تعرف على الاشياء التي ستتغير على العالم بفعل فيروس كورونا

06.04.2020 | 20:08

قد يسبب فيروس كورونا  تغييرا دائما بطريقة تفكير الناس في عدة أمور، من بينها الحكومة والمجتمع والسفر والعمل والتسوق والمساحات المفتوحة.

بالإضافة إلى أن آلاف الأشخاص سوف يفقدون أحباءهم ، إنما التأثير الأكبر في المستقبل الذي قد ينتج عن فيروس الكورونا  هو طريقة تصرف ملايين الأشخاص تجاه بعض الأمور.

فيما يلي بعض الطرق التي سيتغير بها العالم ما بعد COVID-19:

منذ فترة ليست ببعيدة، لا تتعدى خمسة أشهر، كان الناس منقسمين حول ما إذا كان يجب على المملكة المتحدة مغادرة الاتحاد الأوروبي أم لا. إلى أن جاءت الأزمة الأخطر، ربما منذ أيام الحرب، التي أجبرت الناس على عزل أنفسهم أو مواجهة خطر الموت أو المرض الخطير.

وفجأة أصبح الشعب البريطاني أكثر اهتماما، يشكر ويشيد بالعاملين في مجال الرعاية الصحية والطوارئ، وتطوّع مئات الآلاف لمساعدة المحتاجين و المستضعفين.

إنما التغيير الأكبر الذي طرأ هو على العلاقة بين الناس والحكومة والسياسة، إذ اتفقوا جميعا على ما يجب القيام به، واتباع ارشادات الخبراء.

عدا عن ذلك، تغيرت علاقتنا بالدولة، واعتمد الملايين على إعلان غير مسبوق من الحكومة بأنها ستتكفل بدفع أجورهم في حال تم تسريحهم من وظائفهم. قد يكون هذا مؤقتا وإنما سيعيد تقييم نظرة الأفراد إلى الدولة وإلى دورهم فيها والعكس صحيح.

قال الدكتور دوج بار ، كبير العلماء في Greenpeace UK: "حالما نتجاوز الأزمة الحالية، علينا دفع الحكومة لحماية كوكبنا ووضع الاقتصاد في مكان أكثر أمانًا واستدامة - لأننا جميعًا نعرف أنها تملك القدرة على القيام بذلك "

العمل

يقضي الملايين من الأشخاص جزءا كبيرا من حياتهم في أمكنة عملهم، ووحدوا فجأة أنه يمكنهم إنجاز نفس العمل من بيوتهم. ما يسمح لهم بتوفير الكثير من الوقت يوميا، وغيّر من علاقتهم بأسرهم وبحياتهم المنزلية. بالنسبة للبعض قد يشعرهم ذلك بالعزلة، وبأهمية العمل مع مجموعة من الأشخاص الذين يلعبون دورا داعما.

ويخشى الخبراء أن يؤدي هذا إلى فقدان الآلاف إن لم يكن مئات الآلاف من الوظائف. كما يؤدى ذلك إلى إعادة تقييم ما إذا كان هؤلاء الذين يديرون أعمالهم التجارية أو يعملون لحسابهم الخاص، سيكون من الآمن لهم القيام بذلك في المستقبل. إذ قد يجد البعض أنه قد يكون للأزمة دورا تمكينياً.

وقال جيمس تايلور، المتحدث باسم منظمة سكوب الخيرية للمساواة في الإعاقة: " ستزدهر الشركات التي تعمل بمرونة، وقد يستمر هذه إلى بعد انتهاء الوباء"

يتعلق التغير الرئيسي برعاية الأطفال. مع اضطرار ملايين الأطفال إلى البقاء في منازلهم، اضطر العديد إلى إيجاد طرق أخرى للحفاظ على دخلهم أثناء رعاية أطفالهم. ومن المتوقع أن تستمر نتيجة هذا إلى ما بعد عودة الأطفال إلى مدارسهم.

التقانة

إنها المرة الأولى في تاريخ الانترنت التي يحدث فيها هذا التحول المفاجئ في طريقة استخدامنا للتكنولوجيا عبر الإنترنت. بسبب عدم القدرة على مقابلة الناس وجها لوجه، تحوّل العالم إلى طريقة عقد الاجتماعات الافتراضية عبر الانترنت بما فيها عقد المؤتمرات، أو حتى المحاكمات، أو اللقاءات العائلية، باستخدام تطبيقات مختلفة وبكثافة عير مسبوقة.

بسبب تعرّف العالم على تقنيات انحصر استخدامها سابقا على أولئك الذين كانوا يعملون أساسا بشكل افتراضي، أصبح هناك ضغط كبير  على البنية التحتية للإنترنت نفسها والتي كانت تعمل جاهدة في بعض أنحاء البلاد للحفاظ على سرعة معقولة. كما انكشفت أماكن فجوات تغطية الانترنت التي عزلت الناس أيضا، ما يعني وجوب تحسين البنية التحتية للانترنت بعد انتهاء الاغلاق الكامل.

الترفيه

بدأ البريطانيون بإدراك قيمة المساحات المفتوحة المتاحة لهم بعدما واجهوا خطر عدم القدرة على الوصول إليها.

وكانت ممارسة الرياضة بالنسبة لهم هي أحد وسائل التنفيس عن الاحباط الناجم عن الإغلاق الذي فرضته الحكومة. ما دفع الملايين من الناس للخروج والركض أو المشي أو مجرد التجوّل خارج منازلهم، إنما تم إغلاق المتنزهات، وأصبحت الشواطئ مساحات محظورة، وفرض على البريطانيين عدم القيادة إلى مراكز التجميل.

من جهة ثانية، نتج عن هذا الإغلاق تحسنا سريعا في نظافة الجو في المدن حيث باتت السيارات مركونة ولا يتم استخدامها. ويعتقد البعض أنه سيكون لهذا آثار طويلة الأمد.

وقال المتحدث باسم عمدة لندن، صادق خان: "بمجرد انتهاء حالة الطوارئ الحالية، سيكون التحدي الذي نواجهه هو بذل كل ما في وسعنا للحصول على هواء أنظف في جميع الأوقات، وهذا هو السبب في وجوب تطبيق مخططات مثل "منطقة الانبعاثات المنخفضة" وتوفير المزيد من نقاط شحن السيارات الكهربائية".

لكن الأثر المحتمل الأكبر لفيروس كورونا هوعلى صناعة السياحة. إذ بسبب عدم قدرة الأشخاص على مغادرة منازلهم في أنحاء كثيرة من العالم، من الطبيعي ألا يتمكن أحد من الذهاب لقضاء عطلة.

كانت Flybe هي أول شركة طيران متضررة بسبب الفيروس، وهناك مخاوف من تضرر غيرها. بالإضافة إلى تعرض المنشآت أو المشغلين للخطر مثل ملايين الفنادق الصغيرة وأماكن العطلات ومواقع التخييم، وغيرها من الشركات مثل المقاهي، والمرشدين السياحيين والتي تعتمد كلها على الأموال التي تأتي من السياحة والترفيه.

الاستهلاك

في حين كانت مبيعات المتاجر الكبيرة مرتفعة مؤخرا، كان الإغلاق كارثياً على الشارع الرئيسي. وكان تجار التجزئة في المدن ومراكز التسوق يعانون أصلا من ارتفاع نسبة التسوق عبر الإنترنت. في حين تتضرر السلسلات التجارية الكبيرة، يزدهر صغار تجار التجزئة والمحلات التجارية المحلية.

تم كذلك ثني الأشخاص عن القيادة وإعلامهم بعدم التسوق للتسلية فقط، إذ يستمتع معظم الناس بفرصة مغادرة منازلهم لشراء الطعام الذي يحتاجونه من محلات قريبة من منازلهم. ازدهرت المقاهي والمطاعم التي تحولت إلى توصيل الوجبات السريعة، وغيرها من مقدمس المواد الغذائية.  

تعتقد شركة Springboard لاستعلامات المستهلك أنها قد تسرع في تغيير الطريقة التي نتسوق بها.

وقالت ديان ويرل ، مديرة قسم في الشركة "بعد أن اعتاد هؤلاء على المستهلكين مرة أخرى ونجحوا في تأمين طلباتهم، قد بكون ذلك حافزًا للتسوق محلياً ودعم المتاجر الصغيرة "

ومع تعرض سلاسل الإمداد العذائي فجأة للتهديد، أصبحت الناس تفكّر بشكل مختلف في هدر الطعام والكمية التي يرمونها..

فيليب وايتسايد – سكاي نيوز

الترجمة لسيريانيوز بتصرف – مريم فرح

تحرير سيريانيوز


TAG: