جدير بالذكر
في ذكرى ولادته.. تعرف على يوسف العظمة شهيد معركة ميسلون
يصادف في مثل هذا اليوم 9 نيسان ذكرى ولادة يوسف العظمة، الذي كان وزيراَ للحربية في الحكومة بسوريا بقيادة الملك فيصل الاول، وهو أول وزير حربية عربي يخوض معركة ضد الجيش الفرنسي ويستشهد فيها.
ولد يوسف العظمة في حي الشاغور الصمادية بدمشق عام 1884، توفي والده عندما كان يوسف في السادسة من عمره، فقام شقيقه الأكبر عبد العزيز بتولي شؤون تربيته والانفاق عليه.
كان العظمة يتكلم العربية والتركية والفرنسية والألمانية، وكان متدينا متمسكا بإسلامه، ومحافظا على شعائر الإسلام.
أكمل العظمة دراسته العليا في المدرسة الحربية بالأستانة عام 1906، وتخرج برتبة "يوزباشي" أركان الحرب، وتنقل في الأعمال العسكرية بين دمشق ولبنان والأستانة.
وأرسل إلى ألمانيا للتدريب على الفنون العسكرية حيث بقي فيها سنتين، وعاد إلى الأستانة فعين كاتباَ للمفوضية العثمانية في مصر، وعندما نشبت الحرب العالمية الأولى هرع إلى الأستانة متطوعاَ، وعين رئيساَ لأركان حرب الفرقة العشرين ثم الخامسة والعشرين، وكان مقرها في بلغاريا ثم في غاليسيه النمساوية ثم في رومانيا.
في 1912 أعيد يوسف العظمة إلى الآستانة ليكون مرافقاَ لوزير الحربية العثماني أنور باشا وهو يتفقد الجيوش العثمانية في الأناضول وسوريا والعراق، وعين رئيساَ لأركان حرب القوات المرابطة في القوقاز ثم رئيساَ لأركان الجيش الأول في إسطنبول.
بعد انتهاء الحرب العالمية عاد يوسف العظمة إلى الشام، فاستعان به الملك فيصل الأول، وقام بتعيينه وزيراَ للحربية برتبة "فريق باشا"، وبدأ العظمة بتشكيل الجيش العربي في المملكة السورية، واصدر قانون الخدمة الإلزامية في سوريا.
نال يوسف العظمة خلال دراسته في الدولة العثمانية وخدماته في الجيش أوسمة عديدة تقديراَ لمواهبه الخاصة وتميزه عن اقرانه، وكوفئ على نبوغه العلمي بـ "وسام المعارف الذهبي" الذي انشأه السلطان عبد الحميد الثاني، كما أنه قام خلال خدمته بإعداد برامح متقدمة للتدريب العسكري، وأنظمة الإعداد، واسلوب التعامل مع الجند.
فرضت فرنسا الانتداب على ارض سوريا لكن يوسف العظمة رفض ذلك، وصمم على مجابهة الجيش الفرنسي، وقاد مقاومة السوريين العسكريين رغم عدم تكافؤ القوى.
خاض يوسف العظمة هذه المعركة الفاصلة والتي سميت بمعركة "ميسلون"، حيث اندلعت بين قوات من المتطوعين السوريين (3000 مقاتل)، وبين قوات الجيش الفرنسي بقيادة الجنرال ماريانو غوابيه من جهة أخرى (9000 جندي) في عام 1920 في منطقة ميسلون غربي مدينة دمشق، الا انه استشهد فيها.
وحسمت نتيجة المعركة بسرعة، اذ قدرت الخسائر بين قوات المتطوعين السوريين بنحو 400 قتيل و1000 جريح، أما عدد قتلى الجيش الفرنسي فهو، حسب الأرقام الفرنسية، 42 قتيل و154 جريح، وذلك نتيجة تزويد الجيش الفرنسي بطائرات ودبابات ومدافع وإمدادت.
دُفن العظمة في المكان الذي استُشهد فيه، في مقابر الشهداء بميسلون، وأصبح قبره إلى اليوم رمز التضحية الوطنية.
سيريانيوز