صحيفة: روسيا اقترحت في 2012 تسوية تضمن تنحي الأسد.. ودول غربية رفضها

أفادت صحيفة ( الغارديان ) البريطانية, أن تصريحات للرئيس الفنلندي السابق مارتي أتيساري كشفت النقاب عن رفض غربي لتسوية اقترحتها روسيا عام 2012 كان من شأنها أن تضمن تنحي الرئيس بشار الأسد.

قالت صحيفة ( الغارديان ) البريطانية, أن تصريحات للرئيس الفنلندي السابق مارتي أتيساري كشفت النقاب عن رفض غربي لتسوية اقترحتها روسيا عام 2012 كان من شأنها أن تضمن تنحي الرئيس بشار الأسد.

 

وأوردت الصحيفة في عددها الصادر, يوم الاثنين, تصريحات لأتيساري التي أكد فيها أن روسيا كانت على استعداد لتقديم تسوية من ثلاث نقاط، تضمن تنحي الرئيس الأسد بطريقة "لائقة".

 

وذكر لاتيساري أنه التقى سفراء الدول الأعضاء في مجلس الأمن لدى الأمم المتحدة، وكان من ضمنهم السفير الروسي فيتالي تشوركين الذي اقترح تسوية تضمن تنحي الأسد بعد وقف لإطلاق النار بين قوات المعارضة والجيش النظامي السوري.

 

وبحسب الصحيفة, كان مارتي أتيساري عضو منظمة الشيوخ لحل النزاعات والدفاع عن حقوق الإنسان قد التقى سابقا بسفراء الدول الأعضاء في مجلس الأمن، لكن الحديث الأبرز كان مع السفير الروسي تشوركين الذي اقترح "عدم تزويد المعارضة بالأسلحة، وفتح حوار بين المعارضة والحكومة السورية يفضي إلى خروج لائق للرئيس الأسد".

 

ورفض تشوركين التعليق على هذا الحديث, مشيرا إلى أن الأمر كان يتعلق بـ"محادثة خاصة".

 

وأشار  الرئيس الفنلندي السابق إنه نقل الاقتراح الروسي لسفراء الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا الذين لم يصدر عنهم أي رد فعل بهذا الخصوص, لافتا إلى أن "حكومات هذه الدول كانت واثقة من سقوط نظام الرئيس بشار الأسد، ولم تعتقد أنه من الضروري البحث عن تسوية سياسية آنذاك".

 

ولم يصدر أي تعليق رسمي من سفراء الدول المعنية حول تصريحات أتيساري، إلا أن مصادر مقربة منها أشارت إلى أن قوات المعارضة آنذاك رفضت الدخول في أي حوار مع الرئيس الأسد, بحسب الصحيفة.

 

وتعليقا على تصريحات الرئيس الفنلندي السابق، قلل السفير البريطاني السابق في المملكة العربية السعودية ومدير فرع الشرق الأوسط في المعهد البريطاني للدراسات الاستراتيجية جون جينكينز من إمكانية دعم روسيا لحل يضمن تنحي الأسد عن السلطة.

 

وأكد جينكينز أن "من الصعب تصديق أن تشوركين كان يتحدث بلسان موسكو، وحتى لو سمعت تصريحا رسميا من الرئيس فلاديمير بوتين بشأن هذا الحل المقترح، فأعتقد أن الأمر لن يكون سوى مناورة تهدف إلى الحفاظ على الأسد وتعويضه بقائد من النظام نفسه".

 

وتشدد الدول العربية والغربية على الحل السياسي للازمة السورية, إلا أن قضية مصير الأسد تبقى موضع جدل, حيث تحول الموقف الغربي خاصة منذ حوالي شهرين من المطالبة برحيل الأسد فورا إلى قبول بقائه حتى بدء مرحلة انتقالية وتحول سياسي يفضي لرحيله, أما قطر والسعودية ما زالتا تطالبان برحيل فوري , في حين تبدي روسيا موافقة على إجراء انتقال سياسي في سوريا إلا أنها لا تفترض رحيلا موجبا للأسد بمقتضاه، معتبرة موضوع رحيله أمر يقرره الشعب السوري.

 

ويأتي ذلك في وقت وتشهد الازمة السورية حراكا سياسيا دبلوماسيا من أجل التوصل إلى حلها , حيث أعلنت الأمم المتحدة عن محادثات سلام سورية ستعقد في جنيف أواخر الشهر المقبل,  فيما يسعى المبعوث الاممي الى سوريا ستيفان دي ميستورا الى عقد المفاوضات في 25 الشهر المقبل, وذلك بناءا على القرار الذي أصدره مجلس الأمن منذ أيام صدق فيه على خريطة طريق لعملية سلام في سوريا والذي ينص في احد بنوده على بدء مفاوضات في سوريا في كانون الثاني المقبل.

سيريانيوز

28.12.2015 23:02