السِّحْرُ الْحَلالُ .. بقلم : مصطفى قاسم عباس

السِّحْرُ الْحَلالُ
قصيدة عن اللغة العربية وجمالها

 

حَبَاكِ اللهُ فاتنتي جَــمـالا
فطلعةُ وجهكِ الوضّاءِ دوماً
عيونُك يا هوايَ العذبَ عِيْنٌ
رآكِ البدرُ في ظُلَم الليالي
فديتُك , ما لنورك في ازديادٍ
فأنت كربوةٍ ضمّت زهوراً
بها فَنَنٌ رشيقٌ ماسَ حسناً
فرُدِّي لي فؤاداً ذاب عشقاً
وتيهي والبَسِي حُللا حِسانا
وفيكِ مع الجمال الفردِ أصلٌ

فيا لغةً تفوقُ البحرَ جوداً
رأيـتك تمــتطين المجدَ خيلاً
حروفكِ تنتشي منها القوافي
ومن دُرَرِ الخلودِ لبستِ عِقداً
عشقتُكِ لا كمجنونٍ بليلى
وحبُّك أنت يُدخلني جناناً
ولا عجبٌ فأنت حويتِ نوراً
حويتِ حديثَ خيرِ الحلق طُرّاً
حويت حضارةَ الأجداد شعراً
ومن كلماتك الغراءِ يعلو
وواكبتِ العلوم فكنت نبعاً


أيا فصحى غدوتِ لنا سبيلاً
تعاقبتِ العصور ولا انثناءٌ
ولكنْ , فيمَ حلَّ الكرهُ فينا ؟
تَجَرَّعنا أُجاجَ الْحِقدِ مُرّاً
وكم من معتدٍ أورى زناداً
إذا ما الدهرُ فرّقنا فكنا
ومختلفاً لنا نسبٌ ولونٌ
فأنت توحدين العُرب صفّا
وأنت تضمدين لنا جراحاً
وبيداءُ الجزيرة فيك صارت
فسيري للعلا قُدما بِجِدٍّ

أساحرتي نظمتُ هواكِ شعراً
فلولا الحبُّ لم أنظم قصيداً
تشيبُ لغاتُ أقوامٍ وتفنى

وغاية مُنيَتِي جناتُ عدنٍ
قصدتُك خاشعاً ربي , وإني
لأشكو من ذنوبٍ أثقلتني
فحقّقْ مُنيتي , واغفرْ ذنوبي
وصلِّ على النبيِّ , ومَنْ بقلبي وزادك هيبةً فاضتْ جلالا

 


تفوقُ الشمسَ نوراً والهلالا
تحاكين الخميلةَ و الغزالا
فغضَّ الطَّرْف مكسوفاً وقالا :
ونوري إن بدا الإسفار زالا !؟
وضاع أريجها يُزْكي التلالا
من الأزل البعيد نما فطالا
رميتِ به سهامَكِ والنّصالا
تَمَنَّي , واملئي الدنيا دَلالا
فأنتِ كريمةٌ عمّاً وخالا
 


وتُخجلُ في تساميها الجبالا
عَيانا لا مَناما أو خيالا
بيانك سحرُهُ أمسى حَلالا
على جيد الزمانِ سناً تَلالا
فحبُّ الغانيات غدا ضَلالا
ويرضاهُ الذي أرسى الجبالا
بقرآنٍ وذكراً وابتهالا
ومن ركبَ النجائبَ والجمالا
ونثراً , أنت خلَّدتِ الرجالا
أذانٌ خاشع , فَسَلي بلالا
يُجدّدُ ماءَهُ عَذْباً زُلالا

 


سنسلكه ليوصلَنا الكمالا
وما غصنُ الفصاحة فيكِ مالا
فشتَّتَ شَمْلَنا , قطعَ الحبالا
لنحيا العمرَ كُرْها واقتتالا
ليُشعلَ فتنةً فينا اشتعالا
جَنوبا أو يمينا أو شِمالا
ونرجو بعد هجرانٍ وصالا
تواسين الأرامل والثكالى !
..خصالُك تلك , ما أبهى الخصالا !
جناناً بعدما كانت رمالا
وفي مستنقعٍ فدعي الكسالى
 


يزيدُ لهيبُهُ قلبِي اشْتعالا
ولم أكتبْ بِمَنْ أهوى مَقالا
وأَنْتِ فَتِيَّةٌ , زيدي جَمالا
 


وأنْ أُسقى بها الماءَ الزُّلالا
خلعتُ كسيِّدي موسى النِّعالا
وأحسبُها على ظهري جِبالا
فهل يا ربِّ تُعطيني النَّوالا ؟
فقد أحـبـبـتـهُم صحـبـاً وآلا
 

 


https://www.facebook.com/you.write.syrianews/?fref=ts
 

15.02.2016 15:24