قناة اليوتيوب
قصة "الجن" في "زقاق الجن" في دمشق..
كان حي شهير يقع في وسط بساتين الغوطة قبل ان يداهم سرطان العمران الاسمنتي المدينة ، "زقاق الجن" الذي كان يخيف الدمشقيين ما قصته..
هذا التسجيل يأتي ضمن سلسلة التراث التي في بعض حلقاتها اسلط الضوء على بعض الحكايات والاساطير التي كانت شائعة بين اهالي المنطقة، واليوم سنتكلم عن احداها.
لمشاهدة التقرير على قناة اليوتيوب .. اضغط هنا
زقاق الجن بقي الى خمسينيات القرن الماضي كما كثير من المناطق منطقة خضراء بين البساتين في غوطة دمشق الغناء، وذكر في اكثر من مناسبة في قصص وروايات اهلها وكتابها.
ساعتمد اليوم قصة هذا الحي مما ذكر الكاتب والسيناريست خيري الذهبي في كتابه "الجنة المفقودة" عن سبب تسمية هذه المنطقة باسم زقاق الجن.
يقول خيري الذهبي بان اهل دمشق بداية لم يكن لديهم اي تخوف من الجان بل يصفهم على لسان عجوز في روايته، بانهم كانوا لطفاء وانهم يقيمون بينهم، اي بين الانس، وفي الليل يمكن ان نسمع رقصهم وغناءهم مشيتهم واحاديثهم..
ولكن الذي حصل بان جني احب جنية وتقدم لها فرفضته وفعل اهلها ذات الشيء عندما تقدم لهم.
وعندما تابعها وجد انها تحب شابا من الانس وتحاول ان تتلبسه وتنجب الاولاد منه فجن جنونه ووقف على مدخل الزقاق يرجم بالحجارة كل من يحاول ان يدخل اليه ويصرخ في وجهه..
يكمل كاتب الرواية القصة فيقول ولكن في يوم من الايام عادت الجنية الى الجني متأذية مصابة بحروق وروت له بان الانس اخرجوها من جسد الشاب بمساعدة شيخ وعندما رأوها رموها بالجمر فاحترق جزء من وجهها..
لم يتخل عنها الجني المحب واخذها وعاشا في اخر الزقاق بعيدا عن اعين الانس والجن وبات يلجأ الى مكان وجودهما كل المخلوقات والحيوانات والطيور التي لا تتحمل قسوة البشر.
هناك روايات اخرى حول التسمية بالطبع وهي تأتي في اطار التفسير العلمي التي يرجع الاصوات التي كانت تسمع فيها الى الرياح او الى الصدى.. ولكن هذه القصة كانت اكثر قصة طريفة ومتماسكة..
طبعا سوف اتكلم عن الرواية في تسجيل منفصل، واذا تجاوزنا من كتب عن الشام قديما ووصلنا الى الكتاب المعاصرين والذهبي واحد منهم فاننا سنلمس في رواياتهم نعيا للمدينة وحسرة على ماضيها..
واكثر ما يثير الحزن القضاء على غوطتها في الخمسين عاما الاخيرة والاجهاز على كل عرق اخضر فيها تقريبا بعد ان غزاها الفساد والطمع الذي قطع هذا الجسد الجميل قطعة قطعة وباعه بابخس الاثمان لتنبت هذه الابنية القبيحة العشوائية..
زقاق الجن اليوم اصبح منطقة صناعية لتصليح السيارات فيه الورش ومحلات بيع قطع التبديل..
ولا اعتقد بان انسا او جنيا بات يستطيع العيش فيه!