استمرار أزمة الغاز المنزلي بدمشق وامتدادها لتشمل محلات الأطعمة

04.03.2019 | 18:45

بدأت أزمة انقطاع الغاز المنزلي "تتفاقم بشكل غير مسبوق" في دمشق ، لتنتقل إلى المطاعم الصغيرة ومحلات الوجبات السريعة، مع "ارتفاع كبير" في سعر الاسطوانة بالسوق السوداء و صعوبة توفرها، في ظل تصريحات حكومية متناقضة.

أزمة انقطاع الغاز خلقت "انعكاسات نفسية" لدى المواطنين، حيث أصبح تأمين اسطوانة غاز شغلهم الشاغل، وتكتمل المعاناة بالانتظار في الطوابير لساعات طويلة وبلا فائدة ترجى، مع ارتفاع أسعارها في السوق السوداء، الامر الذي يزيد تضييق الخناق على المواطن، الذي مازال يعاني من تردي الأوضاع الاقتصادية.

"عامر" احد المواطنين الذين يعانون من هذه الازمة، اشتكى لسيريانيوز من هذا الوضع، حيث اشار الى انه بدأ رحلة بحث مضنية منذ اسبوعين واتصالات مع المعارف بهدف تأمين اسطوانة جديدة ، قبل نفاذ جرة الغاز التي يستخدمها في منزله.

واشار الى انه تمكن من الحصول على جرة غاز من السوق السوداء بسعر 10 الف ليرة، ورغم تعرضه لـ"الاستغلال" "اضطر" الى شرائها كون الغاز من المستلزمات المنزلية التي لاغنى عنها.

بدوره "ابو ابراهيم " احد القاطنين بمنطقة التجارة، قال ان بعض النواطير بالأبنية الكبيرة يتعاملون "سراً"، مع بعض سائقي السيارات المحملة باسطوانات غاز، فيأخذون عدداً منها، بسعر الدولة (2800 ليرة)، ليبيعونها لزبائنهم من ذوي الدخل المرتفع، بـ3 أضعاف.

ويعمل من خلال مخاتير بعض مناطق دمشق بمبدأ تسجيل أسماء طالبي اسطوانات الغاز واعطائهم جرة حسب تسلسل التسجيل ، الذي يتبعه تبليغ المواطنين لاحقا بمكان وزمان وصول السيارات المحملة بالغاز.

ولكن حتى في هذا الموضوع ، بحسب شهادات عدد من الاهالي، هناك "محاباة" من قبل بعض المخاتير بتفضيل اقربائهم ومعارفهم واصدقائهم  واعطائهم ادوار اناس اخرين كانوا قد سجلوا أسمائهم من قبل .

وخلال الازمة المتفاقمة تأتي سيارات كبيرة  تابعة للدولة محملة باسطوانات غاز، مرة أو مرتين كل اسبوع ، بأفضل الحالات، لتوزيعها على المواطنين .

وشوهد في منطقة القصور بدمشق طابور كبير من مواطني الحي اغلبهم رجال كبار في السن ونساء تجمهروا من الساعة 5 فجراً قبل ساعتين من موعد وصول سيارات الغاز لتسليمها لسكان المنطقة.

ولكن اغلب المواطنين ، في هذه الواقعة كما في غيرها ، عادوا بخفي حنين لعدم تمكنهم من الحصول على جرات غاز، حيث لم تكفي الكمية الواردة لكل الموجودين الامر الذي قوبل بصيحات الاستهجان وتعالي اصواتهم بعد  طول انتظار بلا جدوى ، في ظل طقس بارد لايرحم.

حاتم شحادة صحفي مقيم في منطقة الزاهرة، أكد وجود أزمة غاز في منطقته، حيث تمكن من الحصول على جرة من سيارة تابعة للدولة، ولكن بعد معاناة وانتظار 4 ساعات، بسعر 3700 ليرة.

وروى شحادة عن تجربته التي بدأت باصطفاف المواطنين من الساعة 4 فجراً بانتظار سيارة الغاز التي جاءت للمنطقة الساعة 10 صباحاً، ولكن في ظل الازدحام الشديد ايضا لم يتمكن الكثيرون من الذين اصطفوا في الطابور من الحصول على قارورة غاز.

وبحسب متابعتنا للموضوع فقد امتدت ازمة الغاز الى معظم المدن السورية فقد شهدت مدينة جبلة في اللاذقية ايضا منذ ايام حادثة وفاة رجل مسن نتيجة وقوفه في طابور توزيع الغاز بمركز بمدينة  جبلة من الساعة الـ1 ظهراً وحتى الساعة الـ5 إلا ربع ، بحسب ماذكرته مواقع الكترونية.

ولم تقتصر أزمة الغاز على دور السكن، حيث امتدت لتشمل عدد من المطاعم الصغيرة ومحلات المأكولات كالفروج والشاورما والوجبات السريعة.

صاحب أحد محلات المأكولات بدمشق قال لسيريانيوز ان محله "شبه متوقف" عن العمل حيث قل رواده، نتيجة انقطاعه من الغاز.

وباتت أغلب الأسر تلجأ الى التقنين في استخدام جرات الغاز بمنازلهم،  كما يعتمد آخرون على سخانات صغيرة كهربائية لاستعمالها وقت الضرورة كغلي الشاي او القهوة .

ودفعت الأزمة ، الكثير من المواطنين الاعتماد على شراء المأكولات الجاهزة، عوضاً عن الطهي في منازلهم، وهذا الامر زاد من العبء المادي للمواطنين .

وبدأت الازمة منذ نحو شهرين، مع ارتفاع سعرها لأضعاف في السوق السوداء، حيث يعد الغاز مصدر أساسي للمواطنين لاسيما للتدفئة خلال موسم الشتاء، مع عدم توافر مادة المازوت وغلاء سعره، في ظل ضائقة مادية يعيشونها.

تزامن ذلك مع أزمة خانقة في انقطاع التيار الكهرباء، وهذا مادفع الأسر الى الاعتماد بشكل كلي على الغاز، حيث كانت حاجتها الى اسطوانة غاز كل حوالي 4 أيام.

مصادر حكومية أرجعت سابقاً أسباب الأزمة الى عدة أمور أبرزها زيادة الطلب و العقوبات الغربية التي تعيق وصول ناقلات محملة بالغاز، ورغم التطمينات الحكومية والوعود المستمرة بحل الأزمة قريباً، فان المواطن لم يلمس شيئاً على أرض الواقع.

وتبلغ التسعيرة الرسمية لاسطوانة الغاز 2800 ليرة، فيما يختلف سعرها بالسوق السوداء، حيث يلجأ سماسرةالى بيعها بأضعاف سعرها وقد تصل الى 10 الاف ليرة سورية في بعض الحالات.

وأقرت الحكومة إجراءات جديدة تتضمن استلام الغاز بالبطاقة الذكية عبر بطاقة مازوت التدفئة نفسها، الأمر الذي سينهي جميع "عمليات الاحتكار وبيع المادة في السوق السوداء" بحسب ما صرح اكثر من مسؤول حكومي.

وشكل موضوع انقطاع الغاز المنزلي تخوفاَ لدى المواطنين من إمكانية استمرار الوضع على ماهو عليه، رغم أن هذه الأزمة ليست جديدة، فسوريا تعرضت في كل موسم شتاء، خلال السنوات السابقة، لأزمات في توفير المشتقات النفطية كالغاز والنفط والبنزين، ترافق ذلك مع ازمة الكهرباء، وسط ضعف الموارد المعيشية وتدهور الحياة الاقتصادية ، ولكن هذا العام كانت الازمة يه الاشد على مدى فترة الاحداث في سوريا منذ العام 2011.

سيريانيوز

 

 


TAG:

تعليقا على استهداف المنطقة الجنوبية.. سوريا تطالب المجتمع الدولي بمحاسبة اسرائيل

أدانت وزارة الخارجية والمغتربين، يوم الجمعة، الهجوم الي شنته الطائرات الاسرائيلية على مواقع بالمنطقة الجنوبية، مطالبة المجتمع الدولي باتخاذ اجراءات لوقف هذه الاعتداءات على الأراضي السورية.

مملوك يلتقي ممثلي البحرين وسلطنة عمان والعراق على هامش الاجتماع الدولي لمسؤولي القضايا الأمنية

التقى مستشار شؤون الأمن الوطني في الأمانة العامة لرئاسة الجمهورية علي مملوك، يوم الاربعاء، ممثلي البحرين وسلطنة عمان والعراق كلا على حدا، وذلك على هامش الاجتماع الدولي لمسؤولي القضايا الأمنية، المنعقد في مدينة سان بطرسبورغ بروسيا.