صاحب الأسفار " ياقوت" .. ما فضل حلب في تأليف الكتاب الذي تسبب في شهرته ؟
في ذاك الزمن ، في القرن الثالث عشر ميلادي حينما لم تكن معالم وجغرافية الارض محددة بعد ، لم يكن أمراً عادياً أن يتم تأليف كتاب موسوعي عن بلدان العالم ، كتاب هام له شهرة عالمية كان لحلب فضلا في أن يخرج هذا الكتاب للنور.
كان الرق في ذاك الوقت ما زال موجودا واشترى رجل يعيش في بغداد يدعى "عسكر الحموي" الطفل "ياقوت" الذي يعتقد بأن أصله يوناني ، وأصبح اسمه " ياقوت الحموي" ولزمه الاسم طوال حياته وأصبح اسم شهرته بعد مماته الى يومنا هذا.

ولد "ياقوت الحموي" في العام 1178 ، وكان سيده "عسكر" رجل أمّي يعمل بالتجارة، أرسل ياقوت الى المدرسة في بغداد حيث قضى أول سنوات حياته ليتعلم اللغة والحساب ويحفظ القرآن ، واعتمد عليه "عسكر" في تجارته وأسفاره ، الأسفار التي كان لها الدور الرئيسي في المعرفة التي اكتسبها "ياقوت" عن البلدان.
اعتقه سيده وهو في العشرين من عمره ، ليتابع حياته ويستأنف أسفاره قبل ان يستقر في نيسابور في مقاطعة خرسان في ايران ومن ثم في مدينة مرو في "تركمنستان " الحالية ، وبقي فيها الى ان بدأت غزوات المغول لبلاد فارس ( وقتها ) في العام 1219 فانتقل نتيجة عدم استقرار الأوضاع هناك الى مدينة حلب.

وفي حلب التي كانت تحت حكم الملك الظاهر ، استقبله وزير هناك يدعى " جمال الدين القفطي" يملك مكتبة ضخمة قيمة ولا يهتم في حياته الا للكتب من كثرة محبته لها ، ورصد له راتبا ليتفرغ للتأليف ، وقضى ياقوت في حلب خمس سنوات أنهى فيها الكتاب الذي تسبب في شهرته الواسعة "معجم البلدان" ، وكان في الـ 45 من عمره.

و"معجم البلدان" كتاب موسوعي عن الفترة التي عاش بها العالم المؤلف ، ضمنها معلومات عن الأرض ووحدات القياس والبلدان والأقاليم والبوادي ، والشعوب وعاداتها ومعتقداتها والأماكن في كل ارض وصفها فيه ، كان مؤلفا ضخما غير اعتيادي ما زال يعتبر مرجعاً أساسياً عن تلك الفترة ، ترجم فيما بعد الى معظم لغات العالم.
بقي ياقوت الحموي محبا للسفر وعاود التجوال في أنحاء سوريا والبلدان المجاورة ، وظل يصحح المعلومات في معجمه حتى تاريخ وفاته ، وطلب من صديقه المؤرخ ابن الأثير أن يضع نسخة من كتابه في الجامع الذي شهد أول مراحله التعليمية في بغداد .
لم يكن ياقوت الحموي بارعاً في الجغرافيا فحسب ، بل كان أديباً وشاعراً ولغوياً وخطاطاً وله مؤلفات أخرى مؤلفاته في الأدب "أخبار المتنبي"، "أنساب العرب" ، "المبدأ والمآل" .
تشير المصادر الى أن أول من نشر كتاب معجم البلدان على نطاق واسع هو مستشرق ألماني يدعى "فردناند فستنفلد" ( 1808 – 1899) في ستة أجزاء ، ومن ثم طبع في القاهرة في عشرة أجزاء عام ١٩٠٦ م .
يرجح ان ياقوت الحموي توفي في حلب بحسب كتاب "البداية والنهاية" لابن كثير ، ولكن مراجع اخرى تقول بانه توفي في بغداد ودفن هناك.
إعداد : سيريانيوز
الشيباني: نعمل على توفير مناخ سياسي صحي ونؤسس لمشاركة الجميع
سوريا تدين زيارة مسؤولين اسرائيليين لأراضيها وتعتبرها "انتهاك لسيادتها"
اجتماع سوري أردني لبناني في عمان لمناقشة مشاريع في مجالات الكهرباء والغاز
انتهاك جديد...سرب طائرات اسرائيلية تخترق الاجواء السورية
الأمم المتحدة تستنكر زيارة مسؤولين اسرائيليين جنوب سوريا وتعتبرها "مقلقة"
قوة اسرائيلية تواصل توغلها في قرية معرية بريف درعا... وكاتس: باقون بجبل الشيخ
مقتل سيدة وإصابة زوجها جراء إطلاق نار من قبل مسلحين في مدينة حمص
فيدان: نركز مع واشنطن على انهاء التهديد الاسرائيلي لسوريا
الشيباني: مباحثاتي في الصين فتحت آفاقاَ لدعم جهود إعادة الإعمار في سوريا


