الأخبار المحلية

الأسد: المحادثات بين السوريين لم تبدأ بعد.. ولا يوجد حوار مع واشنطن لكن هناك "قنوات خلفية"

01.07.2016 | 12:25

قال الرئيس بشار الأسد، إن بوادر نهاية الأزمة "تلوح في الأفق"، معتبراً الحل واضح جداً وبسيط، ومع ذلك "مستحيلاً" وان المحادثات بين السوريين لم تبدأ بعد, واصفا التقارير عن قتال بين الجيش النظامي و"حزب الله" بانها "غير صحيحة".

وأضاف الأسد في حديث مع قناة SBS الاسترالية، نشر يوم الجمعة، إن "بوادر نهاية الازمة السورية تلوح في الافق والحل واضح وبسيط ومع ذلك مستحيل, مشيرا الى ان "وضوح الحل يتمثل في كيفية إجراء حوار بين السوريين حول العملية السياسية، لكن في الوقت نفسه محاربة الإرهاب والإرهابيين في سوريا، حيث لا يمكن التوصل إلى أي حل حقيقي دون محاربة الإرهاب".

وتابع الأسد يعتبر ذلك مستحيل ايضا,  "لأن الدول التي تدعم أولئك الإرهابيين سواء كانت غربية أو إقليمية مثل تركيا والسعودية وقطر لا تريد التوقف عن إرسال جميع أنواع الدعم لأولئك الإرهابيين، وبالتالي فإذا بدأنا بوقف كل هذا الدعم اللوجستي وذهاب السوريين إلى الحوار والنقاش حول الدستور ومستقبل سوريا والنظام السياسي فإن الحل قريب جدا وليس بعيد المنال".

وفيما يخص العمليات في الرقة وان كان هناك ثمة سباق للسيطرة عليها، قال الأسد إن "ما يحدث ليس سباقا، والرقة بأهمية حلب ودمشق وأي مدينة أخرى، موضحاً إن خطر تلك المجموعات الإرهابية لا يتمثل بالأرض التي يحتلونها لأن هذه ليست حربا تقليدية، بل بمدى تمكنهم من زرع أيديولوجيتهم في عقول سكان المنطقة التي يوجدون فيها، أما التعبئة العقائدية فهي الأمر الأكثر خطورة".

وأكد الأسد أن "الوصول إلى الرقة ليس صعبا جدا من الناحية العسكرية، المسألة مسألة وقت، ونحن ماضون في ذلك الاتجاه".

ونوه الرئيس الاسد إلى أنه "عند الحديث عن الحرب، فالسؤال المهم هو ما يستطيع الطرف الآخر أو "العدو" فعله، وذلك يرتبط مباشرة بما تقوم به تركيا وخصوصا أردوغان في دعم تلك المجموعات لأن هذا هو ما يحدث منذ البداية", مؤكدا إنه "لولا دعم تركيا لكان يمكن الوصول إلى تلك المنطقة خلال أسابيع أو أشهر قليلة".

ويتهم النظام دولاً مثل تركيا وقطر والسعودية بتقديم الدعم المادي والعسكري لمقاتلي المعارضة، وتقويض الجهود الرامية إلى حقن دماء الشعب السوري وإفشال محادثات جنيف وترتيبات التهدئة واتفاق وقف الأعمال القتالية في سوريا.

وفيما يخص تقارير عن قتال بين الجيش النظامي و"حزب الله", قال الرئيس الاسد " ليس هناك أي قتال.. إنهم يدعمون الجيش السوري.. إنهم لا يحاربون ضد الجيش السوري بل إلى جانبه .. الجيش السوري وحزب الله وبدعم من القوات الجوية الروسية نحن نحارب ضد جميع المجموعات المسلحة سواء كانت (داعش) أو (النصرة) أو المجموعات الأخرى المرتبطة بالقاعدة والمرتبطة بشكل آلي بـ(النصرة) و(داعش), مشيرا الى ان تلك التقارير ليست صحيحة".

وسبق لـ"حزب الله" أن نفى ما قالته مصادر معارضة مؤخراً، حول نشوب خلافاً بين قوات "النظامي" من جهة، وعناصر تابعين للحزب من جهة أخرى، أدى لقصف متبادل بين الطرفين، وأوقع خسائر في مناطق بريف حلب الشمالي. موضحة أن السبب الأساسي هو "الهدنة" الأخيرة التي تم الإعلان عنها في حلب ورفضها الحزب.

وعن اقامة حوار مباشر او غير مباشر مع واشنطن, قال الرئيس بشار الأسد انه "ليس هناك أي حوار على الإطلاق, لكن يمكن القول إن هناك حوارا غير مباشر من خلال قنوات مختلفة.. لكن إذا سألتهم سينكرون ونحن سننكر.. لكن في الواقع إن القنوات الخلفية موجودة".

وعن المقصود بالقنوات الخلفية, قال الاسد "لنقل إن هناك رجال أعمال يسافرون ويتنقلون حول العالم ويلتقون مسؤولين في الولايات المتحدة وأوروبا ويحاولون نقل رسائل معينة.. لكن ليس هناك شيء جاد لأننا لا نعتقد أن الإدارة الأمريكية جادة بشأن حل المشكلة في سورية".

وفيما يخص محادثات جنيف لحل الازمة، قال الأسد اننا "ندعم الحوار مع كل الأطراف في سوريا"، لافتاً الى ان "هذه المحادثات لم تبدأ بعد وليست هناك محادثات سورية سورية حتى الآن، فذلك يتطلب وجود منهجية معينة لم تتشكل حتى الآن".

وأوضح الأسد إن "ما حصل هو مفاوضات مع الميسر أي دي مستورا".

وانتهت في 24 نيسان الماضي الجولة الأخيرة من مفاوضات السلام السورية في جنيف، التي استمرت لحوالي 14 يوماً، وشهدت انسحاب وفد الهيئة المعارضة التفاوضي،  وانتهت بإصدار دي ميستورا لوثيقة تقول أن خلافات كبيرة تبقى بين الجانبين في رؤيتهما لانتقال سياسي لكنهما يتشاركان "قواسم مشتركة" بما في ذلك الرأي بأن "الإدارة الانتقالية قد تشمل أعضاء من الحكومة الحالية والمعارضة ومستقلين وآخرين".

وعن تصنيفه للمعارضة والإرهاب، قال الأسد ان "المعارضة التي تتبنى وسائل سياسية ليست إرهابية بالتأكيد، لكن حالما تحمل السلاح وتستخدمه تصبح إرهابية", معتبرا إن "المعارضة ينبغي أن تكون سورية، لا تعمل بالوكالة وبالنيابة عن دول أخرى مثل السعودية أو أي بلد آخر".

وحول تقارير "اللجنة الدولية للعدالة والمساءلة" عن استخدام النظام التعذيب والقتل بنطاق واسع، وصف الأسد التقرير بأنه لا يتمتع بالمصداقية وممول من قطر لتشويه سمعة الحكومة السورية.

فيما يخص مهاجمة المستشفيات أو المدنيين، طرح الأسد تساؤلاً حول سبب ذلك إن كان يحصل فعلاً؟.. مؤكداً إنها بيانات كاذبة ولا مصداقية لها على الإطلاق.

وأشار الأسد إلى "استمرار ارسال اللقاحات إلى تلك المناطق الواقعة تحت سيطرة الإرهابيين"، في إشارة منه لتناقض البيانات.

وعما إذا كان يعتبر مذكرة نحو 50 ديبلوماسي أمريكي تدعو لعملية عسكرية في سوريا ضد النظام مثيرة للمخاوف، نفى الأسد قدرة تلك المذكرة على إثارة المخاوف، مبرراً ذلك بأن دعاة الحرب موجودون في كل إدارة أمريكية.

وفند الأسد فروقات الأفعال مع ثبات السياسة بين الإدارات الأمريكية المتتالية، بقوله "الفرق بين هذه الإدارة والإدارات التي سبقتها، بأن إدارة بوش مثلا أرسلت قواتها، أما هذه الإدارة فترسل المرتزقة، وتتغاضى عما فعلته السعودية وتركيا وقطر منذ بداية الأزمة.. إذا فالسياسة هي نفسها".

وكان  البيت الأبيض اعتبر الدعوة إلى إطلاق عملية عسكرية ضد القوات النظامية في سوريا التي وجهتها مجموعة من الدبلوماسيين الأمريكيين إلى الرئيس باراك أوباما "طريقا زلقا".

وعن السياسات الغربية تجاه سوريا، قال الأسد إن "معظم المسؤولين الغربيين يكررون فقط ما تريد الولايات المتحدة منهم قوله".

وتابع ردا على سؤال حول التناقض بين تصريحات المسؤولين الأستراليين والموقف الرسمي الأسترالي تجاه سورية "هذه في الواقع هي المعايير المزدوجة للغرب بشكل عام".

واعتبر  "إنهم يهاجموننا سياسيا ومن ثم يرسلون لنا مسؤوليهم للتعامل معنا من تحت الطاولة، خصوصاً مسؤوليهم الأمنيين، بما في ذلك حكومتكم.. جميعهم يفعل هذا.. هم لا يريدون إزعاج الولايات المتحدة في الواقع".

وفي ختام المقابلة، تمنى الأسد أن يذكره التاريخ كـ"شخص أنقذ بلده من الإرهابيين والتدخل الأجنبي".

يشار إلى أن آخر مقابلة أجراها الرئيس الأسد، كانت مع وكالة "سبوتنيك" الروسية، والتي تم نشرها على أجزاء نهاية شهر آذار الماضي.

سيريانيوز