الاخبار السياسية

الشرق الاوسط: روسيا ترعى حوارا كردياً مع الحكومة السورية بغطاء أمريكي في الأيام المقبلة

29.11.2021 | 12:14

افادت صحيفة الشرق الاوسط اللندنية بان روسيا ترعى حواراً كردياً - سورياً في الأيام المقبلة، في ضوء وعد قدمه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لوفد "مجلس سوريا الديمقراطية" (مسد) برئاسة إلهام أحمد في موسكو قبل أيام، باعتبار أن تشجيع الحوار بين الطرفين نقطة ثانية يتوافق عليها الأميركيون والروس، إضافة إلى بند إيصال المساعدات الإنسانية إلى جميع السوريين.

واضافت الصحيفة ان مبعوثي الرئيسين الأميركي جو بايدن والروسي فلاديمير بوتين كانوا اتفقوا خلال جولات غير علنية في جنيف على توفير «غطاء» أميركي و«رعاية» روسية للحوار الكردي - السوري، علماً بأن جولات تفاوضية عدة جرت بين مدير مكتب الأمن الوطني اللواء علي مملوك ووفود كردية، بينها وفد سياسي برئاسة إلهام أحمد وعضوية سيهانوك ديبو، ووفد عسكري ضم قائد "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) مظلوم عبدي، وقائد "وحدات حماية الشعب" سيبان حمو، في نهاية 2016 و2017، وفي 26 تموز 2018 و8 آب 2018، وتشرين الأول 2019.

واشارت الصحيفة الى ان المفاوضات السابقة أظهرت عمق الفجوة بين الطرفين، إذ يتوقع أن تتناول الجولات المقبلة من المفاوضات بين دمشق والقامشلي مستويين، مستوى عملياتي، مثل تشغيل معبر اليعربية على حدود العراق، بإدارة سورية - كردية، لإيصال المساعدات الإنسانية، وتنسيق ميداني عسكري بما يحول دون توغل تركي إضافي، باعتبار أن عدم حصول ذلك هو نقطة تفاهم أميركية - روسية حالياً، إضافة إلى صفقات خدمية واقتصادية لصالح الطرفين.

وتابعت الصحيفة "هناك مستوى سياسي، يخص نقاطاً رئيسية تتعلق بمستقبل "الإدارة الذاتية" وعلاقتها مع الدولة المركزية، و"قوات سوريا الديمقراطية" ودورها في الجيش، والقومية الكردية حيث لا تزال الفجوة كبيرة حولها، مع احتمال جسر الفجوة إزاء قضايا أخرى مثل وجود العلم السوري والرئيس السوري شرق البلاد، وموقف دمشق من الأكراد عموماً.

وكان لافروف وعد (مسد) بإدخال ممثليه بالعملية السياسية برعاية المبعوث الأممي غير بيدرسن الذي يزور دمشق غداً وبعد غد، للقاء وزير الخارجية فيصل المقداد لبحث احتمال عقد جولة جديدة للجنة الدستورية في جنيف.

واوضحت الصحيفة ان تشجيع الحوار بين دمشق والقامشلي، نقطة ثانية يتوافق عليها الأميركيون والروس، إضافة إلى بند إيصال المساعدات الإنسانية إلى جميع السوريين، ما يرجح عقد جولة تفاوضية جديدة بين الأكراد والحكومة السورية، بعد زيارة وفد من «مجلس سوريا الديمقراطية» الكردي - العربي برئاسة إلهام أحمد إلى واشنطن وموسكو، وبعد لقاء مبعوثي الرئيسين جو بايدن وفلاديمير بوتين في جنيف في 10 من الشهر الجاري، بحسب الصحيفة.

 

هذه الجولة، التي تجري بـ«غطاء» أميركي و«رعاية» روسية وسط توقعات مختلفة من دمشق والقامشلي وموسكو إزاء مستقبل الوجود العسكري الأميركي، يتوقع أن تتناول قضايا كبرى مثل مستقبل «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) و«الإدارة الذاتية»، وأخرى عملياتية تخص المساعدات والخدمات، والانتشار العسكري لـ«ردع» بشأن توغل تركي جديد.

وجرت جولات تفاوضية عدة بين مدير مكتب الأمن الوطني اللواء علي مملوك ووفود كردية، بينها وفد سياسي برئاسة إلهام أحمد وعضوية سيهانوك ديبو، ووفد عسكري ضم قائد "قوات سوريا الديمقراطية" مظلوم عبدي، أو قائد "وحدات حماية الشعب" سيبان حمو، في نهاية 2016 و2017، وفي 26 تموز 2018 و8 آب 2018، تشرين الأول 2019، وفقا للصحيفة.

وبعد قرار الرئيس دونالد ترمب سحب قواته من قسم شرق الفرات، وتوغل تركيا بين رأس العين وتل أبيض، زار حمو القاعدة الروسية في حميميم، ثم دمشق، والتقى بحضور قادة في الجيش الروسي مدير مكتب الأمن الوطني اللواء علي مملوك ووزير الدفاع العماد علي أيوب ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية. كما زار حمو العاصمة الروسية في 29 ديسمبر (كانون الأول) 2019، والتقى وزير الدفاع سيرغي شويغو ورئيس الأركان فاليري غيراسيموف ورئيس غرفة العمليات في هيئة الأركان سيرغي رودسكوي.

وسلم الوفد الكردي الجانب الروسي مبادرة تضمنت 11 بنداً، 6 منها تلبي مطالب دمشق، وهي أن سوريا دولة موحدة، والاعتراف بحدودها الدولية وأنها دولة مركزية وعاصمتها دمشق، وأن الرئيس المنتخب، أي الرئيس بشار الأسد، هو رئيس كل السوريين، وأن الثروات الطبيعية هي ثروة وطنية لكل السوريين، وتناول البند الرابع الاعتراف بالسياسة العامة للبلاد المسجلة في الدستور، والخامس الاعتراف بعلم واحد للبلاد، وهو العلم الرسمي للجمهورية العربية السورية بموجب الأمم المتحدة، إضافة إلى بند سادس يقر بـوجود جيش واحد للدولة.

كما تضمنت المبادرة 5 بنود تلبي مطالب الجانب الكردي، أولها إلغاء قانون الطوارئبموجب تعديل الدستور، وإصلاح دستوري يؤدي إلى دستور توافقي، وقانون أحزاب وقضاء نزيه ومستقل، و"الاعتراف بالإدارة الذاتية" شمال شرقي البلاد، وإلغاء جميع إجراءات التمييز تجاه الشعب الكردي، وتجاوز الإجراءات الظالمة، وبينها الإحصاء الاستثنائي للعام 1962 وحرمان آلاف من الجنسية، إضافة إلى إلغاء الضغط الأمني ضد الأكراد. وتضمن البند الرابع اعتراف الدولة المركزية بالأكراد مكوناً رئيسياً من مكونات الشعب السوري مثل باقي المكونات، إضافة إلى بند خامس نص على تحديد المالية - الموازنة لكل المناطق، بما فيها المناطق الكردية.

 

واستند الموقف الكردي إلى أدوات ضغط، بينها وجود الجيش الأميركي، وسيطرة حوالي مائة ألف مقاتل من "قوات سوريا الديقراطية" على ثلث البلاد (المساحة الإجمالية 185 ألف كلم مربع) ومعظم الثروات الاستراتيجية من نفط وغاز ومياه وزراعة شرق الفرات، إضافة إلى دعم روسي ظهرت معالمه في تسليم وزارة الدفاع مسودة دستور للأطراف السورية في 2017، نصت على «جمعية مناطق» إلى جانب البرلمان، فيما اعتبر قبولاً للإدارة الذاتية واللامركزية في سوريا.

يضاف إلى ذلك أنه بعد قرار ترمب في نهاية 2019، وقع عبدي وسبان ومملوك مذكرة تفاهم تضمنت نشر قوات من الجيش وحرس الحدود في مناطق عدة على الحدود وشرق الفرات، وهي المنطقة التي تقلصت حصة الأكراد وأميركا فيها لصالح توسع حصص دمشق وأنقرة وموسكو.

واشارت الصحيفة ان المفاوضات الكردية - السورية أظهرت عمق الفجوة بين الطرفين. ذلك أن دمشق ترفض ضم "قوات سوريا الديمقراطية" ككتلة عسكرية في الجيش، وتقترح حلها وذوبانها في الجيش، كما أنها تتمسك برفع العلم الرسمي في كل أنحاء البلاد، وبأن الأسد هو الرئيس السوري، إضافة إلى رفض "تقديم تنازلات دستورية" للأكراد أو الاعتراف بـ "الإدارة الذاتية"، مع استعداد لقبول مبدأ الإدارات المحلية بموجب القانون 107 وتخصيص حصص مدرسية للغة الكردية.

أما بالنسبة إلى الثروات الاستراتيجية الموجودة شرق الفرات، فإن دمشق تريد أن يكون قرارها مركزياً، مع إعطاء حصة أكبر من عائداتها للمنطقة. يضاف ضمناً إلى ذلك أن دمشق تريد أن يكون الحوار مع الجانب الكردي باعتباره طرفاً وليس الطرف الوحيد الذي يمثل الأكراد.

 

وإزاء التشدد السياسي الاستراتيجي، هناك مرونة في دمشق في الوصول إلى صفقات عملياتية، إذ لم تمنع التوصل إلى اتفاقات وصفقات مثل تمرير نفط خام إلى مصفاة حمص أو بانياس لتكريره وإعادة جزء منه، أو تشغيل سدود للطاقة وللمياه، واتفاقات اقتصادية تخص المحاصيل الرئيسية.

 

من جهتها، بقيت "الإدارة الذاتية" تراهن على الجانب الروسي. وفي صيف العام الماضي، جرى توقيع مذكرة تفاهم بين «مجلس سوريا الديمقراطية»، برئاسة إلهام أحمد و"حزب الإرادة الشعبية"، بقيادة قدري جميل. وفسر مراقبون أكراد المذكرة بأنها تضمنت الاعتراف بـ "وحدة سوريا أرضاً وشعباً"، وأن "الإدارة الذاتية جزء من النظام الإداري"، وأن "قوات سوريا الديمقراطية" جزء من جيش سوريا الوطني.

 

وخلال زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى دمشق في ايلول من العام الماضي، أبدى استعداد بلاده لمواصلة العمل من أجل تهيئة ظروف ملائمة للتعايش المنسجم والتقدم لكل المكونات الدينية والعرقية في المجتمع السوري".

كما أكد أن "الوثيقة"  التي لم تكن روسيا "طرفاً فيها"، ووقعت في موسكو "أكدت الالتزام بمبدأ وحدة وسيادة الأراضي السورية". لكن وزير الخارجية وليد المعلم رفضها، وقال رداً على هذه المذكرة إن "أي اتفاق يتعارض مع الدستور السوري لا ندعمه".

وكانت دمشق رفضت "مسودة روسية" للدستور تضمنت تأسيس جمعية مناطق" يشارك فيها الأكراد.

سيريانيوز


TAG: