المعتقلات السوريات النظام يعذبهن والمجتمع ينبذهن

صورة تعبيرية

20.03.2016 | 11:59

مازالت المعتقلات في سورية يعانين بعد خروجهن من السجن الذي تعرضن فيه للتعذيب من نبذ المجتمع ورفضه لهن، مما يدفهن للعزلة ولا يساعدهن على تخطي تجربة الاعتقال المريرة.

وبحسب الشبكة الأوروبية المتوسطية لحقوق الإنسان التي أكدت في تقرير نشرته في 22 يونيو/ حزيران الماضي فإن معاناة النساء المعتقلات لا تنتهي بمجرد خروجهن من السجن بسبب حالة النبذ التي يتعرضن لها من قبل عائلاتهن والمجتمع، مما يسبب انعزالهن وعدم تلقيهن الدعم اللازم والمساعدة المطلوبة لتمكينهن من الاندماج في المجتمع من جديد.

"سناء" وهو اسم مستعار لفتاة عمرها 20 عاماً تعرضت للاعتقال على يد قوات الأمن الحكومية في أحد بلدات ريف دمشق، وبقيت في المعتقل شهرين، تعرضت خلالهما للتعذيب والتهديد بالاغتصاب، مما تسبب لها بصدمة نفسية كبيرة، مازالت تعاني منها حتى الآن.

وبحسب إحدى قريباتها اللواتي التقت "عين" بهن، واشترطت عدم ذكر اسمها، فإن "سناء" اعتقلت في أحد محلات بيع الموبايل، حيث اختفت الفتاة في أحد الفروع الأمنية، دون أن يعلم بها أحد، وبحث الأهل عن ابنتهم مدة شهر دون جدوى.

وبدأت الألسن وخيالات سكان البلد الذي تعيش فيه الأسرة تنسج القصص حول سبب اختفاء "سناء"، فمنهم من يقول إنها هربت مع شاب تعرفت عليه هنا أو هناك، ومنهم من يقول إنها تشاجرت مع أهلها فتركت لهم البيت....إلخ. لكن أهل الفتاة الذين يعرفون ابنتهم وتربيتها وبساطتها لم يتركوا وسيلة أو مكاناً إلا وسألوا فيه عن ابنتهم دون أن يجدوا جواباً شافياً، إلى أن جاءهم خبر عن وجودها في أحد الفروع الأمنية، وبدأت المساومات والابتزاز المالي لإطلاق سراح الفتاة، ودفع الأهل مبلغاً كبيراً من المال لإخراجها من ذلك الجحيم.

وبعد مدة اتصل أحد الأشخاص وهو الذي كان يلعب دور الواسطة بين عناصر الأمن وأهل الفتاة، بالأهل ليخبرهم أن ابنتهم موجودة في أحد شوارع دمشق، في ساحة العباسيين تحديداً، وأن عليهم القدوم لأخذها لأنها لن تستطيع العودة لوحدها. وعندما وصل أهل الفتاة وجدوها متكومة على الرصيف بشكل مزرٍ وفي حالة ذهول كامل، ورغم أنها بقيت عدة ساعات في المكان لم يجرؤ أحد من المارة على الاقتراب منها خوفاً من الاعتقال.

وكانت آثار التعذيب واضحة على جسد الفتاة وقدميها، ورفض الأهل الحديث حول ما لاقته ابنتهم في المعتقل، وهل تعرضت للاغتصاب أم لا، لكن الحالة النفسية للفتاة كانت بالغة السوء مما أصاب أمها بصدمة صحية نقلت على إثرها إلى أحد المشافي.

ولم يسمح أهل الفتاة لها بلقاء الناس، وعرضوها على طبيبة لتعالجها من آثار الضرب، لكن الفتاة التي خرجت من المعتقل منذ أشهر مازالت حتى الآن بحالة صدمة، ولم تتلقَ الدعم النفسي اللازم.

"سناء"، هي واحدة من آلاف المعتقلات اللواتي يقبعن في سجون الحكومة السورية، في ظروف بالغة السوء، حيث لا تسمح الحكومة للمنظمات الحقوقية ولا المحامين بالتواصل مع المعتقلات ولا الاطلاع على أحوالهن، ولا تقدم أي معلومات عن أعدادهن أو ظروف اعتقالهن وأسبابه.

وتقدر "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" في تقرير نشرته في يوليو/ تموز الماضي أن القوات الحكومية السورية اعتقلت 7080 امرأة وذلك منذ بدء الاحتجاجات الشعبية في سورية في مارس/آذار 2011م.

ويقول تقرير آخر للشبكة نُشر في أغسطس/ آب الماضي إن هناك 2145 سيدة سورية مختفية قسرياً من قبل القوات الحكومية لا يُعلم عنهن شيء حتى الآن.

والد "سناء" يقيم خارج القطر، وقد رتب خروج أسرته للإقامة معه خارج سورية، إلا أن ظروف اعتقال ابنته أخّر هذا الموضوع، لكن الأسرة تستعد الآن لمغادرة البلاد قريباً.



Contact
| إرسال مساهمتك | نموذج الاتصال
[email protected] | © 2022 syria.news All Rights Reserved