الاخبار السياسية
موسكو: اتهام باريس لنا بتنفيذ ضربات ضد المدنيين في سوريا "غريبة وواهية"
المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا
باريس: لتبرهن موسكو رفضها لـ"داعش" عليها قصف الرقة ودير الزور
بعد اتهام أنقرة لها بالسعي لانشاء "دويلة" باللاذقية.. موسكو تتهمها بتغيير "التركيبة الإثنية" شمال سوريا
قالت الخارجية الروسية, يوم الخميس, أن اتهامات نظيرتها الفرنسية لروسيا بتنفيذ ضربات ضد المدنيين في سوريا "غريبة وواهية", بعد دعوة من وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس بالكف عن "قصف المدنيين".
وأوضحت المتحدثة باسم الخارجية ماريا زاخاروفا, في مؤتمر صحفي, إن اتهامات وزارة الخارجية الفرنسية "لا تستند إلى حقائق ملموسة لكن (الوزارة) تستغل خيالات طرف آخر وعباراته الدعائية النمطية".
وكان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس دعا, يوم الاثنين الماضي, إلى ضرورة قيام النظام السوري والطيران الروسي بالكف عن "استهداف المدنيين", مؤكدة على اهمية الحد من معاناة مضايا بريف دمشق والمدن المحاصرة, وذلك قبل المفاوضات المقرر عقدها في جنيف حول سوريا في 25 الشهر الجاري.
وأضافت زاخاروفا أنه "لا وجود لأي دلائل بشأن اتهام القوات الجوية الروسية بقصف منشآت مدنية في سوريا", مضيفةً أن "المسؤولين الأتراك مستمرون باتهام العملية الجوية الروسية بقصف المدنيين".
واستهدف قصف جوي عدد من البلدات والمدن السورية ما تسبب بسقوط عشرات الضحايا بين قتيل وجريح وخاصةً بمحافظة حلب وإدلب التي أغلقت مدارسها لمدة اسبوع بسبب القصف, حيث تتهم فصائل المعارضة روسيا بهذه العمليات.
ومن جهة أخرى, اتهمت زاخاروفا تركيا باستغلال الفوضى في سوريا لتغيير التركيبة الاثنية شمال البلاد.
وتابعت زاخاروفا إنه "من الواضح أن أنقرة تسعى لاستغلال الفوضى في سوريا وتعمل بذريعة محاربة (داعش) من أجل تغيير التركيبة الإثنية في شمال سوريا, وفي إطار هذه الاستراتيجية يقدم الأتراك على خطوات ترمي إلى إضعاف مواقف فئة إثنية معينة تتصدى بنجاح للتنظيمات الجهادية، بالتزامن مع محاولات تعزيز مواقف فئة إثنية أخرى".
وأضافت زاخاروفا أن الاستخبارات التركية تقدم الدعم العسكري المباشر والمساعدات بصيغ أخرى للتشكيلات المسلحة التابعة للتركمان والتي تضم عناصر قومية متطرفة ومتطوعين جاؤوا من أراضي تركيا نفسها.
واتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوم الثلاثاء الماضي, روسيا بإعداد الساحة لخلق "دويلة" سورية حول محافظة اللاذقية وإنها تنفذ هجمات تستهدف التركمان هناك، كما اتهمت الحكومة التركية, في عدة مناسبات, روسيا بقصف واستهداف مواقع المعارضة "المعتدلة" والناس في جبل التركمان, مشيرة الى ان موسكو تحاول تنفيذ "تطهير عرقي" ضد "السنة والتركمان" في المحافظة, لإقامة "ملاذ آمن" لها وحماية القواعد الروسية والسورية, بينما وصفت موسكو التصريحات التركية بـ"الهراء المطلق"
وعن الحل السياسي في سوريا, دعت زاخاروفا "جميع الدول لدعم عملية التسوية للأزمة السورية", معربةً عن أمل "موسكو بتبادل بناء للآراء بالشأن السوري في جنيف".
وتشهد الأزمة السورية حراكا سياسيا حيث تبنى مجلس الأمن بالإجماع الشهر الماضي قراراً دولياً حول خطة لإحلال السلام في سوريا, يدعو لبدء المفاوضات بين النظام والمعارضة في الشهر الجاري , وإجراء انتخابات تحت مظلة أممية، وتأييد وقف إطلاق النار بالتزامن مع المفاوضات , ووضع تنفيذ مقررات اجتماع فيينا الأخير حول سورية تحت إشراف أممي ما يجعل بنودها واجبة التنفيذ.وبينها تشكيل حكومة وحدة وطنية بصلاحيات واسعة.
ومن جهته, اعتبر وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان أنه يتعين على روسيا من أجل "البرهنة على موقفها الرافض لداعش، بتركيز ضرباتها في صميم قلب هذا التنظيم، أي في الرقة ودير الزور".
وأضاف لودريان في حديث بثته "قناة BFM-TV" الفرنسية أن بلاده ترى في الخطوات التي تتخذها روسيا لمكافحة "داعش" في سوريا غير كافية، ولا تسهم في إقناع باريس بأن أولوية موسكو في سوريا تكمن في قتال الإسلاميين.
وتابع لودريان أنه "لا بد لروسيا أن توضح هدفها الأساسي في سوريا بشكل لا يدع مكانا للشك, وإذا ما كان الهدف الرئيسي اجتثاث داعش، فينبغي على روسيا حينها صب ضرباتها بالدرجة الأولى على داعش، فيما الأمر ليس كذلك في الواقع، حيث أنها تفضل أولا استهداف الثوار التابعين للمعارضة المسلحة التي تقاتل ضد بشار الأسد".
وأشار لودريان إلى أن الروس يضربون "داعش" في الرقة ودير الزور، إلا أن ذلك ليس بالشكل الكافي.
ولفت لودريان إلى أنه يشير إلى "المعارضة المعتدلة"، ولا يعني "جبهة النصرة"، أو"داعش"، وإنما "الفصائل التي اجتمعت في الرياض وتعكف على توحيد صفوفها ضمن إطار عملية جنيف من أجل التفاوض مع النظام حول حل سياسي انتقالي".
واعتبر لودريان أن "الآمال معلقة على ذلك حصرا، نظرا لأنه لا يمكن التوصل إلى نصر عسكري نهائي في سوريا بمعزل عن عملية سياسية انتقالية تتلخص بالنسبة إلينا بأن تكون سوريا بلا بشار الأسد".
وبدأ التحالف الدولي ضد "داعش" عملياته في سوريا شهر أيلول 2014, في وقت يخسر التنظيم أراضي مسيطر عليها في أرياف حلب والرقة والحسكة, مقابل تقدم مقاتلين معارضين في الأولى, وفصيل "قوات سوريا الديمقراطية" بالأخيرتين, بينما تنفذ روسيا عمليات عسكرية ضد "الجماعات المتطرفة", منذ أيلول الماضي, بالتنسيق مع عمليات عسكرية برية للجيش النظامي, بينما تقول الدول الغربية ان هذه معظم هذه العمليات تستهدف "المعارضة المعتدلة".
سيريانيوز