هل "ينكّد" عليك صداع "الشقيقة" حياتك.. استمع ماذا يقدم لك الاختصاصيون من نصائح؟

21.12.2019 | 19:01

عادة ما يطلق على الصداع الشديد المتكرر اسم "الشقيقة"، والمصاب بهذا النوع من الصداع يقوم بالتعايش معه وفق ما يتناقله الناس من طرق وعلاجات تخفف من حدة الالم وتساعد على تجاوز النوبات التي تكون احيانا من الشدة بحيث تعطل الانسان عن القيام بمهامه..

 

وهنا يمكن ان نطرح مجموعة من الاسئلة حول هذا المرض الشائع، هل كل صداع هو شقيقة؟ هل كل صداع مصاحب للشقيقة هو صداع شديد؟ هل يمكن ان نخفف من صداع الشقيقة؟ ما هي طرق الوقاية؟ كيف نتعامل مع النوبة في حال حدثت؟

هذه الاسئلة نطرحها على الدكتورة الاختصاصية في امراض المخ والاعصاب منال فحام، في محاولة لإيجاد اجوبة تساهم في التخفيف اعراض هذا المرض الشائع:

 

ما هي الشقيقة؟

- الشقيقة هو مرض عصبي يأتي على شكل نوبات متكررة غير منتظمة، من احد اعراضها الصداع وهو ليس دائما نصفي، فقد يأخذ الصداع مقدمة الرأس وقد يبدأ من العنق، قد يكون احادي الجانب او ثنائي الجانب..، ولكن اهم ما يميزه هو الشعور النابض وضغط يتحول الى ألم، وهو يبدأ بنقطة محددة بالرأس وينتشر على شكل موجة.. ويمكن ان يأتي مرة واحدة ويمكن ان يتكرر كل شهر او مرة في السنة ومن الممكن ان يأتي كل يومين وحتى في بعض الحالات يمكن ان يعيش المريض داخل نوبة صداع طويلة..

 

الاعراض

لماذا للشقيقة هذا "الصيت "السيء؟

- لانها تعرف بأعراضها السيئة واهمها الصداع الشديد، ويجب ان نعلم بانه ليس كل أعراض الشقيقة صداع، فقد يصاحبها  خفقان في القلب، آلام في المعدة، شعور بالغثيان، بالامتلاء، التدهور بالوعي والتركيز والانتباه، فقدان القدرة على التفكير والتخطيط وعلى انجاز الاعمال اليومية بحيث يصبح الفرد غير قادر على متابعة العمل او الدراسة، وقد تصل شدة الاعراض في حالات نادرة الى عدم القدرة على فهم الكلام او النطق..

 

ما هي افضل طريقة لتخفيف من آلام  الشقيقة؟

- يسبق نوبة الشقيقة ما يمكن ان نسميه بـ "العرض المخبر" هذا العرض في حال تم الانتباه اليه واتخاذ بعض الاجراءات قبل الدخول في النوبة، يمكن ان نخفف كثيرا من الاعراض الشديدة التي تصاحب الشقيقة وخاصة الصداع، وقد يكون "العرض المخبر" عيني او سمعي، حسي مثل الدوار او اهتزاز.. أية اعراض قد تصيب الحواس الخمسة، ويمكن ان تأتي بعيدة عن الرأس كوخز او تنميل في اليد او الساق..

ومن المهم ان نبدأ بالمعالجة عند الشعور بهذه الاعراض وقبل ان تبدأ نوبة الصداع..

 

كيف يتم تحديد هذه الاعراض.. ما هي الطريقة؟

تحديد الاعراض المخبرة يتم عن طريق المراقبة، يجب على المريض ان يراقب نفسه ويحدد تلك الاعراض التي تسبق نوبة الصداع ويدونها، ايضا ننصح بان يراقب كل الاشياء التي تثير النوبة والزمن الذي تتكرر فيه، هل يتعلق الامر بالطعام، بشرب الماء، بالاصوات المزعجة، الاضواء الروائح، الجوع.. التوتر الضغوط..؟

عملية المراقبة هذه وشرح كل هذه المعطيات للطبيب ستكون ذات فائدة كبيرة للتخفيف من حدة الآلام المصاحبة لنوبات الشقيقة.

 

اذا معالجة الشقيقة بحاجة لاشراف الطبيب..؟

بالطبع خاصة في حالات الآلام الشديدة والنوبات المتكررة التي تؤدي في النهاية الى تعطيل الانسان عن القيام بواجباته او مهامه اليومية..

مراقبة كل العوامل التي ذكرتها تساعد الانسان نفسه ايضا بشكل تلقائي على ترتيب حياته والاستماع الى جسده والابتعاد عن ما يمكن ان يثير النوبة عنده..

 

ماذا يفعل المريض بعد ان ينجح بتحديد "العرض المخبر"؟

كما ذكرت الانتباه للعرض المخبر امر في غاية الاهمية لان الصداع المصاحب للشقيقة مثل القطار عندما يخرج من المحطة لا يمكن ان نوقفه، لذلك عندما ننتبه للعرض المخبر يجب ان نتناول الادوية الخاصة التي وصفها الطبيب، لانها في ذاك الوقت تعطي نتائج فضلى وتخفف كثيرا من شدة الصداع..

 

مرة اخرى اذا يجب ان يقوم الطبيب بتحديد طريقة العلاج؟

نعم، ومرة اخرى لهؤلاء الذين تكون اعراض الشقيقة عندهم شديدة ومعطّلة، اما الذين يعانون من اعراض متوسطة او خفيفة لا تتسبب في تعطيل حياتهم يمكن ان يتناولوا عند الاحساس بالعرض المخبر مسكنات الام الصداع المعروفة مثل البنادول (البارسيتامول) ويمكن ان نوصي بشرب لتران من الماء خلال اليوم بحيث يتحول لون البول الى الابيض، وايضا قد يكون تناول بعض الشوكولا الداكنة او شرب فنجان قهوة عند الانتباه الى العرض المخبر عاملا مخففا من شدة النوبة..

 

الوقاية

اذا اردنا ان نتحدث عن الوقاية.. ماذا ننصح مرضى الشقيقة بهذا الخصوص؟

الحقيقة بان العامل الوراثي او القصة العائلية تلعب دورا كبيرا في هذا الموضوع، ويجب ان ابين بان تشخيص الشقيقة اساسا يتم من خلال الفحص السريري والاستماع للمريض بدقة واجراء الفحوصات في هذا الصدد يكون لنفي اي اسباب اخرى للاعراض..

ولذلك يمكن القول باننا لا نملك حتى اليوم تقديم الشفاء الكامل ولكننا نستطيع التخفيف من تكرار النوبة وشدتها وتحسين حياة المريض بدرجة كبيرة.

 

اذا لا يمكن فعل شيء الا من خلال تحديد الاعراض الاولية او "العرض المخبر"؟

هذا اساسي ولكن هناك توصيات اخرى تعتمد على ما تكلمنا عنه سابقا وهو مراقبة المريض لنمط حياته والابتعاد عن المثيرات، من المهم ان يتعلم مصاب الشقيقة بان يستمع الى جسده، فالجسد يبدا باطلاق جرس الانذار من خلال بعض الاعراض الخفيفة ويقوم بتشديد هذه الاعراض في حال تجاهل المريض الاشارات الاولية.. لذلك نجد ان هناك مرضى تشتد عليهم الاعراض لتصل الى حد الاغماء..

فالوقاية من هذا المرض بشكل اساسي تعتمد على تجنب المثيرات وتغيير نمط الحياة وتوفير الراحة للجسد وتنظيم اوقات النوم في الليل وتحديد النقاط التي تزعج جسدنا وتحيّد هذه النقاط..

واهم دور للطبيب في هذه الحالة تثقيف المريض وشرح كيفية التعامل مع المرض، لانه عادة هو مرض ملازم، ويمتص الطاقة الايجابية للانسان، لذلك يجب ان يتعلم كيف يتعايش معه ويخفف قدر الامكان من اثاره السلبية..

وهنا ايضا يجب ان نشير الى دور العلاجات الوقائية في الحد من تكرار النوبات، حيث هناك مجموعات دوائية متعددة يمكن اختيارها حسب وضع كل مريض، عمره، الامراض الاخرى التي يعاني منها.. يتم وصف الادوية المناسبة للمريض تحت متابعة الطبيب المعالج لتحديد مدى الاستجابة.

 

وماذا عن العوامل النفسية ؟

العوامل النفسية دائما وفي كل الامراض تشدد من الاعراض وتزيد من الالم، الضغوط التوتر، نمط الحياة السريعة غير الواعية التي تستنزف طاقة الجسد ولا تترك له مجالا للراحة والهدوء كلها عوامل تؤثر سلبيا بشكل كبير واذا اردت الحقيقة فان مريض الشقيقة اكثر من يتأثر بالعوامل النفسية لانه معروف بحساسيته العالية ان كان من ناحية الحواس او حتى من خلال ميله للمثالية، فهو دقيق الملاحظة ولديه حس عال بتحمل المسؤولية.. لذلك تجده يضع نفسه تحت ضغط اعلى من غيره

ولهذا كله على المصابون بالشقيقة ان يهتموا بمعالجة الضغوط، تحديد الاوليات وتنظيم جدول للمهام وتفويض المهام.. فهذا يخفف من الضغوط ويخفض التوتر..

 

اخيرا.. ان وقع المحظور ودخل المريض في نوبة الصداع..

كما اشرت سابقا، في حال انتبه المريض الى العرض المخبر واتخذ الاجراءات الموصى بها فانه سيخفف من الام الصداع كثيرا، والا فان المريض لا شك بانه سيعاني حتى نهاية النوبة، وفي هذه الحالة عادة لا تكون الادوية الفموية ذات تأثير فعال، وقد نضطر الى استخدام التحاميل او الابر للتخفيف من الالم..

لذلك مرة اخرى اشدد على ان انتباه المريض لحالته والاهتمام بتحديد الاعراض واخذ الدواء والابتعاد عن المثيرات في الوقت المناسب هو اساس التخفيف من اعراض هذا المرض..

 

 

سيريانيوز


TAG: