أم صبري ... بقلم : مجد الشمري
ام صبري وكان اسمها قبل انجاب صبري /صابره/ وابنها صبري هو ثمرة زواجها من ابن عمها صابر الذي توفي في حادث سير بعد زواجهما بخمس سنوات وتركها ارمله وفي عهدتها /صبري/اليتيم ابن الرابعه ورفضت /ام صبري/ الزواج حتى لا يكون ابنها /صبري/ضحية لرجل غريب وفضلت عدم الدخول في متاهة الاحتمالات ان يكون طالب الزواج إنساني الطباع او لئيم يتسبب في إذلال
اليتيم ودارت السنين وأم صبري تعمل في خياطة الملابس في مشغل وبعد عودتها إلى بيتها تقوم بخياطة الملابس للجيران والأصدقاء والأقارب والمعارف وأهل الحي ولا تكسب سوى خمسة ساعات نوم يوميا الأمر الذي كان له الاثر على قدرتها على الإبصار وضعف بصرها حتى اقتربت من العمى ولبست النظارات وأكملت مهمتها حتى تخرج صبري من الجامعة وحصل على وظيفة في شركه وبعد سنه من عمله تنازلت له والدته عن نصيبها في البيت الكبير ودفعت كل ما ادخرته في زواجه من ابنة شقيقتها حتى لا تحضر غريبة تسيء معاملتها وهي على وشك فقدان بصرها ولكن التوقعات والرغبات شيء والواقع احيانا يكون نقيض الرغبات
وبعد ستة أشهر من زواج صبري وصلت المشاكل الى أوجها بين صبري وزوجته ابنة الشقيقة التي كانت ام صبري تحلم بان تكون بديلا عن ابنتها التي لم تنجبها وقالت له بصراحة اما ان ترسل والدتك الى بيت العجزة او أعود الى بيت اهلي مطلقه ولن ادخل بيتك ثانيه وسمعت ام صبري كل ما دار بين ابنها وزوجته وحزمت ملابسها في كيس وطلبت من ابنها ان يوصلها الى بيت العجزة وفعلها حتى لا يخسر زوجته وكان يزور والدته كل شهر في بيت العجزة ومع الوقت اختصر الزياره كل شهرين وبعد ثلاثة سنوات على إرساله لوالدته إلى بيت العجزة تلقى اتصال ابلغوه ان صحة والدته متدهورة وتطلب رؤيته ورد عليهم انه مشغول ولن يتمكن من زيارتها الا بعد أسبوع ولم يستفسر عن صحتها بعد ذلك ولم يرد على عدة مكالمات من بيت العجزة بعد ذلك
وذهب بعد أسبوع إلى بيت العجزة لزيارة والدته ولكنهم ابلغوه انها توفيت في نفس الليله وحاولوا الاتصال معه ولكنه لم يجيب على مكالماتهم الهاتفيه وكانوا مجبرين على اتمام مراسيم الدفن دون حضوره وان رغب بزيارة قبرها يمكنه ذلك وسلموه بطاقه عليها رقم القبر في المقبرة القريبة من بيت العجزة وغادر صبري بيت العجزه ورمى بطاقة تعريف القبر في خزانة سيارته وتوجه الى البيت ولكن القدر بيد الخالق عز وجل وليس بيد احد غيره ولم يتمكن صبري من الوصول الى بيته فقد اصطدم بعمود كهرباء وتسبب له الحادث بشلل في نصفه السفلي ولم يعد قادرا على الوقوف او المشي وعليه ان يكمل حياته على كرسي المقعدين المتحرك
وكان صبري قد بلغ الثلاثين من عمره وزوجته في الخامسة والعشرين وللمرة الثانية طلبت الزوجة من صبري ان يعيش في بيت العجزة وهي تعود إلى بيت أهلها لانها لم تنجب اولاد ولا بنات قبل الحادث ولا امل في الانجاب بعد الحادث واضطر صبري الى تطليقها وقضى بقية عمره في نفس بيت العجزه الذي عاشت فيه والدته ثلاثة سنوات اما هو فالله وحده اعلم كم من السنوات سيقضيها في بيت العجزه واما مطلقته فعادت الى بيت اهلها وتوفي والدها وعندما اعترضت على زوجة شقيقهاحين طلبت ارسال امها الى بيت العجزه طلبت منها زوجة شقيقها البحث عن عمل او مغادرة البيت لان الشقيق لن يتمكن من الانفاق على زوجته واولاده وشقيقته وعليها ان تشارك في مصروف البيت او تسكن بعيدة عنهم
ومع الاسف ان البعض لا يدرك ان الزمن دوار وان الانسان مخلوق ضعيف فالعمر والرزق والصحة هبة الخالق عز وجل على الانسان ان يأخذ العبرة من غيره وان يكون متواضعا ويبتعد عن الغرور والتكبر والظلم فالمخلوقات ومنها الانسان من تراب والى تراب وقالها ابو العلاء المعري
/وما اظن اديم الارض الا من هذه الاجساد
التراب من اجساد البشر
https://www.facebook.com/you.write.syrianews/?fref=ts