تمسك بالسلطة ولو كان الحبل في الصين..

20.12.2019 | 19:39

الاحداث على الارض تمضي في سياق تشديد الحصار على "سوريا"، كثير من الدلائل تؤكد هذا، احداث لبنان والعراق السيطرة على حقول النفط فيها وقطع اي طريق يربطها مع الخارج اذا لم يكن تحت الوصاية الدولية..

قانون سيزر الذي من المتوقع ان يتم توقيعه في وقت قريب (قد يكون الساعات القليلة القادمة)، والذي يعطي الحق للادارة الاميركية بتطبيق عقوبات صارمة ضد الافراد والمنظمات والدول التي تقدم اي دعم للنظام السوري من اي شكل كان مالي او لوجستي عسكري.. الخ

صدور هذا القانون مع واقع الحصار الحالي، دفع باتجاه ان يبحث النظام في سوريا عن حل خارج اطار الدول الموجودة على الارض السورية (العدوة والصديقة) والتي بات من الواضح بانها متفقة فيما بينها على تنفيذ قرارات تحقق مصالحها هي..

وكان القرار بالتوجه للصين على اعتبارها اكثر الدول "استقلالية" عن القرار الاميركي (اكثر من روسيا بالنسبة الى ما يخص سوريا)، وبالإضافة الى القنوات غير المعلنة ارسل الرئيس بشار الاسد خلال لقاء مع محطة فينكس الصينية اشارة قوية الى الحكومة الصينية برغبة النظام في فتح الباب على مصرعيه للصين في حال ارتضت ان تكون ثغرة في جسم الحصار الخانق..

ما يهم.. بأننا شهدنا في الايام الاخيرة تحرك صيني باتجاه روسيا يذكر بان للصين مصالح مع باقي دول العالم، ومنها روسيا واميركا وحتى تركيا، قد تفوق مصالحها مع سوريا.. وهي صاحبة الاقتصاد الكبير الذي هو بحاجة الى الحرية والحركة في كل انحاء العالم، ومهما كانت الفرصة في سوريا كبيرة قد لا تكون بذاك الحجم الذي يمكن ان تتخذ فيه الصين قرارا بتعريض باقي مصالحها في العالم للخطر "كرمال" عيوننا..

 

"ام 4" وفي "ام 5".. سر عملية ادلب

في كل مرة تستأنف العملية العسكرية في ادلب، تثار الاسئلة ذاتها حول مصير المنطقة وحقيقة التفاهمات الدولية بشأنها واسرار الاتفاق الروسي التركي حولها، ودور "الضامن" التركي في منع الاعتداءات على السكان المدنيين فيها..

ولكن لو وضعنا تفاصيل ما يحدث في ادلب منذ اقرار اتفاق سوتشي بين تركيا وروسيا في ايلول العام الماضي، لوجدنا بان الاحداث تتحرك في سياق واحد، عملية القضم للمناطق التي هي تحت سيطرة الجماعات المسلحة في ادلب تتقدم والمنطقة (الخضراء) في ادلب تتقلص لصالح سيطرة الجيش السوري..

ما يهم في موضوع ادلب بالنسبة للدول الضامنة، ومن وراءها باقي الدول صاحبة العلاقة والنفوذ اليوم، هو اكمال فتح طريق "ام 4" الذي فتح قبل ايام من الحسكة لحلب ليصل الى اللاذقية وكذلك فتح طريق (ام 5) الذي يصل حلب بحماة بأية وسائل ممكنة ولو كان الثمن تشريد عشرات الالاف من سكان المنطقة.. وقد يكون هذا مطلوب ايضا بعدما اصبحت المنطقة الامنة في شمال شرق سوريا قيد التنفيذ وبحاجة الى سكان جدد فيها..

 

تكليف رئيس الحكومة في لبنان هل هو انفراج ام تأزيم؟

تم تكليف حسان دياب لتشكيل الحكومة في لبنان، المهمة التي إن تمت قد تكون بمثابة بادرة انفراج في الوضع المتأزم هناك والذي انعكس سلبا بشكل كبير على سوريا في الشهرين الماضيين..

ولكن هل يمكن ان ينجح المكلف برئاسة الحكومة وهو معين من قبل الخصوم السياسيين لتيار المستقبل الممثل لطائفة السنة في لبنان؟ هل يقبل به الشارع السني المؤيد لسعد الحريري وهل يقبل "الثوار" الذين بقوا في الشارع لاكثر من 60 يوما بان يتغير الحريري ويبقى غيره..؟

ما يهم في حدث تكليف رئيس الحكومة اللبنانية بالطريقة التي كلف فيها، هو الدلالة على ان الاوضاع في لبنان تزداد تعقيدا وان الوصول الى حل يتسبب في انفراج يؤثر ايجابا على سوريا (خاصة في الجانب الاقتصادي) ما زالت جدا بعيدة..

 

سيريانيوز


TAG: