فـي قلــبك ... بقلم : يامن أبو هايله

في قلبك أنا ..

كمن يرمي في الطاحون حبات ماء ...

 

كالنهر الجريح أمضي

اتكسر خلف الاف السدود وخلف الأبواب

انثر ألاف الخط

وتحت أقدامي تتحول الأحلام سراب

أسافر منك وأليك وما من مفر

كالأحلامِ ... كالمنامات

 

وبلمح البصر أمر

في قلبك أنا ...

أنزف بقايا الإياب

واحلم أن يطول المطر في فصل الشتاء ...

 

في قلبك أنا ...

كأغنيةٍ فيروزيةٍ في صباحاتِ دمشقَ

أتنفس عشقي والضباب

وأجمع قطرات دموعك من فوق جبيني

 

وأدفن دمائي في صدري

كما تُدفَنُ الحروف بين سطور العشق يأسرها الكتاب

في قلبك كأنين النور امضي 

في ليلٍ إغتيلت فيه مئات الشعراء ...

 

في قلبك أنا ...

لم اعد أعرف من أنا !!

ولم اعد أعرف أين أكون

ولا أعرف أين اختفى الياسمين

 

المطمور في جيبنا

ولا أعرف كيف تختبئ دمشقي مني

أو كيف تموت العصافير الصغيرة في حلقنا

لا أعرف كيف تتوه الأرض من ظلِ السماء ...

 

في قلبك  ... أصبحت أنا كلونٍ للنسيان

وتناثرت احراش ياسميني

واعتقلت كل بساتين الرمان

 

ونفيتي وجودي وحدودي

بين كفوف جميع الاكوان

وجعلتي بيني وبينك عشرات السفراء ...

في قلبك وهل تعلمين !

بأني احترقت وضاع رمادي

 

وانطفئت فيني شمعة نيسان !

حتى دمائي ضاعت مني

وتبرأت مني كل الأديان

ورماني اعصار الشوق وحيدا 

كي اغرق في حضن الصحراء ...

 

في قلبك ...

قطفت من خد النجوم حروفي 

لتدوسها في الصمت أقدام الغرباء ...

 

وطويت سنيني بالآلاف

ونقشت على صدري أساطير هواك

بحروف لم تعرفها من قبل التاريخ

حروف هجاء ...

 

هناك ولدت أنا ...

في أرضٍ تشرق فيها الشمس

من عيونٍ حرقتها دموع اللقاء ...

 

هناك ولدت أنا ...

في أرض تفوح منها رائحة القهوة

وكبرت بين حبوب البن السوداء ...

هناك ولدت أنا ...

 

وهناك امست شقائق النعمان في الشرايين دماء ...

وهناك تعلمت أخيراً كيف يبكي الرجال

وكيف تحترق الجفون بلهيب الدمع

وكيف يتهاوى الفؤاد

شامخا لله لا يعرف إلا الدعاء ...

 

في قلبك أنا ...

أضعت وطني

وأضعت إسمي

 

وأختصرت كل أسماء النساء ...

وقرأت تاريخي

وكل تاريخِ النساء ...

في قلبك أنا ...

ظننت بأن الدنيا

 

كل الدنيا ...

وكل التاريخ تصنعه  بإصبعها حواء ...

بجنون الحب وجنوني

ظننت بأن الشمس

لا تشرق إلا من حضن الاحداق الخضراء ...

 

في قلبك ...

كل دروب الاقدار

عشقٌ ... وجنون

برقٌ .. وهديلٌ

وجنونٌ من كل الاطوار

تتلاقى كل مفارقه

وتلتحم فيه جميع الادوار

 

كي تنسج ملحمة غرور نساء الارض

في طهرٍ وصفاء ... 

لم استثنى يوما دربا

لم يبقى في جيبي جهدا مدفوناً وعناء ...

كي ابحث عن نفسي

 

كي ابحث عنكِ وعن حلمي

عن شعري واوراقي

و لون عيوني و احداقي

غروبي وإشراقي

كي ابحث عن بيتي وسريري

 

عن قدري ومصيري

ابحث عن كل شرايني ...  وعن كل الشِـعر الضائع فيني

كي ابحث عن معنى لكل الاشياء ...

ابحث عن أسمي التائه في خارطة الأحلام

وعن كل الاسماء ...

 

ابحث عن غيوم  في فصل الصيف

عن ظلٍ اتفيئ فيه

وطريقا لا تحمل خطواته اهاتٍ وشقاء ...

كي ابحث عن رائحة البحر

والراحة لكل دماء الشهداء ...

 

في قلبك ... أنا ما عدت أنا ...

وما عدت أنت من تحرس

بين نبضاتها أيقونة  كل الانبياء ...

في قلبك أنا ..

وجدت كل حكاياتي

 

إلا أنتِ ..

كنت تائهة بين حطام القرن الحادي والعشرين

ممزقة الاشلاء ...

غارقةً بين حطامي وحطامك

كشلال سنابل

يتفجر ... ويفجر من حوله كل الاشياء ...

 



https://www.facebook.com/you.write.syrianews/?fref=ts

 

30.03.2016 01:44