الاخبار السياسية
جلسة مجلس الأمن حول حلب تشهد تبادل اتهامات بتأجيج العنف في سوريا... ودي ميستورا يدعو لهدنة 48 ساعة
عقد مجلس الأمن الدولي، يوم الأحد، جلسة لبحث الوضع في حلب السورية، اذ طالب خلالها المبعوث الأممي ستافان دي ميستورا بهدنة لمدة 48 ساعة لإيصال المساعدات للمدينة، فيما اتهم مندوبو أمريكا وبريطانيا وفرنسا خلالها النظام وروسيا بارتكاب "جرائم حرب" .
ودعا المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا أطراف الأزمة السورية، لتطبيق وقف إطلاق النار لمدة 48 ساعة لإيصال المساعدات الإنسانية لأهالي حلب.
وأوضح دي ميستورا في كلمة له خلال جلسة استثنائية لمجلس الأمن الدولي بشأن الأوضاع في حلب، أن "اجتماع مجموعة دعم سوريا الأخير لم يتوصل الى اية نتائج نطمح اليها"، مشيراً الى أن هناك حوالي 270 ألف شخص محاصرون حاليا في حلب.
ولفت الى أن الأحداث التي تجري شرق حلب مأساوية وصادمة للسوريين، حيث بلغ عدد القتلى جراء الأعمال القتالية في ريف حلب منذ توقف سريان الهدنة بلغ 213 شخصا.
وطالب المبعوث الأممي الى سوريا ستافان دي ميستورا، خلال الجلسة، ان يسمح النظام في سوريا بإجلاء طبي للمرضى في حلب.
وتابع دي ميستورا، ان السكان في المدينة معرضون لانتشار الأوبئة بسبب نقص المياه في الأحياء الشرقية، حيث تتعرض مضخات المياه للقصف، الذي يستهدف أيضا مقرات للأمم المتحدة والأطقم الطبية والمستشفيات.
ولفت دي ميستورا الى ان محاصرة طريق الكاستيلو أدت إلى توقف إيصال المساعدات إلى حلب، منوهاً الى ان الاتفاق الروسي الأمريكي في خطر.
وطالب المبعوث الأممي مجلس الأمن بوضع خريطة لتوقف الأعمال القتالية في البلاد، معتبرا فرص حل الأزمة السورية لاتزال قائمة.
وقدم دي ميستورا تقريراً لمجلس الأمن حول الأوضاع في سوريا وخاصة في حلب، معتبرا ان ما يحصل في حلب هو جرائم حرب.
وكشف المبعوث الأممي ان تقارير وردت تفيد بأن نصف المقاتلين في شرق حلب ينتمون إلى "جبهة فنح الشام" "النصرة" سابقا، داعيا لفرض حظر الطيران فوق مناطق سيطرة المعارضة في حلب، مؤكداً انه إذا أرادت قوات النظام السيطرة على حلب فإن ذلك سيدمر المدينة تماماً .
وتطرق في تقريره الى الهجوم على القافلة الانسانية قرب حلب، وقال ان قافلة مساعدات انسانية تعرضت لهجوم مروع في ريف حلب، مضيفاً ان هناك جرائم حرب تقع في حلب.
وأشار الى أن مدينة حلب تشهد تصعيدا عسكريا غير مسبوق، مؤكداً أن الوضع في حلب مأساوي جراء القصف وعمال الإغاثة عاجزون عن انتشال الضحايا.
وأكد دي ميستورا ان القصف على حلب استخدمت فيه قنابل حارقة، وخارقة للتحصينات والملاجئ، لافتاً الى أنه "لا قدرة لنا على حصر أعداد الضربات الجوية الغير المسبوقة على حلب".
وشهدت عدة احياء في حلب خلال اليومين الماضيين تصعيدا عسكريا وغارات جوية مكثفة, اسفرت عن سقوط العشرات بين قتيل وجريح, وحدوث اضرار مادية, وذلك بعد إعلان الجيش النظامي بدء عملية عسكرية في حلب, في حين أعلن الجيش النظامي ان الضربات الجوية تستهدف مواقع المعارضة بدقة.
وأشار المبعوث الأممي الى أنه "لم تعلن اي جهة مسؤوليتها عن الهجوم على القافلة الانسانية"، داعياً الجميع الى عدم استهداف البنى التحتية.
وتعرضت شاحنات اغاثة بريف حلب لقصف مؤخراً, مما ادى الى مقتل عدة اشخاص بينهم مدير مركز الهلال الاحمر السوري وعدد من الموظفين والمتطوعين الآخرين, في حادثة وصفتها مصادر معارضة "بالمجزرة" وسط اتهامات للجيش النظامي وسلاح الجو الروسي بارتكابها, الامر الذي نفته الحكومة السورية وموسكو.
ولفت دي ميستورا الى أنه "اذا ارادت قوات النظام السيطرة على حلب فإن ذلك سيدمر المدينة تماما"، مشدداً على أنه "لا يمكن لنا لأن نقبل بدفن الهدنة تحت انقاض حلب".
وتوصلت موسكو وواشنطن مؤخرا لاتفاق هدنة في سوريا, في محاولة جديدة لإنهاء النزاع المستمر في البلاد منذ أكثر من خمس سنوات, دخلت حيز التنفيذ منذ اول ايام عيد الاضحى, واستمرت اسبوعا, في وقت تبادلت القوات النظامية ومصادر معارضة مراراً, الاتهامات بخصوص "خرق نظام الهدنة", حتى اعلن الجيش النظامي الاثنين الماضي عن انتهائها, وسط مساعي دولية لاحياء الهدنة.
من جهتها، قالت مندوبة الولايات المتحدة إلى الأمم المتحدة سامنتا باور إن الهجمات التي تتعرض لها مدينة حلب لم يسبق لها مثيل.
واضافت باور أن النظام مصر على استرجاع كل شبر من حلب مهما كان حجم القتل والدمار، معتبرة أن روسيا والنظام في سوريا يؤججان الحرب ويهاجمان قوافل الاغاثة، مشيرة إلى أن "هذه الهجمات يدعى بأنها ترمي إلى محاربة الإرهاب وهذا مجرد هراء".
وشددت مندوبة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة على أن "الأسد لا يؤمن إلا بالحل العسكري في بلاده"، لافتة إلى أن "الوضع في حلب كارثي ولا يمكن لقوافل الإغاثة أن تدخل في ظل الجحيم الناجم عن القصف السوري والروسي، فالعالم كله يرى ما تقوم به روسيا في حلب من فظائع".
ورأت باور أن ما تقوم به روسيا في سوريا قد يرقى لـ"جرائم الحرب"، موضحة أن موسكو كانت تلقي الحمم على حلب بينما كان مندوبها يتحدث في مجلس الأمن.
واعتبرت باور ان ما تقوم به روسيا في شرق حلب يتناقض مع دعواتها إلى الحل السلمي للأزمة السورية، مشيرة الى أن روسيا تسيء استخدام مقعدها الدائم في مجلس الأمن الدولي.
وبدروه، أشار المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين إلى أن المجموعات الإرهابية في سوريا ارتكبت جرائم مروعة، معتبرا ان احلال السلام في سوريا بات مهمة شبه مستحيلة.
وفي كلمته خلال جلسة مجلس الأمن لفت تشوركين إلى أن واشنطن دعمت جماعات إرهابية في سوريا وزودتها بالسلاح، مؤكداً أن الولايات المتحدة لم تلتزم بالتعهدات التي نص عليها اتفاق الهدنة.
ووصف مايجري بأن "المجموعات المسلحة تحصل على أسلحة نوعية من داعميها الكرماء في واشنطن".
وطالب تشوركين بفصل المعارضة المعتدلة عن الجماعات الإرهابية، لافتا إلى أن التصريحات الأميركية متضاربة ازاء هجوم دير الزور واستهداف قافلة المساعدات بريف حلب.
وأفاد تشوركين الى ان مسلحي "النصرة" يمعنون خروج المدنيين حلب.
ونفذ طيران التحالف, بقيادة واشنطن, يوم الاحد, غارات على أحد مواقع الجيش النظامي في جبل الثردة بريف دير الزور, حيث اعلنت موسكو ان القصف اسفر عن مصرع اكثر من 62 جنديا واكثر من 100 جريح, في حين اعلن الجيش الامريكي ان التحالف لم يتعمد استهداف الجيش السوري.
وينص اتفاق الهدنة في سوريا بين روسيا وأمريكا، في أحد بنوده على أن تعمل واشنطن من أجل الوصول الى فصل المعارضة "المعتدلة" عن التنظيمات الإرهابية، الأمر الذي تصر موسكو على تنفيذه وتتهم واشنطن بالتقصير فيه.
وفي كلمته أمام مجلس الأمن، أكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن القانون الدولي يعتبر استعمال هذه الأسلحة في المناطق السكنية جريمة حرب، داعيا كافة الجهات المتنازعة في سوريا الى وقف "الكابوس".
وقال المندوب البريطاني ماثيو ريكوريفت في مجلس الأمن بكلمته اثناء الجلسة الطارئة، ان "النظام قتل من شعب سوريا اكثر مما قتل تنظيمي (داعش" و"النصرة" معا"، متهماً النظام وروسيا بارتكاب جرائم حرب.
ومن جهته قال مندوب فرنسا في الأمم المتحدة فرنسوا ديلاتر ان النظام السوري يقصف مدينة حلب بشكل عشوائي، مشيراً إلى أنها تمثل بالنسبة إلى النظام ما تمثله سراييفو في البوسنة.
وفي كلمته خلال جلسة خاصة مجلس الأمن ، أوضح ديلاتر أن النزاع في سوريا تسبب في أكبر كارثة إنسانية منذ الحرب العالمية الثانية، مؤكداً على ضرورة وصول المساعدات الإنسانية.
واعتبر ديلاتر أن التصعيد العسكري قد يؤدي إلى القضاء على بارقة الأمل التي كانت موجودة قبل أسبوع، مطالباً بانشاء آلية صارمة لوقف عمليات القتال في حلب أولاً ثم في كامل سوريا.
وكانت مصادر ديبلوماسية كشفت في وقت سابق اليوم الأحد ان مجلس الأمن سيعقد جلسة طارئة لبحث التصعيد العسكري الذي تشهده عدة أحياء في مدينة حلب الشرقية المحاصرة.
يشار الى ان احياء حلب الشرقية تخضع لسيطرة فصائل معارضة، في حين يفرض النظامي عليها حصاراً مطبقاً، وتحديدا بعد سيطرته على طريق الكاستيلو، الطريق البري الوحيد الذي يربط تلك الأحياء بريف حلب الشمالي.
وجلسة مجلس الامن التي تم عقدها اليوم هي الثانية في غضون 4 أيام, حيث سبق ان عقدت جلسة "طارئة", لبحث الوضع في سوريا واتفاق الهدنة.
سيريانيوز