برنامج رامز جلال .. هذا الموسم "سخيف" رسمي!؟..

وكلمة سخف هنا لا تأتي بمعنى الشتيمة وسأختار من معانيها "تافه"، "ضعيف"، "ركيك".. بوضوح البرنامج الذي يحظى بعدد كبير من المشاهدات على مدى تسع سنوات ماضية..  يمكن وصفه بالسخيف هذا العام بدون تردد..

وكلمة سخف هنا لا تأتي بمعنى الشتيمة وسأختار من معانيها "تافه"، "ضعيف"، "ركيك".. بوضوح البرنامج الذي يحظى بعدد كبير من المشاهدات على مدى تسع سنوات ماضية..  يمكن وصفه بالسخيف هذا العام بدون تردد..

فقد افلس "الاعداد" في البرنامج ولم يبق لديه الا "الارهاب" المبالغ به في مشهد تمثيلي سيء الاداء وغير مقنع على الاطلاق لا بل ان فيه الكثير من الازعاج بالنسبة للمشاهد في رأيي..

ونعود للبدايات

بدا واضحا من بعد الموسم الاول في حلقات برنامج مقالب رامز جلال الذي كان عنوانه رامز قلب الاسد 2011، وكان بالمقارنة مع باقي المواسم برنامج بانتاج ضعيف ولكن ربما كان قابل للتصديق على انه مقلب حقيقي اكثر مما جاء في المواسم التالية خاصة في السنوات الاخيرة.

فرامز قلب الاسد يعتمد على فكرة استضافة نجم للقاء تلفزيوني وعند باب المصعد قبل ان يصل الى المكان المحدد يتفاجئ بأسد حقيقي مربوط عند باب المصعد ويتم رصد ردود افعال الضيف وعرضها، ضمن ما يمكن ان نصدق بانه مقلب مدبر و"حقيقي" يمكن ان تغامر شركة الانتاج بتنفيذه دون اعلام الضيف.

في السنوات التي تلت الموسم الاول، رامز ثعلب الصحراء، رامز عنخ امون، رامز قرش البحر، رامز واكل الجو، رامز يلعب بالنار، وصولا الى رامز تحت الارض عام 2017، المواسم التي بات واضح رويدا رويدا بانها مقالب مدبرة ولكنها متقنة بانتاج ضخم على مبدأ بطولات المصارعة العالمية الترفيهية "WWE" التي يعلم الجميع بانها نوع من التمثيل او الاداء الاستعراضي ولكن الملايين تتابعها وتستمتع بالاستعراضات التي تقدمها..

وهكذا كانت برامج رامز جلال خلال السنوات 2012 الى 2017، يدرك المشاهد في قرارة نفسه بان مثل هذه المقالب التي تحتوي على الارهاب والتخويف الى حد الموت وتستضيف ضيوفا رجالا ونساءا من اعمار مختلفة منهم من هو مصاب بامراض او ربما جهازه العصبي (غالبا) لا يحتمل هذا النوع من الترهيب.. يدرك بانه تكون بترتيب مسبق مع الضيف بشكل او باخر وعزز هذه القناعة اداء وردود فعل بعض الضيوف التي لم تكن على المستوى المطلوب..

ولكن ضخامة الانتاج والتشويق الموجود في الحلقة والامكانيات الضخمة والاخراج الجيد والصورة البصرية عالية الجودة.. وحملات الترويج التي كانت تسبق وتواكب البرنامج بطريقة احترافية، وتنجح في اثارة ردود افعال وتعليقات لاذعة وانتقادات وانباء عن نية بمقاضاة البرنامج ومقدمه.. الخ.. كل هذا كان يساعد بان يبقى البرنامج من اكثر البرامج مشاهدة في كل تلك المواسم..

في العام 2018، رامز تحت الصفر.. و2019 رامز في الشلال.. ومع تشكل اليقين عند المشاهد بان المقالب متفق عليها مسبقا، فقد بدأت كمية التشويق تخفت والانتاج يضعف.. ولو ان هذا كان (انخفاض جرعة التشويق) نسبيا اذا صح التعبير، بمعنى ان رامز وفريقه كان بحاجة في كل عام الى النجاح في التحدي وخلق تشويق يفوق الذي احدثه الموسم الذي سبقه من حيث الفكرة وضخامة الانتاج والاخراج.. ليقدم اداءا قويا مقنعا.. وهذا لم ينجح فيه في اخر موسمين..

في الموسم الحالي فاجأ رامز المشاهدين بانه تخلى عن فكرة المقلب اساسا.. والتي تعد هي جوهر فكرة برنامجه.. اختزل البرنامج على موضوع "الاستدراج" من خلال دعوة لاجراء لقاء مع الضيف بالاستعانة بمقدمة البرامج اروى، ليقيد الضيف على كرسي كهربائي ويظهر رامز بشخصيته الحقيقية ويبدأ بممارسة السادية اللفظية والجسدية على الضيف بشكل مباشر.. وتقوم الكاميرات برصد ردود فعل الضيف هكذا.. بدون اي اضافات.. ليفقد البرنامج هذا العام جوهر الفكرة التي يقوم عليها..

فاصبح المشاهد امام حقيقة بان البرنامج لم يعد مقلب مدبر (ولو كان متفق عليه) وان اللقاء السادي الذي يشاهده لا يمكن الا ان يكون ليس بالاتفاق مع الضيف فقط لا بل ما ظهر من الحلقة الاولى مع الفنانة غادة عادل يقول بان في هذ الموسم لا يكفي الاتفاق وانما الضيف بحاجة الى "بروفة"وتدريبات..

كرسي يشبه منصات تدريب رواد الفضاء، يقوم بحركات الشقلبة الافقية والعامودية والدوران وقلب الضيف رأسا على عقب ورفعه وانزاله بسرعة كبيرة.. لا يمكن لاي احد ان يتحمله من المرة الاولى مستحيل علميا.. فمن يجلس على هذا الكرسي يجب ان يتمتع باستعداد نفسي لا يمكن ان يصمد بدونه.. وتدريب على تقبل بعض الحركات.. واخيرا لن يقبل الضيف وهو يتعرض للتعنيف والاهانة والتعذيب بمثل هذا الوضع ويبقى مهذبا وينصاع الى سادية رامز هكذا ببساطة.. في استديو يستخدم للترفيه!!

لو كنت مكان الضيف لشتمت رامز وكل من في البرنامج وحاولت تكسير الكرسي وفك الاصفاد ودخلت في نوبة غضب شديد اما تفضي الى افشال الحلقة او تخليصي من هل الكرسي.. ولماذا لا افعل ذلك؟ اليس هذا منطقيا؟..

اما ان ينصاع الضيف لاهانات رامز واذلاله في استديو يتبع لفضائية (ففي افرع المخابرات يقوم المعتقل بالمقاومة لماذا لا يفعل هنا) ويتذلل لرامز ويغني له ويبجله لينجو من التعذيب.. تبدو فكرة سخيفة ومزعجة حقا..

والازعاج هنا.. هو المخرج الاكثر بروزا الذي تلقاه المشاهد في الحلقة الاولى.. حاول ان يعوض رامز عنها "بتخفيف الدم" ولكنه لم يكن موفقا.. وحاول الضيف قدر المستطاع بان يبدو مستسلما للمقلب ولم يكن مقنعا.. غاب الانتاج الضخم والتشويق الكبير.. وفقد البرنامج معظم عناصر نجاحه لهذا العام..

ستحاول جهة الانتاج ان تستخدم الاسلوب الذي تستخدمه في كل عام بتكثيف المواد الصحفية والاعلامية عن البرنامج وردود الافعال واستخدام السوشال ميديا ولا شك بانها ربما تنقذ ما تبقى من موسم هذا العام.. الا ان منحنى الاداء بشكل عام سيتوجه الى الفشل..

ولا ندري اذا كان عند رامز والفريق المعد والمنتج القدرة ليعدل الاتجاه نحو النجاح مرة اخرى العام القادم.. على الاكثر انها ستكون مهمة صعبة..

ملح


المواضيع الأكثر قراءة

SHARE

close