ظريف يشكو السعودية للأمم المتحدة ويتهمها بـالسعي لـ "توريط" دول المنطقة بالأزمات
شكا وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، للأمم المتحدة ومنظمة "التعاون الإسلامي" من "استفزازات" سعودية لإيران، متهما المملكة بالسعي لـ "توريط" دول المنطقة بالأزمات، وذلك مع دخول الأزمة بين البلدين أسبوعها الثاني، وتزامنا مع الإعلان عن عقد اجتماع طارئ لمجلس التعاون الخليجي.
وقال ظريف في رسائل وجهها إلى أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون وأمين عام "التعاون الإسلامي"، نشرتها وكالات أنباء إيرانية، إن "هناك مؤشرات على أن البعض في السعودية يسعون إلى توريط كل دول المنطقة بالأزمات", مضيفا أن "يمكن لهم (السعوديين) مواصلة دعم الإرهابيين المتطرفين وتأجيج الكراهية الطائفية أو اختيار طريق حسن الجوار ولعب دور بناء في الأمن الإقليمي".
وأوضح ظريف أن إيران "ليس لديها رغبة" في تصعيد التوترات أكثر، لكنه لم يعرض تسوية إذ ألقى باللائمة في الأزمة والاضطرابات الأوسع بالمنطقة على السعودية بشكل مباشر، مشيرا إلى أن السعودية قامت بسلسلة من "الاستفزازات المباشرة" لإيران ومن بينها إعدام رجل الدين الشيعي البارز نمر النمر وما وصفها بأنها "إساءة المعاملة المستمرة" للحجاج الإيرانيين.
وبدأت الأزمة بين البلدين منذ إعدام النمر في السعودية في الثاني من كانون الثاني، واقتحم محتجون إيرانيون بعد ذلك السفارة السعودية في طهران مما دفع الرياض إلى قطع علاقاتها الدبلوماسية بإيران، ليتلو ذلك تأكيد السعودية إن قطع العلاقات يشمل وقف حركة الملاحة الجوية بين البلدين وإنهاء العلاقات التجارية ومنع المواطنين السعوديين من السفر إليها.
وبهذا الخصوص، لفت ظريف إلى أن "إيران شجبت بشكل صريح الهجوم على السفارة السعودية في طهران والقنصلية في مشهد وعملت على توفير الأمن والاحترام للدبلوماسيين السعوديين كما سارعت إلى صيانة المجمع الدبلوماسي السعودي، وبدأت تحقيقات واسعة لمعرفة أسباب وقوع هذا الحادث ومنع تكراره".
وكان ولي العهد ووزير الدفاع السعودي محمد بن سلمان قال, الخميس, إن نشوب حرب بين بلاده وإيران سيكون إيذانا بـ"كارثة" وإن الرياض لن تسمح بها.
واعتبرت طهران أن قرار السعودية بقطع العلاقات بين البلدين"لا يمكن أن يغطي على خطأ إعدام نمر النمر" لتحظر بعد ذلك بأيام استيراد جميع المنتجات المصنوعة في السعودية.
وفي سياق متصل، يعقد وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي يوم السبت اجتماعا طارئا بالعاصمة السعودية الرياض لبحث تطورات قطع العلاقات الدبلوماسية السعودية-الإيرانية.
ويأتي ذلك بعدما أعلنت البحرين قطع علاقاتها مع إيران، فيما خففت الإمارات من مستوى تمثيلها الدبلوماسي، كما استدعت الكويت وقطر السفيرين الإيرانيين لديهما احتجاجا على الهجمات على المقرات الدبلوماسية السعودية بإيران، أما سلطنة عمان فقد عبرت عن أسفها للهجوم.
ومن المقرر أن يعقد اجتماع آخر للجامعة العربية، الأحد المقبل، مع اتساع دائرة المقاطعة الدبلوماسية لإيران، حيث أعلنت كل من السودان وجيبوتي والصومال قطع علاقاتها الدبلوماسية معها، فيما أدانت مصر الحادثة.
ويعد كل من السعودية وإيران من الأطراف المهمة المؤثرة في الوضع السوري، وتتزايد المخاوف الدولية من تأثير الخلاف بينهما على مفاوضات جنيف المزمع عقدها في 25 من الشهر الحالي، ويشارك كل من النظام والمعارضة فيها.
سيريانيوز