مرة اخرى .. حليب "مفقود" من الاسواق يهدد صحة الآلاف من اطفالنا ..
حليب الاطفال الرضع.. الازمة الحاضرة الغائبة دائما والتي على مايبدو لاسبيل لحلها.. فمنذ نحو شهر تقريبا عادت معاناة اهالي الاطفال بفقدان عدة انواع من حليب الاطفال والرضع في الصيدليات بدمشق وريفها.
هذه الازمة خلفت انعكاسات نفسية "خطيرة" على الاهالي باعتبار الحليب مادة غذائية وحيدة للرضع، ناهيك عن ارتفاع اسعار علب الحليب بشكل كبير بحيث لا يتناسب السعر مع دخل المواطنين اصحاب الدخل المحدود.. هذا في حال توفرت في الصيدليات.
واحدة من الاهالي (نسرين) ربة منزل، اشتكت لسيريانيوز من معاناة كبيرة في الحصول على علبة حليب لطفلها الرضيع البالغ من العمر 7 اشهر، مشيرة الى "فقدان" انواع عديدة من الحليب في الصيدلبات، وذلك بعد "بذل" زوجها "جهود مضنية" كلها "باءت بالفشل" رغم ذهابه لعشرات الصيدليات يومياً دون جدوى.
(ماجد) يعمل موظفاً في قطاع الدولة، من الاهالي، الذين يعانون من المشكلة، اكد ايضا فقدان اصناف اساسية لحليب اطفال الخدج و الرضع وتتضمن الانواع "(بيوميل 1 - بيومل2 - بيومل3 - برينان - بيوميل LF)".
وكانت هذه الاصناف متوفرة بصعوبة في عدد من الصيدليات قبلا، ما حدا باهالي الاطفال الى شراء كميات كبيرة من علب الحليب تحسبا لفقدانها، تزامن هذا مع ارتفاع في اسعارها بشكل كبير لاسيما اصناف حليب للاطفال الخدج "برينان" والتي وصل سعر العلبة الى 7 الاف ليرة، اما باقي الاصناف فيتراوح سعر العلبة مابين 2000 الى 2500 ليرة.
ويجب ان نذكر ان هناك اطفال يعانون من حساسية من مادة "اللاكتوز" الموجودة في الحليب فيضطر الاهالي لشراء انواع خاصة خالية من "اللاكتوز"، كـ"بيومل LF"، بسعر مرتفع يتجاوز 5500 ليرة، في ظل صعوبات كبيرة بايجاده في الصيدليات، بحسب شهادات الاهالي.
وتوجد اصناف اخرى من الحليب يمكن الحصول عليها ولكن بصعوبة كبيرة، وطبعا ايضا السعر مرتفع، وتتضمن هذه الاصناف "كيكوز" سعر العلبة 2000، و "ألبن" بسعر 2400، و "نان" بسعر 2800.
بعض الصيادلة "الجشعين" بحسب ما وصفه "رامز" يعمل مهندساً، "استغل"هذه الازمة وقام برفع اسعار العلبة للضعف بحجة تأمينها من لبنان" .
قالت (نسرين) بأن طبيب الاطفال الخاص باطفالها قدم لها حلولا اسعافية لهذه المشكلة، تتضمن اعطاء "الحليب البقري الذي يباع بالاسواق مع تسخينه لمدة 20 دقيقة بعد الغليان واضافة الماء عليه لكي يصبح مقبولا لدى الطفل ولا تتعب معدته".. ولكن يبقى هذا الحل بحاجة الى استشارة طبيب كل طفل حسب حالته الخاصة.
وعن سبب الازمة، ارجعت صيدلانية (ه) لم ترغب بالكشف عن اسمها، السبب الى ان "اطنان من علب حليب الاطفال عالقة في مستودعات الموانئ البحرية"مع وجود مشكلات رويتينة لاتنتهي بالاضافة لجشع وتماطل من قبل الوكلاء والمستثمرين".
ويبقى السؤال.. الذي يردده الاهالي ولا نملك جوابا عليه من المسؤول عن هذه الازمة.. و متى ستنتهي.. الاهالي بانتظار مصير غذاء اطفالهم، وسط مخاوف ان يتم ارتفاع رفع أسعار الحليب إلى الضعف نتيجة قلة المادة واحتكارها من قبل بعض الصيدليات.
سيريانيوز