الأخبار المحلية

صحيفة: أمريكا استكشفت سبل القيام بانقلاب عسكري في سورية بعد بدء الازمة

صحيفة: أمريكا أجرت اتصالات سرية مع الحكومة السورية

24.12.2015 | 17:56

"نائب وزير الخارجية الامريكي أجرى محادثتين هاتفيتين مع المعلم للتحذير من استخدام الأسلحة الكيماوية على نطاق واسع"

قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" يوم الخميس, أن مسؤولين أمريكيين أجروا اتصالات سرية مع أعضاء في الحكومة السورية في محاولة للحد من العنف في سوريا واستكشفوا سبل التشجيع على القيام بانقلاب عسكري في عام 2011 حينما بدأت الحرب ".

وقالت الصحيفة استنادا إلى مقابلات مع أكثر من 20 شخصا منهم مسؤولون أمريكيون حاليون وسابقون أن "مسؤولي مخابرات أمريكيين حدَّدوا ضباطا في الجيش ينتمون إلى الطائفة التي ينحدر منها الأسد ويمكنهم قيادة انقلاب لكنهم لم يجدوا مواطن ضعف تذكر يمكن استغلالها".

وأضافت الصحيفة أن "هذه التحركات جرت حينما بدأت حكومة الأسد حملتها على الاحتجاجات المناهضة لها وبدأ الجنود ينشقون عن الجيش."

وبدأت الأزمة السورية في منتصف آذار من عام 2011 حيث ارتفعت وتيرة الاشتباكات والعمليات العسكرية في عدد من مناطق ومدن البلاد مما أدى لمقتل نحو 250 الف شخص وخلق حركة نزوح للأهالي داخل وخارج البلاد, حيث وصل عدد اللاجئين في دول الجوار إلى أكثر من 3 ملايين لاجئ, بحسب تقارير اممية, في ظل الاستمرار بتدهور الحياة المعيشية والأمنية, و تبادل الاتهامات بين الحكومة والمعارضة حول مسؤولية العنف و الدمار في البلاد وعرقلة الحل السياسي للأزمة.   

ونقلت الصحيفة عن مسؤول رفيع سابق في الحكومة الأمريكية ,قوله أن "سياسة البيت الأبيض في عام 2011 كانت محاولة الوصول إلى انتقال في سوريا عن طريق إيجاد ثغرات في النظام وعرض حوافز على الناس ليتخلوا عن الأسد."

وقالت الصحيفة أن "حكومة الرئيس باراك أوباما تحولت عن محاولة التأثير على حكومة الأسد لتتجه نحو مساندة مقاتلي المعارضة السورية في عام 2012".

وسبق أن أعلنت واشنطن وعدة دول أخرى عن دعمها للمعارضة المعتدلة في سوريا , حيث أطلقت الولايات المتحدة في، أيار الماضي، برنامجا لتدريب "المعارضة السورية المعتدلة" لقتال تنظيم "داعش"، و شهد البرنامج تعثرا اذ لم تستطع أمريكا تجنيد أكثر من 54 متطوعا لتدريبهم، من مجموع 5400 كان يفترض تدريبهم، وذلك بسبب إصرار أمريكا على جعل قتال تنظيم "داعش" أولوية على قتال قوات النظام السوري، وهو ما ترفضه العديد من فصائل المعارضة السورية, وذلك بحسب تقارير اعلامية.

وذكرت الصحيفة أن "مسؤولين كبارا من الولايات المتحدة وسوريا تحادثوا وجها لوجه أو بعثوا برسائل بعضهم إلى بعض من خلال أطراف ثالثة منها روسيا وإيران حليفتا سوريا".

وقال مسؤولون أمريكيون للصحيفة أن "نائب وزير الخارجية الامريكي وليام بيرنز أجرى محادثتين هاتفيتين مع وزير الخارجية وليد المعلم ليحذر نظام الأسد من استخدام الأسلحة الكيماوية على نطاق واسع, وتقاعد بيرنز من منصبه العام الماضي".

ووافقت الحكومة السورية في عام 2013 على تدمير ترسانتها من الأسلحة الكيماوية, وتم تكليف منظمة حظر الكيماوي بمهمة الإشراف على تدمير الأسلحة, بموجب اتفاق روسي أميركي وقرار من مجلس الأمن ينص على القضاء على هذه الأسلحة، وذلك بعد اتهامها بالمسؤولية عن المجزرة التي وقعت في آب عام 2013 بريف دمشق، وأدت إلى مقتل المئات بهجوم كيماوي, حيث تم حتى الآن تدمير 12 معملا لتصنيع الأسلحة الكيماوية وثلاثة أنفاق من أصل خمسة تؤدي إلى خمس منشآت كيماوية تحت الأرض وثلاثة مستودعات إضافة إلى تدمير نسبة 98 % من المنتجات الكيماوية .

وأوضح مسؤول أمريكي رفيع أن "الاتصالات السرية كانت مختلفة عن تلك التي أجريت مع كوبا أو إيران والتي كانت الولايات المتحدة تعتقد فيها أنه يمكنها تسوية القضايا في هدوء ولكنها كانت أكثر تركيزا على جوانب مُعيَّنة".

وقال مسؤول أمريكي رفيع للصحيفة "قلنا مرارا انه يمكنكم خلق بيئة أفضل لوقف إطلاق النار إذا توقفتم عن إسقاط البراميل المتفجرة".

ويأتي ذلك في وقت تبنى فيه مجلس الأمن وبالاجماع قرارا حول سوريا يدعو إلى اجتماع بين المعارضة والنظام  لبحث الانتقال السياسي, ووقف فوري لاستخدام السلاح ضد المدنيين , في وقت يستمر فيه التحالف الدولي بقيادة واشنطن باستهداف مواقع تنظيم داعش في العراق وسوريا في حين بدأت روسيا في 30 أيلول الماضي باستهداف التنظيم في سوريا.

سيريانيوز