-

وما زال هناك من يقول أن الإسلام هو الحل والدليل السعودية وإيران ... بقلم : د. عبد الحميد سلوم

07.01.2016 | 12:28

*منذ رحيل نبي الإسلام وحتى نهاية عصر السلطنة العثمانية التي تربّعت على صدر العرب أربعمائة عام بعدما قضتْ على دولة المماليك الإسلامية بالحرب، واغتصبت الخلافة من العباسيين ونقلت مقرها من القاهرة إلى استنبول ،، فقتلتْ ما قتلت (ومن بينهم أجداد آل سعود) ونهبتْ ما نهبت وجمعتْ من أموال الخِراج ما جمعت ، وفرضتْ على الأمة العربية كل أشكال الجهل والتخلُّف والتفرقة ، وأفرغت بُلدانها من كل الأيدي الماهرة وذوي الحرف لتنقلهم قسرا إلى استنبول ليعملوا ويُطوِّروا ويبنوا هناك ، وشجّعت اليهود للقدوم إلى فلسطين كي تكسب تأييدهم في وجه صراعاتها مع القوى الغربية (فرنسا وبريطانيا) ، وسعتْ بكل السبل لمحو اللغة العربية واستبدالها بالتركية في إطار مخطط التتريك غير آبهة بأن العربية هي لغة القرآن الكريم ،ولو لم تكن كذلك لتمكن التركي العثماني من محوها من التاريخ!!

 

 وجاءتْ بمئات آلاف العائلات التركية لتنشرها في كل مستعمراتها العربية ، وأولها بلاد الشام ، وملّكتهم الأراضي وجعلت منهم طبقة إقطاعية تتسيّدُ على العنصر العربي في كل مكان ، وما زال أولئك حتى هذا اليوم ، وقد أثبتتْ الأحداث في المنطقة أن ولائهم الأول لتركيا رغم أنهم يعيشون بين العرب وفي بلدانهم منذ مئات السنين !.
 


*قبل الدولة العثمانية كانت هناك دولٌ عديدة وكلها قامت على أساس مفهوم الخلافة ، أي على أساس الشريعة الإسلامية ، ولم تخلو أيّ منها في أي وقت من مساعي إلغاء الآخر ومحوه بكل السُبُل، بالعنف والقتل والذبح والصراعات المذهبية والثأر العشائري !! فالكل قرأ في التاريخ عن مجزرة الأمويين بأحفاد بيت الرسول (ص) في كربلاء وقتلِ الإمام الحسين وأهل بيته، وقبلَهُ شقيقه الإمام الحسن الذي مات مسموما، ومن ثم مجزرة العباسيين بالأمويين بحيث لم ينجو منهم إلا عبد الرحمن بن معاوية بن هشام المُلقّب بِصقر قريش أو عبد الرحمن الداخل والذي تمكن من الفرار إلى الأندلس

 

 

 وبعدها كانت اغتيالات الخلفاء العباسيين لأئمة الشيعة والعلويين الجعفرية الإثني عشرية ، فقتلوا الإمام السادس جعفر الصادق مسموما ، ثم مات الإمام موسى الكاظم مسموما من طرف هارون الرشيد ، وماتَ الإمام علي الرضا مسموما من طرف المأمون ، ومات الإمام محمد الجواد مسموما من طرف المعتصم ، ومات الإمام علي الهادي مسموما من طرف المتوكِّل ، ومات الإمام الحسن العسكري مسموما من المُعتمد !!. وقد سبق كل ذلك حرب صفين بين الإمام علي ومعاوية ، وسبقها مقتل الخليفة الثالث عثمان بن عفان !.
 


*كانت الدولة التركية السلجوقية تقوم أيضا على أساس الدين وتابعت القتل على الخلفية المذهبية والحُكم على أساس عنصري قومي باسم الإسلام !!. خرجَ من رحمها يوسف بن أيوب (الكردي)الملقب بصلاح الدين ، وكان وزيرا لدى الفاطميين في مصر ثم انقلب عليهم بعد أن قويَ وتمكّن من السلطة ، وفرَض على مصر المذهب الشافعي (بشكل ديمقراطي جدا) بعد أن قضى على مئات الآلاف ، وألغى من الصلاة (حي على خير العمل) وحَكَم عائليا ، وقبْل مماته وزّع المُلك بين كل أبنائه وأعمامه وأبناء أعمامه !! ثم كانت دولة المماليك التي تابعت مسيرة العنف والقتل على أسس مذهبية ، حتى جاءت الدولة العثمانية لتقتل مئات الآلاف على خلفية مذهبية أيضا ، وتحكم بشكل عنصري قومي استعلائي باسم الدين أيضا !!. فاستخدام الدين كممسحة ليس حديث العهد بل هو قديمٌ جدا ويعود إلى زمنٍ مُبكِرٍ بعد وفاة الرسول (ص) !!.
 


*كل الحُقَب التاريخية التي قامت بها دولٌ على أساس إسلامي كانت مصبوغة بلون الدم ، ومع ذلك هناك من لا يتوقف عن الترداد بأن الإسلام هو الحل !!.
 


*لم يقُل لنا أحدٌ أي إسلام هو الحل ؟ هل هو الإسلام السعودي الوهابي المُطبّق بالسعودية ، أم الإسلام المُطبّق في إيران ، أم في السودان بعد أن تسبّب حاكم السودان عمر البشير في تفتيت بلدِه وانفصال الجنوب بسبب السياسات الطائفية التي اعتمدها ، أم الإسلام بحسب مفهوم الأخوان المسلمين ، وبحسب ما يُخطط ويفعل أردوغان ، أم الإسلام بحسب مفهوم الأزهر ، أم الطالبان ، أم بوكو حرام أم داعش أم النصرة أم أخواتهم وأبناء عمومتهم ، أم ، أم ، أم ، أم الخ ...
 


*ها نحنُ نرى كيف أن الإسلام يتحارب مع الإسلام في كل مكان ، وكيف باتت العلاقة بين البلدين الرئيسيين في العالم الإسلامي اللذين يُطبقان الإسلام ، السعودية وإيران !!. فحتى العلاقات الدبلوماسية تمّ قطعها ، وتفاقمتْ الأوضاع بغضون 24 ساعة إلى حالة خطيرة لم يعُد ينقصها سوى إطلاق الصواريخ من هنا أو هناك !!. والمؤسف أنك لا تجد في العالم العربي ، ولا الإسلامي حاكما عاقلا يدعو إلى عدم التصعيد ويقوم بجهود الوساطة ، بل الجميع سارعَ للاصطفاف ضد هذا أو ذاك !!. وحْدهُم الحُكام (الكفار والمشركين هم من عرضوا القيام بالوساطة بين المسلمين المؤمنين)!!.
 


*كُنا نعتقد أن حُكام الدول يختلفون عن عامة الناس ويترفّعون بتعبيرهم وكلامهم وتصريحاتهم وردود أفعالهم عن العامّة ، وإذ بنا نستيقظُ فجأة لنرى كيف أن حُكام دولٍ يتبادلون الشتائم والاتهامات ، ويُعيِّرون بعضا ، ويُكَذِّبون بعضا ، ويُعصِّبون ويتوترون ويتكلمون كما أولاد الحارات حينما يتقاتلون على زوايا الأرصفة !.
 


*أشرتُ من البداية إلى أن إعدام الشيخ نمر النمر كان قرارا سياسيا أحمقا ، ولكن كان ردُّ الفعل من الجانب الإيراني أحمقا أيضا !! فحرق السفارة السعودية في طهران هو تصرُّفٌ أحمق ، وقطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين كان متسرِّعا وانفعاليا وأحمقا أيضا !!.
 


*المصيبة أن الغوغاء في أي مكان لا يُميِّزون بين مهمة الدبلوماسي وبين تصريحات وأفعال السياسيين !!. كان أستاذ العلاقات الدولية في جامعتي في مدينة نيويورك يقول لنا : السياسيون يوتِّرون العلاقات بين الدول ومهمة الدبلوماسيين هو تبريد هذا التوتر والتخفيف منه !. فالدبلوماسي مهمته في الدولة المضيفة هو تطوير العلاقات بين بلدهِ وبين البلَد المُضيف في كافة الاتجاهات ، ومتابعة تفعيل الاتفاقات الموقعة ، والسعي إلى صياغة اتفاقات جديدة ، ورعاية مصالح بلده ، ونسْجِ علاقات مع كل النُخب في الدولة المُضيفة من أحزاب وإعلاميين ومثقفين ونقابات ومؤسسات مجتمع مدني وووووو بهدف تطوير العلاقات بين البلدين ، وفي حال وجود أي توتر في العلاقة فمهمة الدبلوماسي السعي بكل ما يستطيع لإزالة هذا التوتر ، وإن أخفق في ذلك ،أو كان الأمر أكبر من أن يستطيع لعِبَ أيْ دورٍ إيجابيٍ به ، فعليه في هذه الحالة عدم صبِّ الزيت على النار ، على الأقل !.

 

 

 فالدبلوماسي تحكم علاقاته في البلد المضيف اتفاقات دولية وإن انتهك أيٍّ من بنودها فيمكن لسلطات البلد المضيف طرده حالا كشخص غير مرغوب به ، وهذا يعني ببساطة أن هذا الدبلوماسي فاشل ولا يعرف معنى وحدود مهمته ودوره كدبلوماسي !. لا يمكن للدبلوماسي أن يتعالى على سلطات البلد المضيف أو ينتقد مؤسساته، وعملها، أو يوجه اتهامات لمسئوليها ، فهكذا سلوكيات هي تجاوزٌ كاملٌ لدورِه كدبلوماسي وانتهاك سافر لكافة الاتفاقات والأعراف الدبلوماسية !! وهكذا دبلوماسي يُشكِّل عبئا على بلده ويسيء لها قبل أن يسيء لمهمته وللبلد المضيف !.
 


*ولذا على الجميع التفريق بين مهمة الدبلوماسي وبين سلوكيات السياسيين ومواقفهم وتصريحاتهم !! السياسيون عادة يصنعون قرارات الدول (وقد تكون جيدة وقد تكون سيئة)، ومهمة الدبلوماسيين هو التنفيذ ، فالدبلوماسي لا يصنع سياسة وإنما ينفِّذ سياسة وتعليمات، حتى لو ترأس أية مفاوضات بين حكومته وأي جانب آخر !.
 


*لقد شاهدنا كيف أن سوريين حرقوا سفاراتٍ لِبلدهم في وقتٍ ما رغم أنها مؤسسات دولة ، ويُفترض أن يكونوا الأحرص على سلامتها ، ولكنهم لم يميزوا بين عمل الدبلوماسي ، وهو عبارة عن موظّف ، وعمَل السياسي ، ويعتقدون أن كل دبلوماسي سياسي ومسئول عن أي قرار في بلده تتخذه السلطات السياسية !..
 


*الاعتداء على السفارات سلوك مرفوض مهما كانت الأسباب ، ويكفي للتعبير عن أي موقف الوقوف أمام أي سفارة على بعد خمسين مترا وترديد الهتافات ورفع الشعارات ، أمّا الهجوم على السفارة والاعتداء على طاقمها وتحطيم مكاتبها فهذا عمل أحمق وأخرق ومرفوض !.
 


*كنتُ في بروكسل أنظر من مكتبي إلى أتباع القوات اللبنانية وهم يقفون مقابل السفارة على الرصيف الثاني (في شارع روزفلت الشهير) كل فترة (طبعا بعد موافقة رسمية من قيادة الشرطة، يتمُّ بعدها إبلاغ السفارة عن موعد التظاهرة ومدتها) فيشتمون ويهتفون ويرفعون الشعارات ضد سورية ، وحولَهم الشرطة البلجيكية وحينما ينتهي الوقت المحدد يغادرون !!. أما الهجوم على السفارات واقتحامها وضرب أو قتل العاملين بها فهذا مرفوض بالكامل !!. وإن كان ولابدَّ من تفريغ الغضب فألا يُمكِن ذلك بضرب السفارة بالبندورة والبَيضْ؟ أم أن هذه المواد مرتفعة السعر بكل مكان كما في دمشق، حيث كيلو البندورة بـ 300 ليرة ، والبَيض أغلى وسعر السفط 700 ليرة !. والناس ليس بمقدورها شرائها للأكل ، فكيف إن كان لاستخدامها بالضرب !!.
 


*أحيانا اشعر بأنهم في إيران مساكين جدا ، إذ بمناسبة كل حَدَثْ سيء ، يُصرِّحون أن هذا يخدم الصهيونية وإسرائيل ، وبعد إعدام الشيخ النمر خرج من يُصرِّح أن هذا تحريض من أعداء الإسلام ويخدم الصهيونية وإسرائيل !!. وأقول أنهم مساكين لأنهم لم يُدركوا حتى اليوم أن الخطاب العدائي لإسرائيل لم يعُد يُحرِّك شعرة في رأس 90% من العرب ومن المسلمين ، وكأنهم لا يعرفون أن سفاراتها ومكاتبها التجارية والثقافية وبعثاتها الدبلوماسية موجودة على امتداد الساحة العربية تقريبا ، من المغرب وموريتانيا وتونس ومصر والأردن والإمارات وعُمان وقطَر والبحرين .... الخ !. وأن علاقات إسرائيل مع غالبية الدول الإسلامية من أروع ما يكون !!

 

 

وها هو أردوغان يُصرِّح بأن بلاده بحاجة لإسرائيل وإسرائيل بحاجة لبلاده !! وها هو الرئيس السيسي يُرسِل سفيره الجديد إلى إسرائيل ،، وأن غالبية الحكومات العربية لم تعُد تجد بإسرائيل أي عدو وأي خطر وإنما تجد ذلك بإيران ،، ولم نعُد نسمع عن مشروع صهيوني وإنما نسمع على مدار الساعة عن مشروع صفوي !!.وأن هذه الشعوب التي تراهن عليها إيران هي شعوبٌ جائعة بائسة يائسة مفجوعة محرومة منهوبة مدعوسة مُحتاجة تبحث عن لقمة العيش ، وهمُّها هو توفير لقمة الخبز وفرصة عمل أولا وثانيا وثالثا وووو ...
 


*ها هو الشعب الفلسطيني يتعرّض كل يوم للقتل من الإسرائيلي ، أطفالا ونساء وشيوخا ، فهل خرجت مظاهرة واحدة في بلدٍ عربي للتضامن مع شعب فلسطين !. بل هل يستمعون لنشرات الأخبار إن تحدّثت عن جرائم الإسرائيلي بحق شعب فلسطين !!. طبعا الجميع سيقول أنه بعواطفه ومشاعره هو مع شعب فلسطين ، ولكن رحِم الله الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات حينما قال للمتعاطفين : (نريد سيوفكم وليس بركاتكم) !!.
 


*كلٍّ من السعودية وإيران تقول أنها تطبق الشريعة الإسلامية ، والسعودية استندت على آيات من القرآن وأحاديث نبوية في عملية إعدام الشيخ النمر وكأنها تؤكِّد للعالم أن الدين الإسلامي هو بالفعل دين قتلٍ وعنف!. صحيح أن الإسلام أجاز القتل أو الإعدام ولكن هذا له شروط قاسية ويجب أن يكون في ظلِّ حكامٍ عادلين وليس حكام يستخدمون الإسلام كذريعة للترهيب والتخويف وكم الأفواه والمصالح الخاصة وتخدير البشر !. حينما يرفع الحاكم الإسلامي شعار عمر بن الخطاب (ر) : متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا ؟؟

 

 

ويطبقون قوله : لو عرجَتْ شاة على ضفاف الفرات لسُئِلَ عنها عُمَر ،، وحينما يتمثلون قول أبي بكرٍ الصديق (ر) لو رأيتم فيَّ اعوجاجا فقوِّموه .. وحينما يعُون ويُدركون معنى كلام الإمام عليِّ (ر) لو كان الفقر رجُلا لقتلته بسيفي هذا ... حينما يوجد هكذا حُكاما مسلمين يطبقون العدالة على الجميع وتسودها حرية التعبير ضد الحاكم ، ولا يوجد بها فقرا وحاجة وحرمانا ولا ظلما كما أمر الرسول وخلفائه ، فحينها فقط يمكن لهكذا حاكم أن يُصدِر أحكام إعدام . أما أن تكون الأحكام سياسية فهذا لا شأن له بالإسلام وإنما هو إساءة للإسلام !.
 


*لقد اتهموا الشيخ النمر بإثارة النعرات الطائفية ، وهذا أمرٌ عجيب ، فالمناهج الدراسية السعودية تُدرِّس الطلاب أن الشيعة كُفّارا ودمائهم مُحلّلة ، هُم وكل من حلّلَ ابن تيمية دمائهم وهؤلاء مُحدّدين في فتاويه التكفيرية الشهيرة !!. حتى الطلاب الشيعة عليهم أن يدرسوا في مناطقهم الشرقية بالمملكة ذات المناهج التي تقول عنهم أنهم كفّارا !. فألا يعني ذلك أننا أمام دولة طائفية بالكامل !.
 


*السعودية تتهم إيران بتهميش السنّة ، وايران تتهم السعودية بتهميش الشيعة ، وحلْها إذا بتْحلها !. ويا ليت السعودية وإيران تبتعدان عن السنّة وعن الشيعة من لبنان وحتى اليمن وأعتقد سيكون حينها السنّة والشيعة بخيرٍ !.
 


*يا عرب ، يا مسلمين : لا خيار لخلاصكم إلا بدولٍ ديمقراطية مدنية (أو عَلمانية لا فرق) ، يتساوى بداخلها الجميع على أساس الموَاطنة دون تمييز لأي سببٍ كان ،، وتعددية حزبية وسياسية ، وأنظمة برلمانية ، وتداوُل على السلطة من خلال صناديق الاقتراع وانتخابات ديمقراطية نزيهة شفافة يشهد عليها العالم !! وطالما أنكم لم تستفيدوا حتى اليوم من تجارب ألف وثلاثمائة عام من قيام دولٍ إسلامية أثبتت فشلها ، وأنها لم تكُن حلّا لمشاكل شعوبها ، وسادها كل أشكال التمييز والقتل ، فمتى ستستفيدون وتتعلمون !!.

 

 

 الإسلام دين عبادة وعلاقة بين الفرد والخالق وليس نظامَ دولٍ ، تعلّموا من أوروبا كيف تغلّبت على كل حروبها وأوجاعها بعد أن اعتمدت العَلمانية (يعني الدساتير المدنية) وفصلت رسالة الدين الروحية السماوية عن سلطة الدولة الأرضية وقوانينها وأنظمتها !! فمن حقك أن تعبد من تشاء وكيفما تشاء ، ولكن ليس من حقك أن تحكمني كيفما تشاء !! على الجميع أن يعي هذه المعادَلَة ..





https://www.facebook.com/you.write.syrianews/?fref=ts
 



Contact
| إرسال مساهمتك | نموذج الاتصال
[email protected] | © 2022 syria.news All Rights Reserved