صحيفة: روسيا حققت أهدافها "الأساسية" في سوريا
أوضحت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية, يوم الأربعاء, أن العملية العسكرية الروسية في سوريا حققت "هدفها الرئيس"، فيما يخص تعزيز مواقع حكومة الرئيس بشار الأسد، على الرغم من أنّ مخرجا "لائقا" من الأزمة لا يلوح في الأفق حتى الآن. كما وصفت الاتفاق الروسي-الأمريكي بشأن وقف إطلاق النار في سوريا بأنه نجاح حققه الكرملين "مقابل ثمن منخفض نسبيا".
ولفتت الصحيفة إلى تشديد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في كلمته المتلفزة، مساء الاثنين الماضي, على أن الدور الروسي في سوريا سيساعد في تجنيب البلاد الانهيار الكارثي، على غرار ما حصل في العراق وليبيا واليمن، بالإضافة إلى كونه مثالا على "العمل المسؤول".
وكان بوتين أشار في وقت سابق الى ان بلاده تسعى لحل الازمة في سوريا بالوسائل "السياسية والدبلوماسية", وذلك في وقت تواجه روسيا مطالبات وضغوطات دولية بوقف قصفها الجوي على سوريا لا سيما حلب, وسط تصاعد العمليات العسكرية للجيش النظامي, بمساندة الطيران الروسي.
واعتبرت الصحيفة أن موسكو لدى إطلاقها العملية العسكرية في سوريا، في أيلول الماضي، كانت تسعى لتحقيق 5 أهداف، وهي "وضع حد للمحاولات الخارجية لتغيير النظام، وإظهار نفسها كشريك موثوق بقدر أكبر بالمقارنة مع الولايات المتحدة، لكي تفشل بذلك خطط واشنطن لعزل موسكو ، والدعاية للأسلحة الروسية الجديدة، وتقديم مسرحية خارجية جديدة للجمهور الروسي الذي تعب من الحرب في أوكرانيا المجاورة".
وشددت "نيويورك تايمز" على أن موسكو حققت الأهداف المذكورة بقدر كبير، معيدة إلى الأذهان تأكيد بوتين على مواصلة العمليات القتالية ضد التنظيمات الإرهابية في سوريا.
ويشار الى أن العمليات الروسية بدأت في سوريا 30 أيلول الماضي, إلا أن عدة دول غربية أعلنت مؤخرا أن الضربات الجوية الروسية, لا تستهدف تنظيم "داعش" إلا ما ندر, متهمة موسكو بتوجيه ضربات لمعارضين معتدلين, في حين يرفض مسؤولون روس هذه الاتهامات مؤكدين على أنهم يستهدفون "داعش" إلى جانب غيرها من الفصائل التي تدرج تحت "تصنيف الإرهاب".
وأوضحت الصحيفة أن القوات الموالية للأسد تكاد تطبق الحصار على مدينة حلب. وتوقعت بأن يواصل الجيش النظامي هجماته قبل دخول الهدنة حيز التطبيق يوم السبت المقبل، ولم تستبعد استمرار تلك الهجمات بعد الشروع في تطبيق الهدنة.
ويذكر أن الجيش النظامي يوسع من عملياته العسكرية في محاور ريف حلب، بمساندة جوية من الطيران الروسي، حيث تمكن في الاسابيع الماضية من التقدم والسيطرة على عدد من النقاط والقرى، الأمر الذي أدى إلى نزوح عشرات الآلاف من سكان المنطقة الى الحدود التركية.
وأشارت "نيويورك تايمز" في هذا الخصوص إلى "نقطة ضعف" في الاتفاق الروسي-الأمريكي يسمح بمواصلة الهجمات ضد تنظيمي "داعش" و"جبهة النصرة". ورأت أن هذا البند يصب في مصلحة روسيا، علما بأن العديد من فصائل المعارضة تحارب إلى جانب مقاتلي "جبهة النصرة".
وكانت الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا توصلتا, الاثنين الماضي, إلى اتفاق بشكل رسمي على وقف إطلاق النار في سوريا ابتداءً من السبت المقبل, لا يشمل تنظيم "داعش" أو "جبهة النصرة".
واستطردت الصحيفة، "في الوقت الذي يشترط الاتفاق على حلفاء أمريكا أن يتوقفوا عن القتال ضد نظام الأسد، يمكن لروسيا والنظام السوري أن تواصلا ضرب فصائل المعارضة التي تدعمها الولايات المتحدة، دون أدنى خشية من أي رد فعل أمريكي لإيقاف ذلك".
واعتبر مسؤولون في المعارضة السورية، يوم أمس الثلاثاء, إنه "من المستحيل" تحديد المواقع الخاضعة لسيطرة "جبهة النصرة" بشكل منفصل، نظراً للتداخل بين مواقعها مع المناطق الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة، ما قد "يسقط " الهدنة في حال قصف تلك المواقع.
ونقلت الصحيفة عن محليين أن روسيا تريد أن تمدد تواجدها في سوريا، لكي تشرف على الانتقال السياسي حتى تشكيل حكومة جديدة، ولكي تبقى دمشق عاصمة ودية بالنسبة لموسكو، بالإضافة إلى إظهار إمكانية تحقيق الانتقال السياسي عبر التفاوض وليس عبر تغيير النظام.
وكانت روسيا أبدت مرات عدة موافقة على إجراء انتقال سياسي في سوريا إلا أنها لا تفترض رحيلا موجبا للأسد بمقتضاه، معتبرة موضوع رحيله أمر يقرره الشعب السوري.
سيريانيوز