الأخبار المحلية
أردوغان: لن نسمح بقيام "جيب كردي" على حدودنا .. ووقف قصف مقاتلي الأكراد "غير وارد"
"قواعد الاشتباك حاليا هي للرد على هجوم مسلح لكن قد نوسعها غدا لتغطي مخاطر أخرى"
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان, يوم الأربعاء, إن بلاده "لن تسمح أبدا" بقيام "جيب كردي" على حدودها مع سوريا, معتبرا أن وقف القوات التركية قصفها لمواقع مقاتلين أكراد أمر "غير وارد".
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية (ا ف ب) عن أردوغان قوله, في خطاب ألقاه أمام مسؤولين محليين, إن "دول التحالف ردت معا, و يطلبون منا وقف القصف على المقاتلين الأكراد, لكن للأسف من غير الوارد وقف ذلك".
وأضاف أردوغان إن "الدول كلها صمتت تجاه ما يجري في سوريا، ونحن نطالب الأمم المتحدة بتنفيذ القرار بإنشاء منطقة آمنة في شمال سوريا"، لافتاً إلى أن "الدول الحليفة مع النظام السوري يحاولون قطع طريق المساعدات الإنسانية بين تركيا وحلب".
وكان نائب رئيس الوزراء التركي يالجين أقدوغان قال في وقت سابق اليوم إن "ما نريده هو إقامة شريط أمني يشمل أعزاز، بعمق عشرة كم داخل سوريا، وهذه المنطقة يجب أن تكون خالية من الاشتباكات".
ودعت ألمانيا, في وقت سابق اليوم, الأطراف المتحاربة في سوريا للتوصل لاتفاق على "فرض منطقة حظر جوي" لحماية المدنيين, في حين رفضت روسيا إقامة منطقة حظر طيران في سوريا دون موافقة الحكومة السورية والأمم المتحدة.
واعتبر أردوغان إن "صبر تركيا يقترب من النفاد إزاء الوضع في سوريا"، مؤكداً أن "تركيا إذا تعرضت لقصف فإنها سترد على ذلك أضعافا مضاعفة".
وأوضح أن "قواعد الاشتباك اليوم قد تكون الرد على هجوم مسلح ضد بلادنا لكن غدا يمكن توسيع هذه القواعد لتغطي مخاطر أخرى".
وقال إن تجاهل الصلة بين الأكراد السوريين وحزب العمال الكردستاني المحظور هو "عمل عدائي"، مضيفا "يجب ألا يشك أحد في هذا. لن نسمح بإقامة (قنديل) جديدة على حدودنا الجنوبية" في إشارة إلى جبال قنديل في شمال العراق التي يتمركز فيها حزب العمال الكردستاني المحظور.
وبدأت القوت التركية يوم السبت الماضي، قصفاً مدفعياً على مواقع شمال سوريا تسيطر عليها قوات كردية وأخرى للجيش النظامي، فيما قالت أنه "رد بالمثل" على إطلاق نيران باتجاه قاعدة عسكرية تركية، قبل أن يتفق مجلس الأمن مساء أمس على مطالبة تركيا بـ"احترام" القانون الدولي ووقف القصف.
ووصف أردوغان حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي بأنه "لعبة" في يد السلطات السورية وروسيا، مضيفاً "تركيا هي التي تعرف جيدا التنظيمات الإرهابية في سوريا والعراق، ونعرف أن تنظيم (بي واي دي) الإرهابي هو امتداد لتنظيم بي كا كا الإرهابي".
واتهم أردوغان روسيا والسلطات السورية بارتكاب "جريمة حرب" ضد الشعب السوري، مشيرا إلى أن "ما تقوم به روسيا في سوريا اليوم هو محاولة احتلال واضحة وليست حربا ضد تنظيم (داعش)".
و تتبادل روسيا و تركيا الاتهامات بشأن "دعم الارهاب" في سوريا، إذ تقول موسكو أن انقرة تساعد "جماعات جهادية جديدة ومرتزقة مسلحين" على التسلل إلى سوريا لتقديم العون لتنظيم "داعش"، بينما تقول أنقرة إن "روسيا تدعم النظام وقوات كردية إرهابية".
وحول السياسة الأمريكية، قال أردوغان إن "أمريكا الآن تتحدث عن منطقة آمنة، لكن لا يتم فيها حظر الطيران، وبذلك هم يسمحون للنظام السوري بالقصف الجوي وقتل المدنيين"، لافتاً إلى أن "أمريكا تصرح في العلن بشيء وتقول شيء آخر خلف الأبواب المغلقة".
ورفض الرئيس الأمريكي باراك أوباما مؤخراً إقامة منطقة حظر جوي في سوريا، معللاً ذلك بأن هذه الخطوة لن تخدم بمكافحة "الدولة الإسلامية" (داعش)، بينما أعلنت المستشارة الألمانية انغيلا ميركل قبل يومين تأييدها إقامة مثل هذه المنطقة.
وعن ملف اللاجئين، أوضح أردوغان إن "كل من يلجئ إلى تركيا سنفتح أبوابنا له ونحتضنه، مهما فقد الغرب ضميره تجاه اللاجئين، فإننا في تركيا لن نتخلى عن ضميرنا وواجبنا".
وتأتي هذه التصريحات في وقت يحتشد فيه عشرات الآلاف من السوريين على الحدود التركية المغلقة، هربا من القصف والمعارك في ريف حلب، ما أدى إلى ضغوط دولية على تركيا لفتح حدودها، الأمر الذي ترد عليه بانها لم تقصر إزاء أي لاجئ من سوريا وتستضيف أكثر من 2.5 مليون منهم.
سيريانيوز