أعطيت وعداً ألا أحبك . . بقلم : الرحالة العربي ابن الجبيلي
من أعظم الإشكاليات في حياة المجتمعات الإنسانية على امتداد العصور الطبيعة المتغيرة للعلاقة بين الرجل والمرأة سلباً أو إيجاباً ، وكم من أمم عاشت على تقاليد وأعراف بالية لا تستقيم معها قيمة الحقوق الاجتماعية التي تعكس فلسفة العلاقة المتناحرة بين شرائع الأرض والسماء لتنتج مآس لا حصر لها يدفع ثمنها الأجيال تلو الأجيال .
ورغم وضوح الحقائق الأزلية عبر التاريخ لازال بعض البشر يتناسون أن أقدس المفاهيم والقيم الكونية يتعرف المرء عليها من المرأة منذ الطفولة . إن المرأة ملاك خاص جداً قد نختاره بعقولنا وربما قلوبنا كالحبيبة والزوجة ، وقد لا نختاره بإرادتنا كأمهاتنا أو أخواتنا فهل نكرم بعضنا بتجاوز حالة الصراع بكل ألوانه وأشكاله ؟ لنصل إلى شاطئ الانسجام مع أنفسنا ومحيطنا الحضاري بنور العدل والإنصاف . إن المجتمع الإنساني بحاجة إلى ثورة فكرية ، تعيد للمرأة قداسة دورها ومكانتها في الحياة .
أعطيت وعداً ألا أحبك
أعطيت وعداً لنفسي ألا أفكر فيك
وعهداً لقلبي ألا ينبض بحبك
وقسماً لعقلي ألا يقرأ لغة
تحمل بصمات أنوثتك
لأن أفكارنا غريبة
وطريقنا مختلف وطويل
وأبراجنا لم تساعدنا
حتى أن مزاجنا متقلب
وعيوننا حائرة
**********
أعطيت وعداً ألا أفكر فيك
وعهداً لقلبي ألا ينبض بحبك
وقسماً لعقلي ألا يقرأ لغة
تحاصرها أنوثتك
لأني نسيت إسمي
وأضعت خارطة عنواني
ولم تهدني النجوم الى أي سر
يفسر لي سحر وجودك
وسطوة ضعفي فيك
أنا وأنت
شرق وغرب لا يلتقيان
وقد اخترت رغم نداءاتي
درب العصيان
كيف أوحدك في حريتي
وأنت في القلب كالطغيان
**********
أعطيت وعداً ألا أفكر فيك
أو ينبض قلبي بحبك
وأقسمت بكل جوارحي
ألا أنطق بلغة تحمل اسمك
ويوم أمس !
حلمت بأني أغادر رحم أمي
وأنهض مسرعاً كمن يهرب
من تجاعيد الهم
وتتقاطع عينيك التائهتين
فوق جسد طفولتي
فتبعث فيّ دفء الاحساس بالإنسان
وشعاع الحاجة للحنان
ولذة البوح بأسرار الحرمان
فأهجر كل متاهاتي
لتصبحين كتابي الذي فقدته
والعهد الذي خذلته
فأنا والحياة صنوان
تهدهد صخب ذاكرتي
والأرض تزفني بأجمل الألحان
سأرسم بكل المدارات حلمي
وأعبر آلاف الشطآن
مفتوناً برائحة الزهر
كالسماء في عيون البحر
تُمطرني ورود عشق
على الرمل والماء والأشجار
يا امرأة سحقتني وطناً وبسمة
ودمعة ونسمة
وفخاراً على حدود النار
قد أغفر لك جرح مشاعري
وربما أنسى عذاباتي
وأقبل كل الأفكار
لكني لا أغفر بأن يقتل حلمي
فإن زمن الحياة قصير جداً
وقد قررت أن تكوني
أنت الحرية
وأنا الإعصار
https://www.facebook.com/you.write.syrianews/?fref=ts