-
اقتربت الساعة وانشق العرب.. بقلم: ص.محمود العبدالله
سجل خروجك من جحيمي وابتعد..
فاليوم لا ارض تقيك ولاسماء
انا الموبوء لاتقرب مصيري يافتى ..
وبجسمي المنحول قد عم البلاء
بني ...لاترجو الشفاء بصحبتي يوما ..
فصحبة من مثلي لعمري هي الداء
ولدي..اتراك تصدقني..اذ اخبرك بتاريخي ..وترى حالي اليوم!!
امصدقني انت..
والله كذبت..
فانا ماعدت اصدق وجهي..حين اراه ..
أو ينسى اللهَ العبدُ ..ولاينساه الله..
ياغصتي..ياخجلتي..
من ذا يداري سوأتي ..ياويلتي..
انا العربي ياولدي ..
انا المسبيّ من بلدي..
انامن اطعم الغيلان..من كبدي..
انا من قايض الشيطان..ارض محمد..
انا موسى..يَشقُ البحرَ لي ربي إذ عصاني القوم..
انا ابن بابل...تخشاني سعير الظلم..
انا المولود دون اب..ولالقب..
انا من كلم الموتى. .وداوى الداء دون دواء..
انا العذراء..
اناالخنساء..
انا العنقاء ..لاتخشى الحريق..
تدري بانها من موتها السرمدي.. ستستفيق..
لان رمادها كحل العيون لصبية مقدسية..
يدعونها أشرقت..
قصت جدائلها الطويلة..
سرقت خنجرا صدئا من ترسانة مطبخها وانطلقت..
نعم جلست.. تحدث نفسها سألت ..
أولم يحدثنا المعلم ذاك اليوم ان الحرب يعقدها الرجال..
ومن لها غير الرجال..
لهيبتهم تموج الارض..وترتبك الجبال.
أوتكشف الحسناء سترها بين الرجال..
فدعِ القتال يامغفلة..
لممتهن القتال..
ولتستعيذِ يابنيّة من شيطان جهلك..
عودِ الى مخدعك..
تعطرِ ..تأنقِ ومارسِ مهامك الطبيعية برسم الحواجب..
أولم يذكرنا بأن المجد مرهون بخصيتين وشارب..
بأن جلالته قد حدد في المرسوم مهام الانثى الشرقية:
بند للطهو وآخر للرضاعة..
ولعنترة العبسي فيما يشتهي كل السمع و الطاعة..
وبنده الاهم كان تقطيب الجوارب..
ثم تسللت من عينها دمعة..
تحاورها..تجادلها بأن قبائل الاعراب مجتمعة..
بكل فحولها..وعجولها..وسيوفها..
وشرارة النزق الملفّح بالذكورة..
ماأوقدت في جبّ يوسفَ المسكين..شمعة..
ماأطعمت طفلا رماه الجوع على رصيف حقدهم..
ياويحهم..ياقبحهم..
تكرشت رقابهم..حتى نسوا كتابهم..
ياويلهم من فجر يوم .. لن يعرفو اسماءهم..
آه.. ياحفنة الزهم..
هاكم التاريخ فاعتبرو...
انتِ الرجال وليس في الحي بعد اليوم غيرك..
انتِ المسيح و كلنا يهوذا..فاحملِ وزرنا وانطلقِ...
اغرسِ خنجرك في ذلنا ..
وضعفنا..ونفاقنا..
اقتلِ ابن السفاح في احشائنا..
ثم ابصقِ..على ذاك الجنين..
على قوم لطالما تعودوا حنث اليمين..
فهذا زمان قليل الحياء..
جندنا مدججون بالخوف والرياء..
نخبئ البارود فيه في جيوبنا ..وحلوقنا..
حتى لانتهم بالمروءة و الشجاعة..
ملخص الكلام ياصغيرتي..لا ألف ولا باء..
هذا زمان يُدقّ في اسفلنا ...
كل مااشترينا من مدافع..
بغازنا ..وكازنا..وياسمين دارنا..
وكل مانسجنا عنك من قصائد العشق زورا يافلسطين..
زمن تهزم فيه كل الجيوش المخنثة..
وينتصر السكين...
حلفوا بأن القدس قبلتهم..
وأن القدس وجهتهم..
ضاقت مساجدهم..ضاجت كنائسهم..
دكوا مدافعهم...شحذوا بنادقهم..
وتزاحموا اي سيلقي خطاب النصر .يوم النصر...في حطين..
هذا ما اخبرتني جدتي..
وانها ماكانت تجيد احصاء السنين..
لكنها حفرت بذاك الوقت ذكراها ...
حفرت تاريخ النصر المؤمل على شجرة الدراق..
لما رأت جحافلهم في كل شارع..وزقاق..
كان هذا عام ثمان وأربعين..
ورغم تقارب الارجاء ماوصلوا..
ورغم تتابع الصرخات ماسمعوا..
ورغم تتابع النكسات ..مااقتنعوا..
بأنهم ضلوا السبيل..
ستون عاما من نحيب وعويل...
لم يعلمو يوما..بأن مفاتيح السماء معلقة بجيدك..
بأن الأحمر المصبوغ في الطرقات ..مصدره وريدك...
لم يقرؤو اخاديد الزمان بوجهك الشاحب..
وما أقتفوا اثر الدليل..
صالوا ..وجالوا..
جعجعوا.. وبعبعوا..
تفحصوا ومصمصوا..
هجّروا..وفجّروا..
واذا بدجلة..يغتال الفرات..
واذا برياح صحراء كندة..
تنثر من كثبان بؤسها على ضفاف النيل..
فنحن من قَتلنا ..ونحن القتيل..
مبارك يابنة الشمس و الزيتون ما طعنت يداك..
فلا سبيل لغسل عارنا الا دمك..
لن يحمل الطفل المضمخ بالرمال سواك..
فخذي بيديه الصغيرتين واصعدي ..
وربّتِِ على كتف البحر الهائج هامسة..
يابحر فليهدأ نحيبك ..لاتَزبدِ..
لاتبك بعد اليوم واذكر ..
هذا ماأرضعتنا حمالة الحطب..
هذا مارواه الانبياء و الكتب..
اقتربت الساعة.. وانشق العرب..
باعوك ياوطني في سوق النخاسة..
لم يبق من امارة صغرى ولا كبرى
للبعث ..سوى الجساسة..
هذاما اتَّفق عليه في محاضر الجلسات..
حثالة الساسة..
هذا ماأكده اليوم على شاشات التلفزة..
ملخص البيان الختامي على لسان ..أبي لهب..
اقتربت الساعة وانشق العرب...