الاخبار السياسية

بريطانيا تشكك في جدية القرار الروسي بسحب قوات من سوريا

16.03.2016 | 18:26

"لا يمكن إحلال سلام دائم في سوريا مع وجود الأسد في السلطة"

قال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند، يوم الأربعاء، إن بلاده غير متأكدة من جدية القرار الروسي بسحب قوات لها من سوريا، في موقف دولي يعتبر الأكثر تشككا إزاء الإعلان الروسي.

وأوضح هاموند في تصريحات للصحفيين ببغداد، تعليقا على إعلان روسيا سحب معظم قواتها من سوريا، "إذا تبين أنه انسحاب حقيقي - ونحن لا نعرف ذلك..."، مضيفا "لقد رأينا من قبل في أوكرانيا روسيا تتحدث عن انسحاب ويتبين بعد ذلك انه مجرد تناوب بين القوات".

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعطى مساء الاثنين, تعليمات بالشروع في بدء سحب القوات الروسية الرئيسة من سوريا ابتداء من 15 آذار، بعد "نجاحها بتحقيق المهمات الرئيسية"، إلا أن القاعدتين الروسيتين في حميميم وطرطوس ستواصلان عملهما، رغم السحب الجزئي للقوات الروسية.

ولفت الوزير البريطاني إلى أنه لو تأكد الانسحاب "سيكون من المهم أن نرى إلى متى تستطيع قوات النظام الحفاظ على قدراتها بوسائلها الخاصة".

وساعد التدخل العسكري الروسي الذي بدأ في سوريا أيلول الماضي على تحويل دفة الحرب لصالح الجيش النظامي بعد أشهر من مكاسب حققتها فصائل معارضة خاصة في ريفي اللاذقية وحلب بعد ظهور أسلحة متقدمة بايدي معارضين يعتقد انها إمدادات عسكرية غربية ومن دول عربية، بينها صواريخ أمريكية الصنع مضادة للدبابات، إلا أن روسيا أوضحت أن قرارها بسحب جزئي لقواتها من سوريا ليس للضغط على الأسد أو أنه قد يسهم في إضعافه.

ولاقى القرار الروسي ترحيبا واسعا، حيث رأى فيه مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة "أمرا إيجابيا" وسينعكس على محادثات جنيف الجارية، فيما نأت بعض الدول كالولايات المتحدة الأمريكية عن التعليق مبررة ذلك بأنه من السابق لأوانه التكهن بالتداعيات المحتملة للقرار، وفي حين أبدت المعارضة ترحيبها بالقرار كونها ستعطي محادثات السلام "دفعة إيجابية"، قال النظام إن الخطوة الروسية تمت بالتنسيق معه وهي نتاج طبيعي لتطورات الأحداث ولا سيما التوصل إلى اتفاق الهدنة.

وجاء الإعلان عن القرار الروسي في نفس اليوم الذي استؤنفت فيه محادثات جنيف التي ترعاها الأمم المتحدة بين أطراف الصراع في سوريا، بلقاء رسمي ضم وفد النظام السوري ودي ميستورا.

وبالنسبة لمحادثات السلام الجارية في جنيف برعاية الأمم المتحدة بين وفدي النظام والمعارضة، قال هاموند "لا نعتقد انه بالإمكان إحلال سلام دائم في سوريا مع وجود الأسد في السلطة".

ويشارك وفدا النظام و"هيئة التفاوض" المعارضة في المحادثات, في ظل تباين الآراء بشأن مصير الرئيس بشار الأسد والمرحلة الانتقالية، ففي حين أعلن النظام عن رفضه وضع انتخابات الرئاسة على جدول محادثات جنيف , وان الأسد "خط أحمر", ردت "هيئة التفاوض" المعارضة بأن الهدف من محادثات جنيف تشكيل "هيئة حكم انتقالية" في مرحلة تبدأ بـ"رحيل الأسد أو موته".

وتعد قضية الأسد تبقى موضع جدل, حيث تحول الموقف الغربي خاصة مؤخرا من المطالبة برحيل الأسد فورا إلى قبول بقائه حتى بدء مرحلة انتقالية وتحول سياسي يفضي لرحيله, في حين تبدي روسيا موافقة على إجراء انتقال سياسي في سوريا إلا أنها لا تفترض رحيلا موجبا للأسد بمقتضاه، معتبرة موضوع رحيله أمر يقرره الشعب السوري.

وتعد محادثات جنيف هي الأولى منذ أكثر من عامين وتأتي وسط تراجع ملحوظ في القتال بعد سريان اتفاق لوقف الأعمال القتالية برعاية واشنطن وموسكو في الشهر الماضي.

وتنتهي الجولة الأولى من المحادثات، التي تجري عبر مفاوضات غير مباشرة، في 24 آذار وتعقبها فترة راحة لمدة تتراوح بين سبعة وعشرة أيام ثم تجري جولة ثانية لمدة أسبوعين على الأقل ثم فترة راحة أخرى تعقبها جولة ثالثة.

سيريانيوز


TAG: