البرتو مورافيا في "العصيان".. تشريح للنفس البشرية
كلنا مررنا بفترة المراهقة وربما كان في حياتنا مراهقين عشنا معهم وراقبناهم عن قرب، ويمكن ان تم توجيه سؤال لنا عن المراهقة ان نجيب بعدة صفات تعد على اصابع اليد الواحدة، سمعناها او قرأنها هنا او هناك.
ولكن الكاتب الايطالي الشهير البرتو مورافيا وهو يعرض قصة "لوقا" الفتى المراهق الذي تعرض لاضطراب نفسي خطير ، يدخل في اعماق هذا "الشاب المراهق" ويخرج منها بتفاصيل مذهلة عن الصراع الذي يعيشه الانسان في هذا العمر الخطر.
في العصيان، يرافق الكاتب الشخصية ويعرض كل تفصيل يطرأ على عوالمها الداخلية العميقة.
كيف تتمرد هذه النفس على صحابها ومن ثم على المحيط، وتصل الى مكان تتمرد على الحياة ذاتها، تفاصيل يحار القارئ كيف علم بها الكاتب، وان كان يتكلم عن نفسه كيف كان لديه هذا الوعي ليرصد كل تلك التغيرات في عمر عادة لا يعي فيه الانسان شيئا.
محبي القصص الشيقة والتي تتتالى بها الاحداث بسرعة وسلاسة وتقفز من فوق "سطح" المفاهيم لتصل بنا الى النهاية، لا ينصح بان يقرؤوا "العصيان".
مورافيا في هذه الرواية يقترب اكثر من الادب الروسي لكتاب كبار مثل دوستويفيسكي وتولوستوي وميخائيل ليرمنتوف، ذاك النوع من الكتابة الذي يركز على المعاني اكثر منه على الاحداث.
رسالة مورافيا في هذه الرواية تتلخص بان الامل يولد من اليأس كما يولد النور من الظلام وان الانسان ليدرك نعمة الحياة لا بد له من ان يعاني اولا.
البرتو مورافيا ولد في العام 1907 وتوفي في العالم 1990 وهو من اشهر الكتاب الايطاليين في القرن العشرين نشرت "العصيان" في العام 1948، وله روايات اخرى شهيرة منها امرأة من روما، الفردوس الاحتقار، ومراهقون.
ارجو لكل من يقرر ان يخوض تجربة قراءة هذه الرواية كل المتعة والفائدة.
نضال معلوف