موت وطن.. من ملكية اهله.. الى ملكية "الاصدقاء"..

مضى على الاشارة التي التقطناها تقريبا اربعة اشهر، عندما خرج عضو مجلس شعب معروف بانه واحد من ازلام عائلة الاسد وطرح افكارا اكبر منه تتعلق بقضايا وجدناها خطيرة في ذاك الوقت..

بالفعل اليوم بدأت بشكل متسارع تظهر خطوات في هذا الاتجاه.

---

شاهد التقرير على اليوتيوب .. اضغط هنا

---

اعلان عن طرح الشركة الخماسية مع عدد اخر من الشركات للاستثمار يسدل الستار على حياة هذه الشركة التي كانت دورة حياتها تمثل دورة حياة دولة سورية الوليدة..

الشركة التي تأسست من قبل خمسة صناعيين سوريين في نهاية الخمسينيات وكانت رائدة في مجال الصناعة النسيجية في كل المنطقة ونجحت في ان تكون نموذجا مشرفا لسوريا وسفيرا مشرفا لها في كل انحاء العالم.

تم تأميمها من قبل جمال عبد الناصر خلال فترة الوحدة مع مصر وقبيل الانفصال باشهر قليلة وتحول عدد من ملاكها الى عاملين فيها وتحولت ملكيتها الى القطاع العام واصيبت بامراضه الكثيرة الى ان وصلنا الى اليوم حيث تسلم الى ملاك من "الاصدقاء" المستثمرين كما ورد في الخبر.

وفي تفاصيل الخبر الوارد على سانا في هذا الخصوص معظم المطروح للاستثمار طويل الامد هي معامل وشركات مدمرة وما هو معروض استثمار اراضيها.. اي تسليمها للاصدقاء الايرانيين مباشرة او عبر شركاء سوريين يلعبون دور الواجهة في هذا الخصوص.

تزامن هذا الموضوع مع ترخيص اول منطقة تطوير عقاري في منطقة المزة في دمشق التي تحظى ايضا باهتمام الاصدقاء الايرانيين، تابعة لشركة "اميسا سيتي" التي لديها استثمارات عقارية ايضا في حمص، وبحسب الكثير من المتابعين والباحثين الاقتصاديين يرتبط اصحابها مباشرة بشركات ايرانية.

بكل الاحوال اليوم لا نستطيع مع الاسف نحن الشعب السوري ان نثبت شيء او ان ننفي شيء، كما ذكرت في اكثر من مرة قد نزعت من ايدينا كل وسائل الدفاع عن انفسنا نحن اليوم رهينة بايدي نظام متهالك همه الوحيد تحقيق المكاسب.

حيث لا يوجد سلطة فعلية لمجلس الشعب ولا للجهات الرقابية والبلد تحول الى مزرعة حقيقية ملك لعائلة حاكمة تصنع بارضه ما تشاء.

فنحن لا نعرف تفاصيل حصول شركة اماسيا على امتياز التطوير العقاري في المنطقة ولماذا هي بالذات، ولن يكون لدينا ادنى فكرة من سيشتري عن طريق الاستثمار طويل الامد الشركات المطروحة التابعة للقطاع العام ولماذا يتم اعطاء الاستثمار لهذه الشركات وهل الصفقة عادلة تحقق مكاسب لـ "الدولة" وبالتالي تصب في دعم الخزينة وتحسين احوال الناس..

حقيقة نعيش مثل عبيد في هذه المزرعة خطط لنا لكي نلتهي وفقط بالركض وراء تحقيق الكفاية والظفر في اخر النهار برغيف الخبز.

الحقيقة يمكن التأكيد اليوم بان ما يجري عملية بيع علنية لكل ما هو على ارض سوريا، العقارات، المعامل، القطاعات والبشر.. يخطئ من يحسب انه عملية تحول اقتصادي او خصخصة..

عملية الخصصة عملية معقدة ولها شروط وهي تستلزم وجود كثير من المؤشرات الايجابية في الاداء الاقتصادي لانجازها وامتلاك القدرة على تحمل تبعاتها..

هذه ليست عملية خصخصة وليست عملية لبرلة للاقتصاد، العناوين التي يستخدمها النظام من تحت الطاولة لكسب تأييد بعض رجال الاعمال، الذين يأملون في ان يستعيدوا دورهم الذي كان في الخمسينيات..

هي عملية بيع.. ما تم الاسيتلاء عليه من الحجر والبشر خلال العقود الماضية اليوم يتم بيعه.. للغير.. لاصحاب جدد للارض..

طالما تعاملت بعض الشعوب بساذجة وحسن نية مع خطوات من هذا النوع، شعوب قريبة منا وعلى حدودنا وكان مصيرها ان فقدت كل شيء.. وشردت في اراض الله الواسعة.. واعتقد باننا على ذات الطريق..

نضال معلوف

 

.