تاريخ سوريا المعاصر
ماذا قال ايلي كوهين الجاسوس الاسرائيلي في لقائه مع اذاعة دمشق..
في مثل هذه الايام من عام 1965 القي القبض على ايلي كوهين الجاسوس الاسرائيلي الذي كان معروفا باسم كامل امين ثابت في دمشق في الفترة بين عامي 1962 – 1965.
لن نعيد قصة هذا الجاسوس فهي موجودة بشكل كامل على الويكيبيديا وكثير من المصادر الاخرى وتم تحويلها الى فلم ومسلسل بث في العام 2019 على شبكة نتفليكس.
باختصار هو شاب ينحدر من عائلة يهودية حلبية هاجرت الى مصر وانضم وهو في مصر الى منظمات تابعة للصهيونية وانتهى به المطاف بالهجرة الى فلسطين وتم اعداده هناك لمهمة التجسس في سوريا على اساس انه رجل اعمال سوري يعيش في الارجنتين عائد الى وطنه باسم كامل امين ثابت.
بحسب الروايات المتعددة فان الجاسوس الاسرائيلي نجح في بناء علاقات مع 50 شخصية بارزة في سوريا وارسل مئات البرقيات على مدى ثلاث سنوات عن مختلف القطاعات العسكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، في عصر كانت الاتصالات فيه مازالت متخلفة والتعامل معها فيه مخاطرة كبيرة وهذا ما كان بالفعل عملية الاتصال هي التي ساعدت بالقاء القبض عليه.
ما يجب ان نستفيد منه في مثل هذه القصص، هو التفكير بان كشف هذه العملية لا يعني انها العملية الوحيدة وانه في المقابل قد يكون هناك عشرات العمليات الناجحة التي تسلل اصحابها الى بلادنا وانجزوا مهامهم وغادروا، او انهم مضوا في اللعبة حتى النهاية ووصلوا وهم جواسيس الى اعلى المناصب.
خاصة اننا في سوريا لا نعرف من اين يهبط علينا انقلابيين يصبحون رؤساء ابتداءا من حسني الزعيم وانتهاءا باسماء الاسد، اشخاص بلا تاريخ سياسي، يظهرون فجأة وتركب لهم قصص حياة، غير معروفين قبلا وليس لهم اي دور في الحياة السياسية، يقال لنا انهم سوريين اصولهم كذا ودرسوا كذا وطريقهم هكذا ويتولو اعلى المناصب ويسيطرون على السلطة والشعب متغلبين على كل رجال السياسة المعروفين والاحزاب الموجودة ومؤخرا نراهم تغلبوا على البلد كله، فبعض المسؤولين اذا وضعوا في الميزان مع البلد مالت الكفة لصالحهم ويتم ابقائهم وانقاذهم على حساب البلد وملايين الذين يعيشون فيها.
يشبه هذا الحديث الحديث عن اتفاقية سايكس بيكو، ما يميز هذه الاتفاقية انها كشفت، كشفت لان طرفا فيها كشفها بعد ان تغير نظام الحكم في دولته، اتفاقية بين فرنسا بريطانيا وروسيا على اقتسام الدولة العثمانية، حدثت الثورة البلشفية وكشف قادتها الاتفاقية.. ولكن يجب علينا ان نسأل ماذا لو لم تحدث الثورة.. هل كنا سنعرف؟ كم اتفاقية تمت بين الدول التي تتلاعب بنا ولم نعرفها.. هل نعرف اليوم الاتفاقيات بين الدول التي تقص وتلصق في بلدنا؟..
المعلومات، الدراسات والابحاث والتكنلولوجيا والذكاء، هي القوى الحقيقية خلال القرن الاخير وهي الكلمة الفصل اليوم في اي صراع او حرب، اثبتت التجربة التي مررنا بها بانه يمكن الانتصار على اي بلد وتفتيته بايدي اهله وتحويل كل مافيه الى عناصر دمار ذاتي من خلال المعلومات والذكاء..
في سياق المعلومات التي توفرت عن ايلي كوهين او كامل امين ثابت، ان مسؤولا اعلاميا يدعى جورج سالم كان يشغل وظيفة رقابة الصحف العربية والاجنبية في دمشق دعا كوهين للمشاركة في لقاء اذاعي في اذاعة دمشق العام 1963 وقدمه كإنسان وطني عروبي عائد لوطنه..
هذا اللقاء منشور على اليويتوب ولكن النسخة المنشورة رديئة الصوت وغير مفهومة، عالجناها قدر المستطاع وننشرها هنا مع نص ما قاله كوهين للاذاعة السورية في ذاك الوقت هي فرصة نادرة لنعيش اجواء هذه التجربة الفريدة بعد كل هذه السنين..
ارجو ان تستمتعوا بها.. (شاهد)