صحيح ان البحث في موضوع السعادة معقد ، وهو لا يعتمد على عامل منفرد بحد ذاته، فهو مزيج مركب من عوامل نفسية وسلوكية وحتى فيزيولوجية ، ولكن ما نريد الحديث عنه في هذه المادة هو افعال بسيطة تساعد على فرز اربع هرمونات ترفع مستوى السعادة في جسمنا.
المتعة : الاندروفين (Endorphin )
يرتفع مستوى الاندورفين عند ممارسة الرياضة حيث يفرز الجسم هذا الهرمون كي يتغلب على إحساس الألم التي تسببه التمرينات ، وافراز الجسم لهذا الهرمون هو السبب الحقيقي وراء الإحساس بالمتعة عند ممارسة الرياضة.
الضحك ايضا طريقة فعالة لإفراز الإندروفين ، فنحن نحتاج على الأقل 30 دقيقة يومياً مشاهدة أشياء مضحكة و مسلية - في حال لم نمارس الرياضة - كي نحصل على جرعتنا اليومية اللازمة من "الإندروفين"، والأفضل ان تكون هذه الفترة ضمن جو عائلي ، و ليس عبر مشاهدة الافلام او قراءة النكات او مشاهدة مقاطع الفيديو على الجوال.
الانجاز والفخر : الدوبامين (Dopamine)
في رحلة الحياة ينجز الواحد منا مهام كثيرة كبيرة كانت ام صغيرة ، الوصول لتحقيق هذه الانجازات يتسبب في إفراز الدوبامين بنسب متفاوتة، و يعزز هذا الافراز حصولنا على التقدير مقابل أي عمل ننجزه ، وكذلك فإن أي عمل يجعلنا نشعر بالفخر يدفع الجسم لافراز هذا الهرمون والذي بدوره يرفع مستوى شعورنا بالسعادة .
وربما هذا ما يوضح لماذا نجد كثير من ربّات المنزل في أغلب الاحيان غير سعيدات لأنه غالبا لا يحصلن على التقدير والعرفان المناسبين لكمية المجهود الذي يبذلنه كل يوم .
السعادة في عمل الخير : السيروتونين ( Serotonin)
الشعور بالسعادة يأتي ايضا عندما نقوم بأعمال تعود بالنفع على الآخرين ، أي عندما نتخطى أنفسنا و نكون قادرين على العطاء للطبيعة و للمجتمع، حتى ولو كان هذا الفعل يتمثل ربما في مشاركة معلومة مفيدة مع الغير ، مشاركة بالرأي ، زيارة مريض أو مساعدة شخص لديه حاجة أو إعاقة ، أو إجابة شخص على سؤال ما، تقديم أي خدمة للغير ، ايا من هذه الافعال يدفع الجسم لفرز السيروتونين الذي يتسبب بالإحساس بالسعادة .
العاطفة والامان : الاوكسيتوسين ( Oxytocin )
هذا الهرمون يتعلق بالتفاعل العاطفي مع المحيط ، فيتم إفرازه عند التقرب من الأشخاص ، عند المصافحة ، عند "الحضن" .. ، و لهذا السبب على سبيل المثال يجب علينا حضن طفل صغير عندما يكون "مزاجه مضطرب" ، كي يزداد لديه هرمون الأوكسيتوسين عنده و يشعر بالأمان والسعادة من جديد ، وعليه فانه يجب علينا ان نتعود على الافصاح عن مشاعرنا الايجابية ولو باللفظ او الابتسام .. ، هذا الهرمون يتعلق بالجانب الروحي منا الذي يجب ان نوليه كل الاهتمام ونتجنب اهماله.
هذه الهرمونات السحرية هي كلمة السر في تعزيز اسباب السعادة عندنا ، يجب الا تأخذنا مشاغل الحياة فتمنعنا عن ممارسة الرياضة ، ويجب ان يكون لدينا الحرص على تنظيم انفسنا وتوجيه جهودنا بالاتجاه الصحيح لتحقيق الانجازات والحصول على التقدير والاحترام لانفسنا، كما يجب الا ننسى ان نخصص بعض الوقع لبذل الجهد في خدمة المحيط ومساعدة الاخرين ، واخيرا علينا ان نتغلب على تحفظنا في اظهار المشاعر الايجابية للأخرين.
الدكتورة منال فحام ، سيريانيوز
