عن وفد موحد يمثل المعارضة السورية في محادثات جنيف، موضحا أن هناك وفدين هما "مجموعة الرياض" وأخرى تعرف بـ"مجموعة لوزان"، وأن هذين الوفدين سيكونان شريكين لوفد الحكومة السورية في المحادثات.
وشدد نائب وزير الخارجية على أنه "من الصعب التوصل إلى تقدم في التسوية السورية من دون مشاركة الأكراد في المحادثات", مشيرا إلى أن "المبعوث الدولي الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا والولايات المتحدة يفهمان هذه الحقيقة، لكن تركيا تعارض مشاركة الأكراد في العملية التفاوضية".
وأشار غاتيلوف إلى أن "الأكراد يمثلون جزءا جديا من المعارضة إذ أنهم يسيطرون على 15% من أراضي البلاد ولهم وزن سياسي كبير".
ويعتبر التمثيل الكردي في وفد المعارضة السورية، نقطة جدل، حيث تصر تركيا على موقفها المعارض لوجود حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، كما أكد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، عدم توجيه دي ميستورا دعوة للحزب، في حين يصر رئيس الحزب صالح مسلم على حضور المفاوضات.
وكانت الخارجية الروسية أعلنت, في وقت سابق, أن حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي يمكنه المشاركة في مرحلة لاحقة من محادثات السلام السورية في جنيف لكنه لم يدع للجولة الأولى من المناقشات.
وكان أمين مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف, قال يوم الاثنين, سنسعى إلى أن تجري العملية السياسية في سوريا في الإطار الزمني الذي حدده مجلس الأمن الدولي ومجموعة فيينا وأن تكتمل خلال عام 18 شهر, موضحا أن الخطوة المهمة المقبلة يجب أن تتمثل في "تشكيل حكومة الوحدة الوطنية ووضع دستور جديد لسوريا وبدء إجراء التغييرات الاجتماعية المطلوبة على أساسها وإجراء انتخابات.
ويأتي لقاء جنيف وفقا لقرار مجلس الأمن الأخير حول سوريا الذي يدعو إلى إحلال السلام وفق خطة من بنود عدة, يتقدمها إطلاق مفاوضات بين النظام والمعارضة.
سيريانيوز