العقل اللامسؤول ... بقلم : بشار عثمان
يستطيع اي مراقب حيادي ل مؤسسات النظام السابق بفرعيها المدني و العسكري ان يشخص الى استنتاج لا لبس فيه ان النهج العام في هذه المؤسسات يتمحور حول الفرد و المصالح الشخصية بغياب شبه تام لفكر المصلحة العامة عند كافة المستويات الوظيفية.
السؤال المهم هنا و الذي سيساعدنا في المرحلة القادمة من البناء هو : لماذا؟؟
باعتقادي ان اهم الاسباب هو وجود سلطة ديكتاتورية شمولية تتحكم بكل اشكال الحياة على مدى نصف قرن نسجت بعناية شبكة معقدة من الفساد الاداري بحيث يصعب على اي شخص او جهة متحمسة لبناء او تحسين الواقع مواجهة هذه الشبكة
ورسخت قناعة عامة بأنه لا قيمة ولا جدوى من المبادرات و انه لمن الشذوذ ان تتكلم بالاخلاقيات وقتلت اي بوادر حس بالمسؤولية ذلك ان هناك من يفكر عنك و هناك من يأخذ القرار عنك وهو ادرى و اعلم بحالك منك فينخفض افق تفكير الشخص من العام الى الخاص .
اما توجيه الاتهام للمجتمع انه غير مثقف او غير جدير فهو تبرير مقيت لهذا الواقع السيء.
كل المجتمعات ولادة و مبدعة بشرط وجود قيادة لهذا المجتمع تدعم النخب و تحاسب المقصرين.
السلطة وحدها مسؤولة عن تخلف المجتمع .
فإذا اتجهنا " لا سمح الله " لنفس نوع السلطة بغض النظر عن اسماء و اطياف و اعراق مكونات هذه السلطة فسوف نتابع مسيرتنا بكل ثبات الى الخلف و نسبح عميقاً في الظلام
العقل المسؤول تنتجه الحرية و اللامسؤول ينتجه الاستبداد .
المهندس بشار عثمان
*الاراء الواردة في هذا الباب لا تعبر بالضرورة على سياسة الموقع
*ارسل مساهمتك على الايميل info@syria.news