قناة اليوتيوب
بعد تاريخ طويل من النفاق والتملق عزل "حسون" والغاء موقع "المفتي" في سوريا ..
حتى انهم لم يقيموا له حفلة وداع، ذاك الذي ارغد وازبد ودعا بصوت متعال احيانا ومتهدج معظم الاحيان للسلطان اكثر مما دعا لله وعمل للسلطان دون ان يعمل لله او للناس ..
لمشاهدة التقرير على اليوتيوب .. اضغط هنا
في ايام الملوك والسلاطين، عندما يشغل احدهم منصب ما ، تطلق يده ليحصل اكبر مكاسب للسلطان ( المال الرجال.. ) ولكن عندما يرتكب صاحب المنصب خطأ يتسبب بسخط واسع عند الناس ويقترب الناس من التمرد على السلطان ، كان السلطان يضحي بصاحب المنصب اما بعزله او نفيه او قتله في كثير من الاحيان .. فهو موجود حي او ميت لتبيض وجه السلطان ..
استمع ..
وهكذا كان مصير احمد بدر حسون ، الذي عمل بكل ما يملك من قدرة على التملق والمداهنة والنفاق ليبيض صورة النظام، وكان دائما في خطبه يذكر الرئيس اكثر ما يذكر الله واخر هذه المناسبات في تأبين الفنان صباح فخري وتحدثنا عنها في تسجيل سابق .
حيث اثار سخط كل السوريين في الخارج عندما دعاهم للعودة الى سوريا لانه في الخارج لن يجدوا من سيصلي عليهم.
وانتشر له بعدها مباشرة تفسير سورة "التين" قال فيها بان " خريطة سوريا مذكورة في سورة التين، وأن الإنسان الذي يُخلق فيها يكون في أحسن تقويم، فإن تركها رددناه أسفل سافلين".
وكان الرد قاسيا وعلنيا هذه المرة ، اذ اعتاد النظام على تقريع اتباعه في السر، وتطبيق عقوبات غريبة عجيبة عليهم في حال اعتبروا انهم ارتكبوا اخطاء او قاموا بتصرفات لا يوافق عليها النظام ، تبدأ من الاقامة الجبرية المؤقتة وصولا الى تجريد التابع من كل صلاحياته وامواله بدون ضجيج.
فنشر في وسائل الاعلام رد على تفسير حسون لسورة التين من قبل جهة تابعة لوزارة الاوقاف اطلق عليها " المجلس العلمي الفقهي" ، رد طويل فيه تقريع وتصغير علني لمفتي الجمهورية، وكان من الواضح ان هذه العلانية تعلن نهاية الرجل.
في اليوم التالي تم تسريب معلومات من خلال وكالة محلية مرخصة معروفة بعلاقاتها مع القصر بان حسون لم يعد مفت للجمهورية ، لان ولايته انتهت بحسب مرسوم تعينيه لمدة ثلاث سنوات ولم يجدد له.
واضافت الوكالة بانه تدريجيا يحل العمل الجماعي بدلا من العمل الفردي بان يأخذ "المجلس العلمي الفقهي" دور المفتي في سوريا.
والمجلس بحسب ما تم تعريفه على موقع الوزارة ، هو كيان نشأ بتوجيه من الرئيس بشار الاسد ويعتبر مرجعية بديل لفكر علماء بلاد الشام من الدول الأخرى كما أنه يضم علماء من كافة المذاهب الإسلامية، وكذلك ممثلين من الطوائف المسيحية يسميهم السادة البطاركة ويدعو إلى نبذ التعصب والطائفية.
والحقيقة لا يمكنني ان اقيم مدى جواز هذا التوجه في ان يقوم هذا المجلس بالافتاء بالنسبة لكل الاديان والمذاهب ، ولكني تابعت اعماله عبر صفحته على الفيسبوك وجدت بانه بالفعل يقوم باصدار بعض الفتاوى منذ تأسيسه في العام 2018.
بالنسبة الى مصير حسون ، فانه كما كل المسؤولين المقالين ستتقلص صلاحياته تباعا ويختفي من الذكر في الحياة العامة ، واذا حاول ان يعود للساحة او لم يفهم بان عليه الانكفاء ، سيتم تدبير تهمة له لزيادة الضغط عليه وتهديده .. وبالطبع سيخسر الكثير من نفوذه وايضا بالتدريج سيفقد المواقع التي يشغلها حيث اني اعتقد بانه خطيب جامع وعضو في مجلس الشعب ..
هي دورة الادوات التي يستخدمها النظام ذاتها لا تعرف كبيرا من صغير .. النهاية دائما تكون سلة القمامة ..
نضال معلوف