دولة بحجم محافظة حمص ، مساحتها صغيرة صحيح .. ولكن فيها ميزة لا تتوفر في أي دولة اخرى في العالم .. ميزة طالما كانت مصدر فخر لسكانها ..
استطاعت سان مارينو على صغر حجمها ( 60 كم2) ومحدودية امكانياتها الحفاظ على مركزها كأقدم دولة مستقلة في التاريخ.
في الجزء الغربي داخل حدود إيطاليا بدأت قصة تلك الدولة الصغيرة حيث أنشأت بها أول حكومة مستقلة باختيار أهلها منذ القرن العاشر ، واستقلت عن الامبراطورية الرومانية وتم اصدار دستورها الأول في عام 1600 وتعد دولة مستقلة حافظت على حدودها وكيانها منذ ذاك التاريخ الى يومنا هذا.
ويعد دستورها الاول مصدراً أساسياً للقانون الحالي في "سان مارينو" على الرغم من أنه قد تم وضع القانون الانتخابي في ثلاثينيات القرن المنصرم.
تسمى "حمامة سلام العالم" لها تمثيلها في الأمم المتحدة والمنظمات الدولية تسعى دائما لأن تكون مقراً محايداً لمفاوضات حل الازمات الدولية.
يعود تاريخ تأسيس دولة سان مارينو الى القرن الثالث الميلادي حيث أنها استمرار للمجتمع الرهباني الذي تأسس في 301 على يد رجل دين مسيحي يدعى مارينوس من جزيرة راب التي كانت تحت سيطرة روما في الجهة الشرقية من البحر الادرياتيكي ، وتقول الأسطورة أن "القديس" مارينوس" أسسها كوطن لمجموعة من "المسيحين المضطهدين" ، حيث لم تكن الديانة المسيحية قد انتشرت في اوربا على نطاق واسع بعد.
جمهورية سان مارينو
تقع داخل الأراضي الإيطالية على الجهة الشرقية لسلسلة جبال الأبيني عاصمتها "سان مارينو" ويبلغ اعلى ارتفاع بها 749متر فوق سطح البحر.
يبلغ عدد سكانها 32 الف نسمة وديانتها الرسمية هي المسيحية الكاثوليكية.
اقتصادها مستقر ويسجل فيها أدنى معدلات البطالة في أوروبا ومن دون وجود أي دَين وطني، بل يوجد لديها فائض في الميزانية.
لم تسلم سان مارينو من تعرضها للاحتلال "العابر" ففي عام 1503 احتلها الدوق الايطالي "سيزار بورجيا" وضمها لجمهوريته لمدة بضعة أشهر حتى وفاته. ووقع لها احتلال آخر في عام 1944 من خلال القوات الألمانية المنسحبة، ولاحقا من خلال الحلفاء، الذين احتلوها لكنها بالنهاية حصلت على استقلالها النهائي.
تعد دولة سان مارينو مقصدا للسياح حول العالم ويوجد فيها الكثير من المعالم الاثرية.
ولطبيعتها الجبلية لاتحتوي على مطار للطائرات انما مهبط خاص بالطائرات المروحية فقط.
هناك امر لافت في تلك الجمهورية الصغيرة وهي أن سكانها يعيشون وكأنهم عائلة واحدة وتربط فيما بينهم علاقات صداقة قوية،
تفيد التقارير بأن رجال الشرطة لا يلتزمون بتطبيق القوانين بحق المخالفين من السكان نظراً لتلك العلاقات القوية فيما بينهم، لذلك عمدت السلطات على استيراد رجال شرطة من بلد آخر للتمكن من ضبط قوانينها.
اعداد : سيريانيوز
