في اجتماع غير رسمي لمجلس الامن.. واشنطن وموسكو تتبادلان الاتهامات حول حصار المدنيين بسوريا
قالت الولايات المتحدة, يوم الاثنين, إن حسم معركة حلب، "لن يكون سريعا"، معربة عن خشيتها على المدنيين, وسط تبادل الاتهامات مع موسكو بشأن المسؤولية عن معاناة المحاصرين في حلب وباقي المناطق المحاصرة.
ونقلت وكالات انباء عن مندوبة الولايات المتحدة سامانثا باور قولها , خلال جلسة لمجلس الأمن, الذي اجتمع لمناقشة الأزمة في حلب, ان "أمد القتال كلما طال, كلما علق عدد أكبر من المدنيين في الوسط، ودفعوا ثمنا أكبر".
وأضافت باور ان "القتال خلال الأيام القليلة الماضية يؤكد ما عرفناه منذ فترة طويلة جدا وهو أنه رغم القوة الكبيرة للنظام السوري وروسيا وإيران وحزب الله، فإن أيا من الطرفين لن يتمكن من تحقيق نصر سريع وحاسم في معركة حلب".
وكان "جيش الفتح" أعلن, يوم الأحد، أن معركته القادمة هي السيطرة على كامل مدينة حلب، وذلك بعد أسبوع من بدأ معركة "فك الحصار" عن المدينة.
وقال رئيس "الائتلاف الوطني" المعارض أنس العبدة, الاثنين, إن سيطرة الفصائل المسلحة المعارضة على مدينة حلب بالكامل ليست سوى "مسألة وقت".
وشددت باور على "عدم السماح بحرمان المدنيين على جانبي مدينة حلب من تلقي المساعدات الإنسانية", موضحة ان " القتال اذا استمر, يتوقع حرمان المدنيين في كلا الجانبين من المساعدة الأساسية التي يحتاجونها, ولا يمكن أن نسمح بحدوث ذلك".
وأشارت باور, مستشهدة بأرقام للأمم المتحدة , إن الحكومة السورية "مسؤولة عن نحو 80 في المئة من المناطق المحاصرة في أنحاء سوريا", داعية "روسيا الى وقف الحصار واستخدام نفوذها للضغط على النظام لإنهاء الحصار في كل أنحاء سوريا نهائيا".
وأعلنت فصائل معارضة، يوم السبت، فك حصار الأحياء الشرقية التي كان النظام قد فرض طوقاً عليها لما يقارب الأسبوعين, وتمكنت اول شحنة محملة بالمواد الغذائية من الدخول لمناطق حلب الشرقية, عبر الطريق الذي تم فتحه من جهة الراموسة.
وبسيطرة الفصائل المقاتلة على حي الراموسة, الفاصل بين مواقع المعارضة داخل حلب وخارجها تفرض حصار جديد على احياء الغربية الخاضعة لسيطرة النظام منذ صيف 2012, ولا سيما بعدما فقدان النظام طريق امداداته الوحيد الذي يمر بالراموسة.
من جانبه اتهم نائب السفير الروسي في الأمم المتحدة فلاديمير سافرونكوف واشنطن وحلفاءها الغربيين "بتسييس القضية الإنسانية", وحث هذه الدول على الإقرار بأن "السبب الرئيسي لكل المشكلات الإنسانية في سوريا ليس إجراءات مكافحة الإرهاب التي تتخذها الحكومة السورية ".
وتعاني عدد من المناطق السورية من سوء في الاوضاع الانسانية, نتيجة الحصار المفروض عليها , رغم دخول قوافل مساعدات اممية اليها , في ظل تصاعد الاعمال العسكرية والقصف والمعارك بين الاطراف المتصارعة, الامر الذي يؤدي الى سقوط ضحايا.
وأضاف سافرونكوف ان "الدعايا واللهجة المشوبة بالعاطفة والاتهامات غير المثبتة والحملة المعلوماتية تعني أنه لا يمكن لنا أن نتقدم نحو تسوية سياسية في سوريا".
وقال الدبلوماسي الروسي إن "الخطوة الأولى لإنهاء الصراع القائم منذ خمس سنوات ينبغي أن تتمثل في تضافر الجهود لمكافحة الإرهاب ثم استئناف محادثات السلام السورية".
وكانت آخر جولة من المفاوضات السورية السورية غير المباشرة في جنيف انتهت نيسان الماضي، إلا أنه لم يتحدد بعد موعداً دقيقاً لانطلاق الجولة القادمة، في وقت أعرب فيه الموفد الأممي ستافان دي ميستورا عن أمله بعقد جولة جديدة قبل نهاية آب الحالي.
بدوره, قال نائب السفير الفرنسي أليكسس لاميك ان "حلب قد تصبح مقبرة لعملية فيينا ", محذرا من أن "القتال في حلب قد يقضي على أي أمل في عملية السلام التي أطلقت في فيينا لإنهاء الحرب المستمرة منذ خمس سنوات".
ودعت فرنسا, في وقت سابق من الشهر الماضي, إلى رفع العقبات التي تحول دون وصول المساعدات الإنسانية وحذرت من أن المفاوضات من أجل التوصل إلى حل في سوريا لا يمكن أن تستأنف ما لم يكن هناك "هدنة كاملة ودائمة".
وكان اجتماع مجموعة دعم سورية في فيينا, اخر تشرين الاول الماضي, والذي ضم ممثلي ووزراء خارجية 17 دولة ومنظمة توصل لمبادئ للحل السوري، بينها العمل على وقف لإطلاق النار وهدنة شاملة وبقاء مؤسسات الدولة السورية وتشكيل حكومة تمثيلية.
ودعا أعضاء المجلس إلى زيارة حلب للقاء الأطباء والممرضين الذين يناضلون لإنقاذ حياة المصابين.
ونظمت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ونيوزيلندا وأوكرانيا اجتماعا غير رسمي بمجلس الأمن الدولي لبحث الوضع في حلب .
سيريانيوز