هيلـين ... بقلم : علي الأعرج
هيلين
تعالي إلي
ليس للوقتِ متسعٌ لدمارٍ آخر
كلانا ارتكبنا الإثم لحظةَ الهرولة البطيئة
سقط ظلّي
أمسكتُك
هل أحسيتي بضعف نبضي ؟
هيلين
ليس البابَ مفتوحاً
والبيت لا.. لم يَعُد موجوداً
هناك في الوراء ثمّة جثثٌ متفسخة
لا .. لا تنظُري وراءك
قناصون يعتلون مباني
يطلّون على جرحِ وطنٍ بليغ
يَطعنونَ الحالمون .
ترجّلي عن ماضيكِ
البارحةُ طعنةٌ في الحاضر علينا أن ننجو
لنا البكاء الطويل ونحن مصلوبون على التأني
والخوف المديد
الطائرات تستريحُ الآن والليلُ داكن
تمسّكي بوجعي المبلل بدمعك
وإياكِ الصراخ
لم يكن الوقتُ مُتسعٌ للتفكيرِ الطويل
لا أرى حدوداً هناك
نحنُ وحدنا الآن ، يدُقُ قلبي آنين الأطفال خلفي
أنزفُ كما لو أني قتيلٌ فيهم
لا أرى عدمي
سياجاً عالية ، مراصد تُضيء عن بُعد
توقفَ المطر ، القلبُ تعبئ الوحل
تكحلي بدمي
لك حُلمي الغد إنّ وصلنا
إنّ نجونا من مزاحٍ قاتل !
لا فراغَ في عدد الثواني للنوم وقوفاً
نامي على جسدي
ولتعضي يدي
أُحبّك يا هيلين
أتذكرين ساعة تلاقينا
عناقنا قرب سور المدينة
أحلامُنا الأولى ،دين الجن ، رائحة العاصي
هوسي بعقدة شعرك ، ارتباكك، وموتي فيك .!
لا وقتَ للبكاءٍ قُربَ نهديك
أُحبّكِ في زحام هذا الرعب
عليّ ما عليك من لعنةِ المجنزرات
المطاردة لظلّنا المتهشم
هل افرغتي الأرزَ في شالك الأزرق
وجلبتي اسم ابننا
قبل أن يُصاب بشتيمة الأبدية تحت الركام
ابني آهٌ يا ابني
تركتُ اسمك الصحيح هناك
حيث ولدت ..
حيثُ قالت لي جدتك إنّي شقي ..
لكنّ الحنين وراثة ولا قدرة لدي على التحجرِ
تركتك ، حملتُ أُمّك وسع البلاد
والرصاص الكثيف
لأنجو بك فيها
سامحني يا ابني إنّ قُتلت قبلك ..
هيلين
لا تجزعي ،مسافةَ عُمرٍ ونصل إلى الحدود
عانقيني ، وتألمي عني
واحدٌ منّا عليه تحمّل المشقة
والآخر دفع المشنقة
احملي داخلي فيك
كوني وطناً هنا
لأجلك نجوت
عمّا قريب تكبُرين على زندي
ترسُميني كيفما يحلو لعينيكِ
لك تكوين الأشياء ولي التفاصيل
أُحبّكِ ، هذا القولُ الفصل
في حربٍ لا تُريد أن تنتهي
فأحبيني
لأُزهر فيك
وانتصر ..
https://www.facebook.com/you.write.syrianews/?fref=ts