الاخبار السياسية
برلين تتوقع رفض 400 ألف طلب لجوء خلال هذا العام
(صورة ارشيفية للاجئين في ألمانيا)
استياء في ألمانيا بعد الاعتداء بقنبلة يدوية على نزل لاجئين
اتخذت ألمانيا مؤخرا تدابير للحد من تدفق أعداد جديدة من اللاجئين إليها, فيما تباينت وجهات نظر الصحف الألمانية في تقييمها لهذه التدابير، خاصة في ظل الإجراءات المعلنة في دول أخرى كالسويد التي أعلنت مؤخرا عزمها ترحيل 80 ألف لاجئ من أراضيها, وفنلندا التي أعلنت بدورها يوم أمس الخميس, عزمها ايضا ترحيل 20 الف لاجئ رفضت طلباتهم.
فقيمت صحيفة "نويه أوزنابروكر تسايتونغ" حزمة اللجوء الألمانية بشكل أكثر إيجابية، وكتبت تقول: "خاض الشركاء الثلاثة في الائتلاف الحاكم مفاوضات شاقة، لكنهم بالنهاية أثبتوا أنهم قادرون على الحكم. وكما هو الحال في الدول الأخرى، التي استقبلت أعداداً كبيرة من اللاجئين، فإن هدف الائتلاف انصب بالدرجة الأولى على وقف تدفق اللاجئين. وكانت النتيجة من هذه المفاوضات حلاً وسطاً يمكن للأحزاب الثلاثة (المسيحي الديمقراطي والمسيحي الاجتماعي والاشتراكي الديمقراطي) التعايش معه دون فقدان ماء وجهها. وهذا ينطبق خاصة على وقف تنفيذ قانون لم شمل العائلات. وهذا اتفاق يمكن التعايش معه، لأن الحق في لم شمل العائلات يبقى قائما في المستقبل لجميع من قبلت طلبات لجوئهم السياسي".
من جهتها قارنت صحيفة "فرانكفورتر ألغماينة" بين ألمانيا والسويد, فكتبت: "عزم السويد ترحيل 80 ألف لاجئ هو في المقام الأول تعبير عن الإرادة. وفي الممارسة العملية تواجه السويد نفس المشاكل التي تواجهها ألمانيا: كاختفاء اللاجئين الذين يتم رفض طلبات لجوئهم، أو إخفاء جنسيتهم، أو يسجلون أنفسهم كمرضى أو ترفض بلدانهم الأصلية استقبالهم. وقد كان الترحيل دائما واحداً من أكثر القضايا صعوبة والمثيرة للجدل في إجراءات اللجوء الأوروبية، ولذلك يتم التخلي عنه ليس في ألمانيا وحدها فحسب. ورغم ذلك: الإعلان السويدي يلائم الصورة في قارةٍ حسمت أمرها على اتخاذ خطوات تدريجية لدحر تدفق اللاجئين (...) هذا الإعلان سيصبح نموذجا يحتذى به"..
وكان رؤساء أحزاب الائتلاف الحاكم في ألمانيا اتفقوا يوم أمس الخميس على تشديد قواعد اللجوء وعلى وجود أولوية للم شمل عائلات اللاجئين القادمين من مخيمات في تركيا ولبنان والأردن, بينما ستتوقف عملية لم الشمل بالنسبة للاجئين أصحاب "الحماية المحدودة", بعد أن شهدت الآونة الأخيرة خلاف داخل الائتلاف الحكومي في ألمانيا, حول حق اللاجئين السوريين في لم شمل عائلاتهم.
وتتضمن القواعد الجديدة تسريع عملية نظر طلبات اللجوء من بلدان يطلق عليها البلدان الآمنة وتقليل الدعم المالي لطالبي اللجوء.
وفي سياق متصل، تشير توقعات الحكومة الألمانية الى رفض 400 ألف طلب لجوء حتى نهاية العام الجاري، حسبما ورد في وثيقة للكتلة النيابية لأحزاب الاتحاد المسيحي.
وبموجب الوثيقة التي أوردتها وكالة رويترز ستحصل الولايات الاتحادية من الحكومة مقابل كل طلب لجوء مرفوض على 670 يورو ليصل المبلغ الإجمالي إلى 268 مليون يورو.
و ذكر مكتب الإحصاء الاتحادي الألماني أن عدد سكان ألمانيا ارتفع في عام 2015 بسبب تدفق اللاجئين. وقدر المكتب أن عدد السكان وصل إلى 81.9 مليون نسمة في 2015 من 81.2 مليون نسمة قبلها بعام. وكان هذا أعلى ارتفاع سنوي في عدد السكان منذ عام 1992.
وذكر المكتب أن 900 ألف شخص على الأقل قدموا إلى ألمانيا العام الماضي. وعوض هذا ما يسمى "العجز في المواليد" وهو الفارق بين عدد المواليد والوفيات والذي قدر بما بين 190 ألف شخص و 215 ألف شخص.
وفي سياق متصل, أثار هجوما بقنيلة يدوية على نزل اللاجئين جنوب المانيا "صدمة كبيرة لدى سياسيي ألمانيا" بحسب وسائل اعلام المانية.
وكانت الشرطة الألمانية أعلنت في وقت سابق من اليوم "أن مجهولين القوا قنبلة يدوية لم تنفجر في حرم مركز لطالبي اللجوء", وقد ألقيت القنبلة اليدوية من فوق جدار هذا المركز الواقع في مدينة فيلينغين-شفنينغين الواقعة في منطقة شفارتس فالد( الغابة السوداء)، كما جاء في بيان للشرطة. واخلي عشرون من المقيمين في هذا المركز في مقاطعة بادن-فورتيمبيرغ بعد عثور الحراس على القنبلة في الساعات الأولى من ليلة الجمعة.
وتوعد وزير العدل الألماني هايكو ماس بمحاسبة الواقفين وراء ذلك بكل قسوة القانون, وقال "إن العنف قد بلغ درجة مرعبة ولا يجوز للجناة أن يفلتوا من العقاب. وأضاف الوزير "أنه علينا أن نكون ممتنين على عدم وقوع إصابات هذه المرة".
وتابع ماس "أن الاعتداءات ضد اللاجئين وعمال الإغاثة الإنسانية وحتى ضد رجال الشرطة قد زادت بشكل درامي، مضيفا " لا يجوز لنا أن ننتظر حتى سقوط ضحايا لتلك الاعتداءات".
من جانبه، عبر رئيس وزراء ولاية بادن ـ فورتيمبيرغ التي تقع بها بلدة فيلينغين ـ شفينيغين عن صدمته لهول الحادث قائلا" إنه أمر لا يصدق حقا أن يتم مهاجمة اللاجئين بقنابل يدوية، أي عمليا باستخدام أسلحة عسكرية".
وأوضحت الشرطة أنها لم تعثر على مؤشرات تساعد في تحديد هوية الفاعلين، وقالت إنها تبحث عن شهود. هذا وعمد الخبراء إلى تفجير القنبلة اليدوية وتمكن المقيمون في المركز من العودة إليه.
وتعرضت مراكز استقبال اللاجئين بالآونة الأخيرة لهجمات عدة, وتفيد إحصاءات كشفت عنها الشرطة الجنائية أن عدد أعمال العنف التي تستهدف مراكز اللاجئين زادت ست مرات في 2015، وبلغت 173 في مقابل 28 قبل عام.
سيريانيوز
TAG: ألمانيا لاجئون