اختفاء 2015 وولادة 2016 ... بقلم : ماجد جاغوب
يولد 2016 وسوف يختفي كوالده الراحل 2015 على درب جده الراحل 2014 ومن سبقهم من السنين ويتعامل الناس مع العام الراحل كما يتعامل البعض مع السياسيين التصفيق للقادم والتصفير للراحل وفي كل عام هناك متغيرات على حياة من يتبقى على قيد الحياة واناس ترحل من الدنيا وتولد اجيال جديده اناس تستقبل المواليد الجدد واناس تودع الراحلين عن الدنيا اناس تخسر وغيرهم يكسب اناس يصيبهم الثراء وغيرهم يخسروا ثرواتهم
وما بين الفريقين الاغلبية تراوح ما بين الفريقين داعية خالقها بدوام الصحة والعافيه و ديمومة الستر والرضا بما قدر لهم الخالق عز وجل من عمر ورزق اناس تغادر المناصب ومكاسبها عنوة وغيرهم يقفز او يتسلق او يهبط بمظلة فوق رؤوس العباد وغالبية الناس تشغلهم الدنيا عن حقيقة حتمية مؤكده وهي انهم لابد ان يلحقوا بمن سبقهم ممن كانوا على قيد الحياة ووارهم الثرى ونسيهم من كان يعرفهم لكثرة المشاغل والهموم والنسيان احيانا نعمة لان التذكر الدائم للمصائب والمآسي يحول حياة الانسان الى جحيم
ولكن هناك بعض انواع النسيان نقمة مثل نسيان تاريخ من اعتدى على حقوقك وسلبك اغلى ما يملك الانسان في الدنيا بعد رضا الخالق عز وجل وهو الوطن وان كان الحق نور فالظلم ظلمات وليس بعاقل من يختار الظلام ويهجر النور والانسان في مراحل حياته التي يعيشها غالبا من يستقبلوه عند ولادته يودعهم الى المقابر لتوارى الاجساد في الثرى اما الارواح فسرها عند خالقها واما من يودعوه فهم على الاغلب اجيال جديده يختلفوا عن الاجيال التي استقبلته عند ولادته مع استثناءات من يغادر الدنيا مبكرا وهو لم يكمل دورة الحياة لان هناك من يموت رضيعا او طفلا او شابا وهؤلاء يختلف مودعيهم والحياة تعطي الانسان اشياء وتحرمه من اشياء اخرى
وقد يكون الحرمان صعبا وقاسيا ان كان قدر الانسان ان يكون مستثنى من المال والبنون والصحه فتبدو الحياة في نظره احباط بلاحدود ولكن المؤمن العاقل يرضى بقدره ويحمدالله على كل شيء
وفي بدايات الالفية الثالثه التي بدأ فيها مخاض اصطناعي قسري هناك من سماه فوضى خلاقه ومن استبشر به خيرا وسماه ربيع عربي ولكن المخاض يرافقه نزيف وقد طال النزيف وتعددت وتنوعت المواليد في كل مخاض ولكن المواليد وهم وليسوا بمستوى النزف الشديد والعاقل من لا يميز بين البشر ولا يصنفهم حسب عقيدتهم او عرقهم او لونهم او لغتهم او طائفتهم او جغرافيتهم فالانسان هو الانسان وتنوع البشر في كل هيكليه حتى في الاسرة الواحده متنوعه في الضمير والاخلاق والقدرات العقليه ومقومات الشخصيه وليس من حق أي انسان محاسبة الاخرين على عقائدهم ولا الوانهم ولا لغتهم ولا عرقهم لانه التمييز العنصري البغيض
وعندما يسمح الانسان لنفسه بمعاملة مولود جديد بمجرد ولادته حسب الجغرافيا التي ولد فيها او لونه او طائفة او عرق الابوين فمن حق الاخرين التعامل معه بنفس النهج السلبي ولو ان كل انسان يوازن الامور بعقله وبضمير حي نابض نقي لما اساء الى الآخرين من بني البشر لان الله خالقنا جميعا وعلينا ان نكون بمستوى انسانيتنا بنسختها الاصليه كما شاء لنا الخالق عز وجل وليس مطلوبا منا ان نكون كالملائكه لان الانسان يختلف عن الملائكه ولكن لا يفترض ان نكون كالشيطان او اسوأ منه بدرجات والله المستعان
https://www.facebook.com/you.write.syrianews