-
لمن لا يعرف الأمل !!!.. بقلم: عزمي مخول
طريحة الفراش منذ حوالي تسعة سنوات، بعد إصابتها بشلل رباعي سبب لها إعاقة (جسدية) بحيث أصبحت غير قادرة على إستخدام أطرافها الأربعة، بعدما كانت إمرأة مكتملة الصحة جسدياً ونفسياً وفكرياً وبحيث باتت تحتاج للمساعدة في أبسط الأمور الحياتية ...
أما (نفسياً وفكرياً) فمازالت كما عهدناها دائماً، ممتلئة الإيمان بالحياة، وذاكرة حيّة للمناسبات الشخصية والعائلية لكل فرد من أفراد العائلة. إذ لن يفاجئ أحد منا بأنّ الإتصال الأول في أي مناسبة شخصية أو عائلية حزناً أو فرحاً سيكون منها ...
تعيش مايجري في سوريا من خلال سريرها الذي ترقد فيه وشاشة التلفزيون التي تراقبها، كما (يعيشها الجزء الأكبر من الشعب السوري)
- تبكي حين ترى أبنائها يحزمون حقائبهم وهم يسافرون إلى حيث يجدون مستقبلهم، وتعود لتفرح حين تسمع أصواتهم وترى صورهم من بعد عبر شاشة الكمبيوتر ...
- تحزن وهي تسمع أصوات التفجيرات والطائرات وهي تقصف، والقذائف وهي تسقط في محيط الشقة التي تقيم بها لتصيب إحداها وعادت لتفرح حين سمعت أنها تعافت من إصابتها بعض الشيء ...
البارحة كانت نجمة سهرتنا المتواضعة بمناسبة رأس السنة، حيث تجتمع العائلة.
ولمن لا يعرف الأمل عليه أن يسمعها وهي تغني (يامال الشام) و (ياجارة الوادي) بصوتها العذب !!!
(ماري الرائعة) أنت شعب سوريا الذي يعاني، ولكنه لم يفقد الأمل بعد ...