الأمم المتحدة تتهم النظام بمنع المساعدات عن الآلاف .. والمخاطرة بحصار جديد في حلب
قال مستشار الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية يان إيجلاند, يوم الأربعاء, أن الحكومة السورية ترفض مناشدات الأمم المتحدة توصيل مساعدات إلى مئات الآلاف من المحتاجين بما في ذلك في حلب التي تشهد تصعيدا لأعمال عنف خلال الأسبوعين المنصرمين.
وأضاف ايجلاند, في تصريحات للصحفيين بعد اجتماع أسبوعي للدول الداعمة لعملية السلام في سوريا لبحث الشؤون الإنسانية, "يبدو أن هناك مناطق محاصرة جديدة محتملة علينا متابعتها, هناك مئات من عمال الإغاثة غير قادرين على الحركة في حلب", مشيرا الى انه "من العار أن نرى أنه في الوقت الذي ينزف فيه سكان حلب فإن خياراتهم من أجل الفرار لم تكن قط أصعب مما هي عليه الآن."
وتشهد عدة أحياء في مدينة حلب, منذ أكثر من 10 أيام , أحداثا دامية, حيث تتعرض أحياء واقعة تحت سيطرة القوات النظامية لسقوط عشرات القذائف, كما يتواصل القصف الجوي على عدة مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة, الامر الذي يؤدي إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى, وسط اتهامات للنظام والطيران الروسي المسؤولية عن ذلك, فيما يتزايد "القلق" الدولي بخصوص الهجمات التي تتعرض لها المدينة, فضلا عن دعوات لوقفها.
وأشار المسؤول الأممي إلى أن "الحكومة السورية رفضت السماح بدخول مساعدات لنصف السكان في مناطق محاصرة ويصعب الوصول إليها والبالغ عددهم الإجمالي 905 آلاف شخص -بينها مناطق تسيطر عليها المعارضة المسلحة في شرق حلب- ووضعت شروطا أساسية للسماح بدخول المساعدات للآخرين."
ولفت إلى أنه من بين الأماكن التي حصلت على موافقة جزئية بلدة داريا حيث يعيش أربعة آلاف شخص بينهم 500 طفل "على شفا مجاعة", وذكر أن الحكومة السورية قالت أنه يمكن السماح بدخول حليب الأطفال والمستلزمات المدرسية.
من جهته, طلب توفيق شامة رئيس اتحاد المنظمات الطبية السورية الذي يضم 850 من المسعفين في البلاد من روسيا حليفة سوريا التدخل لمنع فرض حصار على المناطق التي تسيطر عليها المعارضة مثلما حدث في سربرنيتشا بالبوسنة في التسعينات أو ستالينجراد الروسية خلال الحرب العالمية الثانية.
وقال شامة خلال مؤتمر صحفي بجنيف إن طريق كاستيلو الواصل إلى حلب يواجه تهديدات كل يوم بالقصف ورصاص القناصة, مضيفا أن "هذا الطريق إن أغلق فسيعني هذا إغلاقا كاملا أمام جميع الاحتياجات الإنسانية."
وبدأت الأمم المتحدة مؤخرا بإرسال قوافل مساعدات إنسانية إلى البلدات السورية المحاصرة بعد مناشدات بإدخال مساعدات للمناطق المحاصرة ودعوات بتسهيل الحكومة السورية إدخال هذه المعونات, بعد تقارير تحدثت عن حصول حالات وفاة نتيجة "مجاعة" في مضايا بريف دمشق, فضلا عن حدوث حصار في كفريا والفوعة بريف إدلب.
وكان المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا قال، مؤخرا ، أن هناك "تقدم متواضع" ولكنه "حقيقي" في إدخال المساعدات الإنسانية إلى سوريا، وان الحكومة السورية ما زالت تمنع دخول الإمدادات الطبية والجراحية لبعض المناطق ووصف ذلك بأنه أمر "غير مقبول".
وتقع حوالي 18 منطقة في سوريا تحت الحصار، إما من قبل النظام أو من فصائل معارضة وكتائب إسلامية أو تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، ويأتي في مقدمتها مدينة دير الزور شرقي سوريا، وبلدات معمضية الشام وداريا ومضايا والزبداني وبقين والغوطة الشرقية بريف دمشق، إضافة إلى بلدات الفوعة وكفريا بريف إدلب.
سيريانيوز