الاخبار السياسية

 بعد اعدام 47 شخصا في السعودية.. الزعبي: تنفيذ الحكم "جريمة موصوفة واغتيال للحريات وحقوق الإنسان"

صورة أرشيفية لنمر النمر

02.01.2016 | 20:57

الاتحاد الأوروبي يندد بإعدام السعودية لنمر النمر .. والخامنئي يقول أن "الصحوة لا يمكن قمعها".. وسياسيون عراقيون يدعون لقطع العلاقات مع السعودية

اعتبر وزير الاعلام عمران الزعبي في تعليقه على تنفيذ حكم الإعدام بحق 47 موقوفاً في السعودية إن ”الإعدام جريمة موصوفة واغتيال للحريات وحقوق الإنسان وانعكاس لسياسة نظام آل سعود الموتور والمرتبك“

وأضاف الزعبي في تصريحات نقلتها وسائل إعلام "هذه الجريمة لم يسبق لدولة أن ارتكبتها بحق شعبها وستبقى أرواح 47 إنسانا ترعب هذا النظام وتقض قصور المضاجع ".

وبدوره, أدان المرشد الإيراني علي الخامنئي اعدام رجل الدين الشيعي نمر النمر, قائلاً على حسابه بموقع التدوين المصغر "تويتر" إن بجواره صورة للنمر "الصحوة لا يمكن قمعها", مقارناً بصورة بين السعودية وتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في إشارة إلى أن الجانبين يقومان بعمليات إعدام.

واستدعت إيران القائم بالأعمال السعودي في طهران, يوم السبت, للاحتجاج على إعدام رجل الدين الشيعي البارز نمر النمر.

ودان المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية حسين جابر انصاري ، اعدام النمر واعتبره ”مؤشرا لعمق عدم الحكمة واللاشعور بالمسؤولية لدى النظام السعودي“، مشيرا إلى ان "الرياض ستدفع ثمنا باهظا لهذا الاجراء الذي اقدمت عليه".

وكانت الخارجية الإيرانية حذرت سابقا من أن إعدام النمر "سيكلف السعودية الكثير".

وقال المتحدث باسم لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني حسين نقوي أن العالم الإسلامي ستكون له ردود فعل قوية تجاه هذه الخطوة السعودية.

وطالب عضو مجلس خبراء القيادة في إيران أحمد خاتمي، منظمة التعاون الإسلامي باتخاذ موقف واضح وحاسم من إعدام النمر. كما وصف إعدامه بأنه "جريمة شنيعة وستكون محركا يشعل حركة مقدسة ضد النظام في السعودية".

وحذر الاتحاد الأوروبي على لسان مسؤولة السياسة الخارجية فيدريكا موغيريني, يوم السبت, من أن اعدام السعودية لنمر النمر يهدد "بعواقب وخيمة" من خلال اثارة المزيد من التوتر الطائفي في المنطقة.

وأعربت مورغيريني عن معارضة الاتحاد الأوروبي لعقوبة الاعدام وعمليات الاعدام الجماعي على نحو خاص إن قضية النمر أثارت قلقا خطيرا بشأن حرية التعبير واحترام الحقوق المدنية والسياسية الاساسية في السعودية.

وأضافت موغيريني إن "هذه القضية تشير ايضا إلى احتمال اثارة المزيد من التوتر الطائفي الذي الحق بالفعل اضرارا كثيرة بالمنطقة بأسرها مع عواقب وخيمة", داعيةً السعودية على تعزيز المصالحة بين الطوائف المختلفة في البلاد.

وبدوره وصف المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان إعدام النمر بأنه "خطأ فادح" واعتبره حزب الله اللبناني "اغتيالا".

أما "حزب الله" اللبناني, قال في بيان له أن النمر "طالب بالحقوق المهدورة لأبناء شعب مظلوم".

وأضاف البيان أن السلطات السعودية قامت "بوضعهم مع مجموعات من العصابات الإرهابية التي روّعت الآمنين وارتكبت الجرائم بحق المدنيين وذلك في محاولة لخلط نصاعة حق الشيخ النمر ورفاقه بإجرام باطل الإرهابيين

وتظاهر عدد من أبناء الطائفة الشيعية في المنطقة الشرقية بالسعودية أمام منزل النمر في القطيف وردد المحتجون "يسقط آل سعود" بينما تجمع عشرات في مملكة البحرين احتجاجا على تنفيذ الحكم.

وندد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بإعدام النمر بعد أن دعا أعضاء بالبرلمان في العراق الحكومة لقطع العلاقات مع السعودية بعد يوم واحد من إعادة فتح سفارة المملكة في بغداد التي ظلت مغلقة منذ 1990.  

كما قال رجل الدين الشيعي البارز مقتدى الصدر في بيان "أهيب بالحكومة الإحجام عن فتح السفارة السعودية في عراقنا الحبيب فليس للظالم مكان بيننا", داعياً في بيان لمظاهرات غاضبة في العراق وفي منطقة الخليج للاحتجاج على إعدام النمر.

واعتبرت "جماعة الحوثيين" في اليمن أن محاكمة النمر كانت "صورية", كما تظاهر في الهند مئات الشيعة بولاية كشمير الشمالية ذات الأغلبية المسلمة وقال أحد منظمي الاحتجاج إن الاتهامات ضد النمر "لا أساس لها".

بعد ردود الأفعال الإيرانية, استدعت السعودية, السفير الإيراني في الرياض وسلمته مذكرة احتجاج على تصريحات "عدوانية" بعد إعدام العشرات في المملكة بينهم رجل الدين الشيعي نمر النمر.

وقالت وكالة الأنباء السعودية (واس) أن وزارة الخارجية عبرت عن "استهجان المملكة ورفضها القاطع لهذه التصريحات العدوانية التي تعتبرها تدخلا سافرا في شؤون المملكة, مضيفةً أن الخارجية حملت الحكومة الإيرانية مسؤولية حماية السفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مدينة مشهد.

وأعلنت وزارة الداخلية السعودية في وقت سابق يوم السبت, تنفيذ حكم الاعدام بحق النمر ولاثة أشخاص آخرين من الطائفة الشيعية وعشرات ممن يعتقد أنهم أعضاء في تنظيم القاعدة ، بتهم "تتعلق بالإرهاب".

وقالت الوزارة, في بيان، إن المحكومين بالإعدام "تبنوا أفكارا متشددة ونفذوا عمليات تفجير وقتل في الفترة من 2003 إلى 2006", ومعظمهم ”يشتبه بانتمائهم لتنظيم القاعدة“.

ويعتبر النمر (55 عاما) من أبرز مؤيدي حركة الاحتجاجات المعارضة للحكومة السعودية التي اندلعت في المنطقة الشرقية ذات الغالبية الشيعية في عام 2011 ، والتي رفعت شعارات تطالب "بإنهاء واقع التهميش الذي يعيشون فيه", إذ يعرف بخطبه التي ينتقد فيها السلطات السعودية ومطالبته المستمرة بمنح الأقلية الشيعية حقوقاً أكثر.

واستدعته الشرطة أكثر من مرة وتعرض لسلسلة من الاعتقالات والتحقيقات بسبب نشاطه السياسي، ووجهت له تهم مثل "إثارة الفتن"، و"الدعوة للتدخل الخارجي ", وصدر بحقه في تشرين الأول عام 2014 حكما قابلا للاستئناف بالقتل "تعزيرًا" بعد اتهامه بـ "زرع الفتنة وزعزعة الوحدة الوطنية".

وولد النمر في منطقة العوامية في محافظة القطيف شرقي السعودية، ودرس بها ثم سافر إلى إيران لدراسة العلوم الدينية.

سيريانيوز